نفى قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد جعفري، الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول، وقوف بلاده حائلاً دون التوصل إلى حل في اليمن.
جاء ذلك في ظهور هو الأول من نوعه على قناة "المسيرة" الحوثية، منذ اندلاع الحرب، فيما بدا رسالة للتحالف العربي.
ويأتي النفي وسط اتهامات لطهران من الحكومة الشرعية والتحالف العربي الذي تتزعمه السعودية.
وكان مؤتمر وزراء خارجية ورؤساء أركان دول التحالف العربي، قد أكد الأحد الماضي في الرياض، أن إيران تعمل على زعزعة استقرار اليمن وعدم الوصول إلى حلّ، وشدد على ضرورة التصدي لها.
ووصف جعفري تلك التصريحات بـ"الادعاءات"، وقال إنها "كلام إسرائيلي ـ سعودي، لا صحة له، ويأتي في إطار إثارة البلبلة".
وقال جعفري إن "السعودية وأميركا والكيان الصهيوني (إسرائيل) دأبوا على تبرير العدوان بمواجهة مزاعم التمدد والمشروع الإيراني في اليمن والمنطقة، إلا أن وقائع الأحداث كشفت زيف تلك التبريرات".
وأضاف "تبيّن أن العدوان على اليمن عدوان أميركي ـ صهيوني، رأس حربته السعودية والإمارات بهدف السيطرة على موقع اليمن الاستراتيجي وثرواته بعد تدميره وتمزيقه إلى دويلات متناحرة".
وفي تأييد ضمني للحوثيين على استمرار الحرب، أشار المسؤول الإيراني إلى أن "جميع شعوب المنطقة تعي بأن المواجهة هي السبيل الوحيد للرد على أميركا وإسرائيل والسعودية".
ورفض جعفري الاتهامات، التي وجهها التحالف للحوثيين باستهداف مكة المكرمة بصواريخ باليستية إيرانية، وقال "إن الأماكن المقدسة في السعودية لم تكن يوماً هدفاً للشعب اليمني وهم يتذرعون بها فقط".
وتتهم الحكومة الشرعية والتحالف العربي، إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة المتطورة بهدف ضرب السعودية، وإرسال خبراء عسكريين، وهو ما تنفيه طهران.
وكانت الولايات المتحدة، قد أعلنت الأسبوع الماضي، مساندتها الكاملة للحكومة الشرعية ضد مواجهة الحوثيين ومن يساندهم، في إيران، عقب اتخاذ الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد طهران.
وقال تقرير صادر عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، الأسبوع الماضي، إن لدى الإدارة الأميركية "خطة جديدة تشمل الدعم العسكري لتحالف السعودية، وتحويل اليمن من قضية هامشية إلى مركزية، لمواجهة التهديدات الإيرانية".
ووفقاً للتقرير، "فقد وضعت الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب اليمن في الأمام والوسط بدلاً من الهامش". لافتاً إلى الحوثيين تلقوا صواريخ من طهران، وأطلقوا بعضاً منها باتجاه السعودية، من مواقع في شمال اليمن".
ونقل التقرير عن مسؤولين أميركيين، لم يسمهم، أن واشنطن "تشعر بالقلق من احتمال قيام طهران ببناء الحوثيين قوة سياسية وعسكرية أقرب إلى حزب الله، الذي يعد حتى الآن أقوى فاعل في لبنان".