الموت جوعاً لأطفال الغوطة والمجرم ما زال طليقاً

تشهد منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق حصاراً خانقاً منذ عدة سنوات تفرضه قوات النظام السوري وميليشياته الطائفية لإخضاع الثوار فيها على الاستسلام، بعد أن نجحوا في طرد قوات بشار الأسد من المنطقة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/08 الساعة 07:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/08 الساعة 07:59 بتوقيت غرينتش

تشهد منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق حصاراً خانقاً منذ عدة سنوات تفرضه قوات النظام السوري وميليشياته الطائفية لإخضاع الثوار فيها على الاستسلام، بعد أن نجحوا في طرد قوات بشار الأسد من المنطقة.

– المناطق المحاصرة في ريف دمشق:

نجحت قوات النظام في فرض طوق أمني على المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار قرب العاصمة دمشق، تحديداً منطقة الغوطة الشرقية التي تضم العديد من المدن والبلدات التي يقطنها مئات الآلاف من المدنيين مثل مدن دوما وسقبا وحمورية وبابيلا وأحياء عين ترما وجوبر قرب العاصمة دمشق، الأمر الذي أسفر عن وفاة عشرات المدنيين جوعاً، وارتفاع جنوني بأسعار المواد الغذائية، مثل الخبز والسكر والمعلبات وحليب الأطفال، ونقص حاد بالمحروقات مثل المازوت والبنزين، والتي تعتبر من أساسيات الحياة، آخر ضحايا الحصار كانت الطفلة سحر ضفدع البالغة من العمر شهراً واحداً والتي توفيت نتيجة سوء التغذية داخل بلدة كفر بطنا بالغوطة الشرقية.

– استراتيجية الحصار حتى الموت:

تتبع قوات النظام السوري وميليشياتها الطائفية استراتيجية جبانة بحق المدنيين لإجبار الثوار على الرضوخ والاستسلام أو الخروج إلى مناطق أخرى ترجح فيها كفة الثوار، مثل محافظة إدلب، هذه الاستراتيجية مكنت قوات النظام من السيطرة على مناطق شاسعة في ريف دمشق، وشاهدنا نتائجها الكارثية في كل من مضايا والزبداني وداريا ومعضمية الشام والحجر الأسود؛ حيث عمدت قوات النظام آنذاك على حصار هذه المدن بشكل شبه كامل، وقصفها بشتى أنواع الأسلحة، مما أسفر عن موت عشرات المدنيين جوعاً، معظمهم أطفال بالإضافة إلى وفاة المئات بسبب القصف الجوي والمدفعي المركز على الأحياء السكنية؛ ليجبر سكانها بعد صمود أسطوري دامَ عدة سنوات على التهجير قسراً تجاه المناطق الشمالية المحررة من سوريا.

هذا الأمر أوجد مآسي جديدة تضاف إلى سجل الشعب السوري الثائر ضد الظلم ولربما تعتبر أبشعها ألا وهي مأساة التهجير القسري؛ حيث أجبر مئات الآلاف من السوريين على هجر منازلهم قسراً تجاه محافظتي إدلب وحلب، ومن أكثر المناطق التي هجّرت منطقتا حمص وريف دمشق.

– ليس الموت جوعاً فقط ما يهدد الغوطة:

ضمن سياسة الحصار المفروض على الغوطة الشرقية، فرضت قوات النظام حصاراً شبه كامل على المشافي والمنشآت الطبية، وذلك عبر منع دخول الأدوية والمعدات الطبية اللازمة لعلاج بعض الأمراض المستعصية والمزمنة، مثل أمراض السرطانات والقصور الكلوي؛ حيث يعتبر تأمين العلاج لمثل هذه الأمراض من الأشياء شبه المستحيلة داخل الغوطة الشرقية، مما يهدد حياة عشرات المدنيين نتيجة مضاعفات المرض وسوء حالاتهم الصحية.

– لماذا الغوطة تحديداً؟

تعتبر غوطة دمشق مركزاً للثوار قرب العاصمة دمشق، وآخر حصونهم، بعد أن نجحت قوات النظام في السيطرة على معظم مناطق القلمون الشرقي والغربي وريف حمص الجنوبي، وأجزاء واسعة من الغوطة الشرقية نفسها، وأحياء كانت خارجة عن سيطرتها داخل العاصمة دمشق؛ لذلك تعمد إلى التشديد من حصارها للغوطة بهدف الضغط على الثوار؛ للوصول إلى حلول جديدة تكون لقوات النظام الأولوية في كتابة بنودها وفرض آرائها، الأمر الذي دفع الثوار إلى التصعيد عسكرياً، تحديداً في حيّ جوبر الدمشقي الذي يعتبر بمثابة مقبرة لجنود النظام ودباباته على مدار أكثر من أربع سنوات، خسرت قوات النظام على أبوابه مئات الجنود القتلى، مما دفعها إلى الانتقام من المدنيين العزل بعد فشلها العسكري في مواجهة ثوار الغوطة، وذلك عبر استهدافها بوابل من القذائف والصواريخ وارتكاب المجازر بحق سكانها.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد