بعد الانتقادات التي طالت الكاتبة السعودية ريم آل عاطف، لنشرها مقالة كتبتها في وقت سابق في جريدة العرب القطرية، تحت عنوان "يموت ملك وراء ملك وتبقى السعودية"، يبدو أنَّ قرار منع السفر هو أول رد فعل يطالها.
وكان قد ورد اسم ريم ضمن القائمة التي نشرها المغرد "مجتهد"، الإثنين 30 أكتوبر/تشرين الأول، الذي أشار إلى أن هذه الأسماء الـ26 ممنوعة من السفر خارج البلاد حتى إشعار آخر.
القائمة أدناه تضم أسماء الأشخاص الذين منعتهم السلطات السعودية من السفر وعممت أسمائهم على المنافذ الحدودية والمطارات pic.twitter.com/RNuBToetBg
— معتقلي الرأي (@m3takl) October 30, 2017
الكاتبة السعودية كانت قد نشرت مقالتها 15 مارس/آذار 2015، وأعادت نشرها كصورة في صفحتها على تويتر منذ شهر، وذلك لأن الصحيفة القطرية محجوبة في السعودية، بعد الأزمة التي اندلعت بين البلدين.
المغردون اعتبروا أنَّ للكاتبة السعودية أهدافاً خفية من إعادة نشر التقرير، فهي على الرغم من أنها تدافع عن المملكة، فإنَّ مضمونها ينتقد حكامها، وعلى وجه الخصوص ولي العهد محمد بن سلمان.
@ReemAlatef اختي ريم انا موجودة في جدة و ما يحصل الان من قرارات ظالمة للبشر تجعل الانسان يتمنى لو لم يكون أصلاً موجود في هذه الحياة
— ghofran homedi (@ghofranhomedi) July 7, 2017
الدور جاي عليك تحياتي
— الذيب سرحان (@dh_mohmmed) September 12, 2017
وقد أشارت آل عاطف في المقالة التي حقَّقت حينها أكثر من مليون قراءة على حسب قولها، إلى أنَّ ما يميز المملكة عن غيرها من البلدان حمايتها لروحها الإسلامية وطابعها المحافظ، وربطت ذلك بالفصل بين الجنسين في مواقع الدرس والعمل، وشددت على أهمية وجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولكن ما يحصل في الحقيقة ينلاقض ما ذكرته، حيث يناقش مجلس الشورى السعودي، توصيةً بدمج الهيئة مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، لتصبح تحت وزارة واحدة، مع العلم أن صلاحيات الهيئة كانت قد تقلصت بشكل كبير عام 2016، حين صدر قرار رسمي بذلك.
لم يحل القرار الحكومي حينها هيئة الأمر بالمعروف نهائياً، كما أنه لم يلغ عملها الميداني في المجتمع السعودي، وإنما اقتصر على منع رجالها من إيقاف الأشخاص، أو التحفظ عليهم، أو مطاردتهم أو طلب وثائقهم، أو التثبت من هوياتهم أو متابعتهم، ليقتصر دورهم على إبلاغ أفراد الشرطة أو إدارة مكافحة المخدرات عن الاشتباه بشخص معين.
منع السينما
ومن جانب آخر أشارت الكاتبة السعودية إلى أمر آخر، وهو منع السينما في السعودية، معتبرة أن هذا الأمر أيضاً من مميزات تلك البلاد.
وكل ما ذكرته الكاتبة يناقض اتجاه السعودية اليوم تحت قيادة محمد بن سلمان، الذي يسعى إلى مزيد من الانفتاح في البلاد، فستحضر السعوديات المباريات بداية من العام القادم.
وحتى إنها ستقود السيارة، وفيما يتعلق بالسينما فهي بحسب كل المؤشرات قادمة خلال الفترة القادمة.
ويبدو أن المديح الظاهر للسعودية، التي أصرّت الكاتبة السعودية على نشره مجدداً في مقالتها بعد عامين، يحمل في باطنه انتقاداً لما يقوم به محمد بن سلمان ووالده الملك سلمان، بإصدار قرارات نحو "سعودية جديدة"، كما وصفها الكثيرون.
وحتى إن هذه السعودية الجديدة كما يبدو ستكون خالية من الدعاة والكتاب المتشددين الذين يخالفون خطة بن سلمان، التي بدأ بتنفيذها منذ أشهر، بعد اعتقالات طالت عدداً كبيراً من الدعاة، منهم سلمان العودة، وإصدار قوائم بمنع السفر بحق آخرين منهم آل عاطف وأحمد الشقيري.
الأمر الذي أشارت إليه الكاتبة السعودية في وقت سابق، أن الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة هي واحدة من عطاءات المملكة لمسلمي العالم "فقد خرّجت منذ قيامها أكثر من 60 ألف داعية وطالب علم، من كافة دول العالم"، على حدّ قولها.
وختمت مقالها بالإشارة إلى أنها تنتمي لتلك الأرض التي يموت فيها ملك وراء ملك، ولكن ما زالت لديها ثوابت لشرع الله، وسطوة تدحر الباطل، على حد وصفها.