2238 يوماً مرَّت على سوريا لا تشبه مثيلاتها من الأيام التي سبقتها.. وها نحن نصاب بالإحباط من كل شيء.. والتخمة من كل شيء.. واليأس من كل شيء.. والقرف من كل شيء.
الآن بإمكاننا أن نفاخر بالقول إنه بات لدينا فائض من كل شيء..
شقائق النعمان.. المهجّرين.. المختفين.. الهاربين..المخيمات.. الشعراء.. الصحفيين الميدانيين.. المحللين السياسيين.. مقدمي البرامج بكل أنواعها.. القنوات التلفزيونية المنفصلة عن الواقع.. فقهاء الظلام على مواقع التواصل الاجتماعي.. مجلات ومواقع إلكترونية هجينة ومستهجنة.. كانتونات.. فيدراليات.. فوضى خلاّقة.. غموض بناّء.. مربعات أمنية واستراتيجية ووهمية.. هيئات الإغاثة.. تجار الأزمات.. الحواجز.. الأسلحة.. خطابات التكفير والتخوين والإقصاء.. الأقليات.. الطائفية.. الفتنة.. لذة الكراهية.. الخطف.. أساتانات.. جنيفات.. قصف من مختلف الاتجاهات والجنسيات.. تجوال حرّ لدبابات ومدرعات بأعلام مختلفة.. سوريا المفيدة.. سوريا المقسّمة.. سوريا المهشمة.. تصفية الحسابات.. التهديد بإعادة جدولة البلد وأهله من جديد بعد انتهاء الأزمة.
ربما شيء واحد بات قليلاً لم يعد فائضاً لدينا.. إحساسنا بالوطن والمواطنة فقد باتت المفاهيم غائمة لدينا، للأسف.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.