جيدٌ أن تغلق الباب على الاستعمار.. ولكن هل أغلقت النافذة؟! “2”

6. الدولة لم تفِ بوعودها التي قطعتها للفصائل حين الاجتماع معها لغرض تجاوز الخلافات ومحاولة رصّ الصفوف والوحدة من جديد، فكانوا يتفقون على البنود ورقياً ولا يتم تنفيذها إلا من طرف الفصائل السنية. ولا تلتزم الدولة بالمقابل بما اتفقت عليه، فيقدم أفرادها على اغتيال عددٍ آخر من المجاهدين دون محاسبتهم أو طردهم.

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/18 الساعة 04:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/18 الساعة 04:30 بتوقيت غرينتش

إذا ماذا حدث لتنظيم القاعدة بعد إعلان الدولة؟

1. (خلال فترة الشيخ الزرقاوي) قادة الجهاد كانوا معروفي الأصل والفصل كان التنظيم عصيّة على كل -الاستخبارات- الداخلية والخارجية.

2. بعد إعلان -الدولة وبيعتها- دَخَل في الدولة كثير من كتائب العراق، حيث كانت إيران قد أعدت قادة مميزين في صفوف الكتائب.

3. فـَدَخَلَ في -الدولة- كَثيرٌ من ضُبّاط الجيش العراقي أصحاب الولاء الإيراني الذين أظهروا التوبة.

4. في سجن بوكا الذي كان تحت سيطرة المخابرات الإيرانية كانوا يسهّلون دخول كثير من العملاء أصحاب الكفاءات العسكرية في السجون لأجل دسهم ضمن عناصر قيادية في الجماعات المجاهدة.

فكان عمل المخابرات يزدهر في جو السجون والمعتقلات حتى أنه يبدأ بتجنيد المساجين للتجسس على بعضهم بعضاً وفي خلال فترة الاعتقال يتم اختيار العناصر وتجنيدها وتدريبها على المهام الموكلة إليها.

فكانت تصرفات غير محسوبة من قبل هذه العناصر الجديدة ومنها مطالبة الفصائل السنية الأخرى بمبايعتها وتكفيرهم بسبب تخلفهم عن البيعة! واغتيال دولة العراق الإسلامية للعديد من المجاهدين وقادتهم.

5. على إثْـر هذه الاخْتراقات العلنية كان شعور الإخوة المجاهدين بأنّهم دولة مُمَكّنَة وتعامَلوا مع باقي الفصائل على هذا الأساس، فكانت عملياتها بشكل يتناغم مع مصالح المالكي وإيران، وهذا ما لاحظه بعض المجاهدين في الخارج وما تلاه من تصرفات كان سبباً في اجتماع المجاهدين للتشاور فيما بينهم واستفتاء العلماء والهيئات الشرعية للفصائل حول آلية التعامل مع الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها الدولة ضد أهل السنة، فكان الرأي بالاكتفاء برد الفصائل منهم دون الابتداء بالهجوم عليهم والاستمرار بمناصحتهم وهو الأمر الذي لم يتوقف منذ الإعلان عن الدولة.

6. ألا إن الدولة لم تفِ بوعودها التي قطعتها للفصائل حين الاجتماع معها لغرض تجاوز الخلافات ومحاولة رصّ الصفوف والوحدة من جديد، فكانوا يتفقون على البنود ورقياً ولا يتم تنفيذها إلا من طرف الفصائل السنية. ولا تلتزم الدولة بالمقابل بما اتفقت عليه، فيقدم أفرادها على اغتيال عددٍ آخر من المجاهدين دون محاسبتهم أو طردهم.

حينها قامت عليهم الدنيا وبدأت -الصحوات- والصحوات هُوَ (اسْمٌ جامعٌ لِكُلِّ مَنْ حَارَبَنَا) مُسْلِماً كان أو كافراً.. وهكذا قيادة الدولة ركزت جهودها لحرب الصحوات بشكل أراح القوات الأميركية وجيش المالكي وأصبحت الحرب بين أهل السنة وبلا أفق لنهايتها.

7. لقد أصبحت الحاضنة العراقية نتيجة تلك الأفعال تتضاءل بل تحولت إلى مواجهة بين أبناء البلد الواحد، حيث صنفت الناس في المدن طيلة السنوات (مرتد – منافق – عميل – صحوجي – عدو الجهاد). حيث تشكلت فرق الصحوات في عموم المحافظات السنية، مما أدى لتحول أصدقاء الامس إلى أعداء اليوم.

وازداد الضَّعْف وازداد تحكُّم المخترِقِين بهم عملياً، فيتقلبون بين أيدي الاسْتخبارات الإيرانية والسورية..ف ـ بَعْد أن ينَفّذ العمل -يكْتشفُ أن العمل كان لصالحَ فِئَة أو غيرها مع أَنَّ ظَاهِرَهُ نُصرة للإسلام..فكَثِيراً مِنْ التفجيرات ضد -الرافضة- كانت لصالح المالكي، وذلك بالتمدد بأنحاء العراق.

8. لقد أصبحت دولة العراق مخترقة من المخابرات الإيرانية فأصبحت تتحكم بها بشكل غير مباشر وتوجهها حسب الهدف الذي ترسمه لها هو العمل على إجهاض الجهاد بقتل قادة المجاهدين والمشايخ ومهاجمة كتائب السنية الثائرة ضد المحتل.

9. غياب أبي حمزة المهاجر عن الساحة تماماً واكتفاؤه بالتقارير التي ترفع له، وأما بالنسبة لأبي عمر البغدادي فهو لا يعرف عما يدور حوله ويكتفي بآراء من حوله ولا يعارضهم في شيء.

وبعد مقتل أبوعمر في 19 أبريل/نيسان 2010، إلى جانب وزير حربه، أبوحمزة المهاجر، تولى الإمارة أبوبكر البغدادي ("أبودعاء" إبراهيم عواد البدري) بتاريخ 16 أيار/مايو 2010، ولم يكن للقيادة المركزية للقاعدة رأي في تنصيبه..

وهكذا هدم بيت الجهاد الوحيد في العراق بعدما التم داخله أغلب الفصائل السنية وطبعاً بسبب نوافذه وليس أبوابه وقد ذقنا من سمه في الشام عندما تمددت الدولة لمناطقنا.

فقد أثبت التاريخ القريب أن المشروع الصفوي اليوم (إيران، سوريا) هو الأكثر نجاحاً في إدارة المعركة من أميركا ذاتها.
وقد جاء على لسان (علي مملوك) تصريح في اجتماعه مع منسق مكافحة الإرهاب في الإدارة الأميركية بنجامين والذي كشفت عنه ويكيلكس بوثيقة الرقم.
10damascus159

حيث أشار مملوك إلى "امتلاك سوريا لـ30 عاماً من الخبرة في محاربة الجماعات المتطرفة مثل جماعة الإخوان المسلمين كدليل على التزام سوريا بمكافحة الإرهاب"
و"أشار أن سوريا كانت أكثر نجاح من الولايات المتحدة والدول الإخرى في محاربة التنظيمات الإرهابية لأننا عمليون ولسنا نظريين"..

وأضاف "من حيث المبدأ نحن لا نهاجمهم أو نقتلهم على الفور بل نزرع عملاءنا بينهم ونتحرك في الوقت المناسب"، ووصف مملوك "عملية زرع العملاء داخل المنظمات الإرهابية بأنها معقدة".

وأخيراً نسأل الله أن يجمع شمل ثوارنا، فيشد بعضهم أزر بعض.. إنه هو العزيز المقتدر..

للإطلاع على الجزء الأول من التدوينة .. اضغط هنا

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد