هناك الكثير من النصائح التي تم نشرها للمساعدة في كتابة السيرة الذاتية. كل شخص لديه رأيه الشخصية؛ الهواة الذين يحبون تقديم المشورة، وبعض المدونين، والعاملون المتخصصون في كتابة السير الذاتية، وأخصائيو التنمية الذاتية … والقائمة تطول.
بعض النصائح لها حس سليم بغض النظر عن مقدمها. والبعض الآخر لا معنى له.
وإليك قائمة من تلك النصائح السيئة المتكررة التي يجب عليك تجنبها.
تحذير واحد: بعض هذه النصائح السيئة المقدمة لكتابة السيرة الذاتية قد تكون جيدة في ظل ظروف معينة. ولكن لا تقلق، سنشرح كل شيء بالتفصيل.
النصيحة السيئة الأولى: ضرورة التمسك بكتابة السيرة الذاتية في صفحة واحدة
بالتأكيد، إذا كنت حديث التخرج أو ما زلت في بداية مشوارك المهني، فهذه النصيحة صالحة لك.
إذا لم يكن لديك ما يكفي من الخبرة والمهارات الكافية لملء أكثر من صفحة واحدة، فمن المنطقي أن تلخص ما تريد قوله بصورة فعّالة؛ لتتناسب كتابته في صفحة واحدة.
ومع ذلك، فإذا كان الاقتصار على كتابة سيرتك الذاتية في صفحة واحدة سيتطلب منك محو قطعة كبيرة من تاريخ العمل الخاص بك، فيجب عليك التفكير في الأمر بعناية.
عند تخصيص سيرتك الذاتية لاحتياجات ومتطلبات صاحب العمل المدرجة في الإعلان المنشور الخاص بتلك الوظيفة، حاول دائماً ذكر جميع خبرات العمل ذات الصلة التي حزتها.
إذا كانت القائمة طويلة، فقلِّل من كمية المعلومات التي تقدمها مع كل وظيفة. ركز على 3 إلى 5 نقاط في كل وظيفة شغلتها، بحيث تعرض تلك النقاط المهارات والخبرات الحاسمة التي تخدم الوظيفة التي تتقدم بطلب الحصول عليها.
ولكن، لا تتجاهل أبداً النقاط الرئيسية التي تزيد فرصتك من الحصول على الوظيفة للحفاظ على طول أو عدد الصفحات لسيرتك الذاتية.
كذلك، لا تحاول الافراط في اعدادات الصفحة والكتابة من حيث حجم الخط وتباعد الأسطر؛ لتناسب كل شيء في صفحة واحدة.
إذا تجاوزت المعلومات المهمة ذات الصلة صفحة أو صفحتين، فليكن ذلك، لا يجب عليك القلق من ذلك.
النصيحة السيئة الثانية: لا تحتاج إلى خطاب تقديم لطلبك
إذا كنت تريد مثالاً واضحاً على تلك النصائح السيئة، فإليك هذا المثال. وهو قول بعضهم إنه لا حاجة إلى كتابة رسالة تقديم للطلب.
أولاً، غالباً ما تكون رسالة التقديم مطلوبة، ثانياً هي سهلة وبسيطة.
ما هو أكثر من ذلك، كتابة رسالة تقديم لطلبك -حتى لو لم تكن مطلوبة صراحة- تتحدث فيها عن حجم الحماسة التي تمتلك والدافع الذي يحفز للحصول على هذه الوظيفة.
إرفاق رسالة فريدة من نوعها، مصممة خصيصاً لهذه الوظيفة، يعطي انطباعاً وتأكيداً أنك لست واحداً من أولئك المزعجين الذين يراسلون أي موقع شاغر يظهر لهم.
كما يمكن لخطاب التقديم توضيح بعض المعلومات المهمة، مثل فترات الراحة الطويلة التي كنت أخذتها من العمل أو أسباب تغيير المهن. ولكن ربما الأهم من ذلك كله، أنه يساعد صاحب العمل في معرفة ورؤية الشخص الذي يقف وراء هذا الطلب.
عملية التوظيف في العصر الحديث تعد شخصية إلى حد ما، الأمر الذي يجعل رفض المرشح أسهل. ووجود خطاب تقديم تمت كتابته بعناية يساعدك على التميز ضمن الحشود المتقدمين لتلك الوظيفة.
النصيحة السيئة الثالثة: لا تكتب أهدافاً لسيرتك الذاتية
يرى بعض الخبراء أن كتابة أهداف لسيرتك الذاتية ستؤدي إلى تخريب جهودك في البحث عن عمل. ما يقولونه حقاً هو أن الأهداف السيئة لسيرتك الذاتية سوف تضر بالتوقعات الخاصة بك.
ولكن على الجانب الآخر، كتابة أهداف جيدة لسيرتك الذاتية، ستكون بمثابة تذكير أنيق وتعريف بنفسك وماذا يمكنك القيام به. وسوف تدع صاحب العمل يعرف أنك في الجانب الصحيح، كما أن تلك الأهداف ستوضح نواياك، و إذا كتبتها بصورة صحيحة جداً فربما تمكِّنك من الفوز بالمنصب.
كتابة هدف لسيرتك الذاتية مهم بشكل خاص إذا كنت تقوم بتغيير مهنتك، أو إذا كنت خريجاً جديداً يبحث عن وظيفة.
ولكن، إذا كنت واحداً من أولئك الأشخاص ذوي الخبرة المهنية الذين يهدفون إلى تغيير وظائفهم (بدلاً من البقاء في مكان ثابت والتمحور حولها)، يمكنك بدلاً من ذلك الاكتفاء بملخص لسيرتك الذاتية.
في حين أن أهداف السيرة الذاتية تخبر القارئ بما تريد القيام به، ولماذا تريد القيام بذلك، فإن ملخص السيرة الذاتية يقدم خلاصة سريعة عن حياتك المهنية.
في الواقع، يمكن لأي منها أن يكون مهماً جداً، لا سيما مع عمليات التوظيف الحديثة التي تعتمد بشكل كبير على أنظمة تتبع المتقدمين (ATS).
هذه الأقسام الإضافية سوف توفر لك بعض المساحات الإضافية للإشارة إلى المهارات والخبرات ذات الصلة، وستُبعِد تلك الروبوتات الإلكترونية عن طريقك.
النصيحة السيئة الرابعة: عدم تضمين جزء خاص بهواياتك مطلقاً
آه، جزء الهوايات. بالنسبة للبعض، بقايا التسعينيات، وهو الوقت الذي كان من المفترض أنك تقدم نفسك فيه على أنك إنسان فعلي (عكس جيل الألفية الجديد؛ إذ يُفترض بك أن تكون جيش الرجل الواحد الذي تعبر عنه مجموعة من الأرقام).
بالنسبة للبعض، فإنها تبدو مجرد مضيعة للفضاء.
وهنا الخلاصة: من المنطقي إضافة هذا الجزء عند التقدم بطلب للحصول على بعض الوظائف المعينة في بعض الشركات المعينة. بعض أصحاب العمل لديهم توقعات محددة من التناسب الثقافي الذي ينشدونه في الموظف الجديد، وإذا كان لديك الهوايات والاهتمامات نفسها التي لديهم، فهذا بالتأكيد يجعلك الاختيار الأنسب.
ولكن، إذا قررت أن تكتب عن حبك للكتب مثلاً، فلا بد أن تكون محدداً.
من المهم هنا، الإشارة إلى أهمية عدم الكذب، كذلك لا تكون عاماً بشكلٍ مفرط. إذا قررت أن تكتب عن حبك للكتب مثلاً، فحاول أن تكون محدداً. عندما يرى صاحب العمل أو المتخصص بمراجعة سيرتك الذاتية مجرد "كتب" في قسم الهوايات، يعتقد أنه ربما كانت آخر مرة قرأت فيها كتاباً ذلك الوقت حينما كنت تدرس بِنَهم لامتحانات آخر عام في 2010.
الجميع إلى حدٍ ما يحب الأفلام والسفر. حاول أن تذكر بعض التفاصيل التي من شأنها أن تساعد صاحب العمل المحتمل الخاص بك في الحصول على لمحة فعلية عنك وعما تقوم به حقاً (هنا 4 أشياء يمكنك تجريبها للاختبار).
النصيحة السيئة الخامسة: تجاوَز عن المهارات الناعمة
بالتأكيد، الكتابة الممتازة والقدرة على التواصل مع الآخرين، كذلك القدرة على القيام بمهام عديدة في الوقت نفسه، والكفاءة المهنية يمكن أن تنطبق على أي شخص قد شغل أي وظيفة من قبل.
مع ظهور أنظمة تتبع المتقدمين (ATS)، فمن المنطقي أن تضم قائمة بالمهارات التي قد تعتبر أنها واضحة على أي حال؛ حيث إنك في حالة عدم كتابتها، فإن البرنامج ربما يغفل قدرتك عليها.
ما هو أكثر من ذلك، فقد تبين من البحوث أن أصحاب العمل يقدرون تلك المهارات الناعمة ويسعون بصورة فعلية إلى ضم أولئك الأشخاص الذين يمتلكونها.
بوصولك هنا، يكون قد لممت بتلك النصائح السيئة. والآن، يجب عليك تجنبها، وربما قد تحصل على مقابلة قريباً.
هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الكندية لــ"الهاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.