علّم قطر!

كان حرياً بهؤلاء قبل أن يرددوا "علّم قطر" أن يلتحقوا بفصول محو الأمية ليتعلّموا ويتقنوا العربية التي يدّعون الانتماء إليها قولاً لا فعلاً، فقد صارت سيرة أبي جهل ورفاقه تتوارى خجلاً من فرط ما أقدم عليه القوم من انحطاط في الأخلاق وخوض في الأعراض بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ أمّة العرب.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/12 الساعة 08:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/12 الساعة 08:33 بتوقيت غرينتش

لم أكن أتصوّر أبداً أن الغباء من الممكن أن ينتقل بالعدوى، إلا عندما سمعت عن أغنية "علّم قطر"؛ فمن الواضح أن فيروس "عبط" بعض المطربين المصريين وهبلهم قد أصاب عدداً من مطربي الخليج، الأمر الذي أفرز كلمات تافهة لا قيمة لها، ولحناً ركيكاً مفتعلاً، وأداءً متكلفاً لمطربين طالما تخيّلنا أنهم كبار، فإذا بهم أقزامٌ تحركهم خيوط مَن يُوحي إليهم وكلما شدّهم بخيوطه سحب من رصيدهم، هذا إن كان قد تبقّى لهم رصيد لدى الناس سواء في الخليج أو في المحيط العربي الأوسع.

كيف يمكن لنا إذاً أن نصدق، بعد هذه السقطة المشينة، ما تُردده ألسنة هؤلاء عن الحب والحياة، بعد أن شهدنا الألسن ذاتها تخوض في بحر من الحقد والسواد.

وكان حرياً بهؤلاء قبل أن يرددوا "علّم قطر" أن يلتحقوا بفصول محو الأمية ليتعلّموا ويتقنوا العربية التي يدّعون الانتماء إليها قولاً لا فعلاً، فقد صارت سيرة أبي جهل ورفاقه تتوارى خجلاً من فرط ما أقدم عليه القوم من انحطاط في الأخلاق وخوض في الأعراض بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ أمّة العرب.

لا خلاف على أنه من غير اللائق إقحام الفن في السياسة، بعد أن استدعوا الرياضة والدين إلى ساحات المنافسة السياسية؛ حيث أسقطوا كثيراً من الرموز الدعوية فتحول حب الملايين لهم إلى شك وريبة؛ فهذه بلا شك حقول ألغامٍ قد تنفجر في وجوه الجميع، والضحية الأولى حينها هم الشباب العربي التائه في ذلك البحر المتلاطم من العنصرية والشعوبية العمياء، مما سيؤجج مشاعر العداء والكراهية بين شعوب تربطها أواصر القرابة والأخوة والنسب، وقبل ذلك وبعده روابط الدين واللغة والمصير الواحد.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد