4 أشياء تفعلها عندما ينهار كل شيء في حياتك

أحياناً يبدو أنَّ كل شيء في حياتك ينهار في الوقت نفسه. حتى لو كانت المشكلة في أمرٍ واحد، لو كان هذا الأمر مهماً، مثل نهاية علاقة أو وظيفة، فمن الممكن أن تشعر أن كل شيء آخر ينهار معه.

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/26 الساعة 05:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/26 الساعة 05:09 بتوقيت غرينتش

أحياناً يبدو أنَّ كل شيء في حياتك ينهار في الوقت نفسه. حتى لو كانت المشكلة في أمرٍ واحد، لو كان هذا الأمر مهماً، مثل نهاية علاقة أو وظيفة، فمن الممكن أن تشعر أن كل شيء آخر ينهار معه.

وأحياناً يكون انهيار هذه الأمور الكبيرة مصحوباً بانهياراتٍ أخرى في الوقت ذاته. قد يبدو ثقل الموقف أمراً لا يحتمل، وأحياناً حتى لا يصدق. لو مررت بواحدٍ من هذه المواقف وعبرتها بسلام، فربما تضحك الآن حال قراءتك لهذا الكلام (تضحك باندهاش لأنك تعرف كيف سينتهي الأمر، وأن كل شيء يسير على ما يرام في النهاية).

لكن لو كنت في خضم هذا الانهيار، فربما تَشُد شعرك متفكراً: "كيف سأعبر هذه المحنة؟".

لو أصبت بهذا الانهيار الكلي، فربما تجد نفسك تبكي فجأةً في حمام عملك، أو تمشي في الشارع بينما تنهمر دموعك من وراء نظارتك، أو تقع على الأرض فور وصولك إلى منزلك، لتغرق في لجةٍ من دموعك.

فما قصة هذا الانهيار الكلي؟

الانهيار الكلي يأتي على شكل هدية. يخبرنا هذا الانهيار أن الحياة قد انتهت، وأنَّ طريقة حياتنا، بشكلها الحالي، على وشك التحول.

عندما يبدو أنَّ كل شيء ينهار، فنحن أمام تدخلٍ إلهي.

لو حاولت التحكم في الموقف والصمود، فسوف تعاني لفترةٍ أطول، لكنك لو سلَّمت بهذه الخسائر فسوف تخرج من هذا الموقف وقد تحوَّلت إلى نسخةٍ مختلفة من نفسك.

كيف ذلك؟

هناك أربعة أشياء تساعدك على التعامل مع انهيار حياتك:

1. هذا النوع من الأحداث ثقيلة الوطأة يتطلب منا أن نشعر، وأن نقيّم الموقف.

لو تجاهلت الحزن، عن طريق الإسراف في شرب الخمر والأكل فلن تتلقى هدية التدخل الإلهي تلك. سوف تخدِّر مشاعرك هكذا، وتفوت الهدية التي بإمكانها أن تساعدك على تغيير حياتك. لا تخدِّر مشاعرك؛ بل اشعر بالوضع حتى النهاية. واصل التنفس. وقد يبدو الأمر بسيطاً، لكنَّ التنفس العميق سيساعدك.

2. اسمح لنفسك بقبول الأمر.

اشعر بكل دقة من دقات قلبك. ولم لم تكن واثقاً من شعورك، اكتبه. إنَّ تسمية المشاعر تساعد على إطلاقها. وبحسب المعالِجة النفسية كاثرين وودوارد توماس، فإنَّ هذه الطريقة ثَبُتَ أنها تساعدنا على فهم الأوقات العصيبة؛ لذا فلو كنت تشعر بالغضب اكتب ذلك، لو كنت تشعر بالارتباك اكتب ذلك. اكتب لتكون قادراً على فهم مشاعرك. ما إن تُسَمي مشاعرك، ستصبح قادراً بشكلٍ أكبر على فهم هذه المشاعر وإطلاقها.

3. اسأل كلَّ واحدة من هذه المشاعر: ماذا تريدين مني؟

هذا التدريب يستدعي حكمتك الداخلية، يشبه هذا تدريباً آخر تقوم فيه بكتابة سؤال لكل شعور أو كل موقف مزعج وتسأل: "حسناً، ما الدرس المستفاد؟" لأنك ما إن تعرف الدرس حتى يمكنك أن تترك الموقف يمر بسهولةٍ أكبر.

قد يبدو ذلك تبسيطاً للموقف، لكنه تدريبٌ فعَّال. خذ ورقةً، واسأل الشعور أو الموقف: ما الدرس الذي أتيتَ لتعلمني إياه؟ (اكتب هذا حرفياً على ورقةٍ ما).

ثم خذ قلماً ذا لونٍ مختلف، واكتب، دون تفكير، ما يخطر على بالك. استمر في فعل ذلك. عادةً ما يكون الذي تكتبه حكمةً مدهشة. إنَّ ما تكتبه يكون حكمتك/ ذاتك الداخلية/ الذاتية العليا، تتواصل معك وتساعدك على استجلاء حقيقة الأمر.

4. الانهيار الكلي علامة على وجوب التوقف

عادةً ما يكون ما نحتاجه أن نأخذ قيلولةً لعشرين دقيقة، أو إجازةً في المساء من الإنترنت، والعمل، وكل شيء يستهلك الكثير من طاقتنا. اسمح لنفسك بقضاء وقتٍ لا تفعل فيه شيئاً على الإطلاق، ويكون تركيزك فيه منصباً على الاهتمام بنفسك وحسب.

قد يعني هذا أن تجلس على الأرض في وضع السافانا، وهو أحد أوضاع اليوغا، تستلقي فيه على ظهرك وتغلق عينيك. هناك فوائد كثيرة في هذا الوضع. أهمها الاسترخاء العميق، الذي يأتي مصحوباً بالتبصُّر والشفاء.

قد تأتي العناية بالنفس أيضاً في صورة أخذ حمام دافئ، والقراءة، أو تصفح الجرائد، أو حتى مشاهدة عرضٍ تلفزيوني ما، لكن دون الانغماس في الملهيات مثل التلفاز، لأنَّ المبالغة في ذلك سوف تشتتك عن معالجة مشاعرك، والتعامل معها، والتعلم منها، وسماع الرسائل المرسلة لك من خلال هذه المشاعر.

اسمح لنفسك أن تعايش أي ألم يعترض طريقك. وكما قال الكاتب غلينون دويل ملتون ببلاغةٍ شديدة:

"علاج الألم يكمن في الألم ذاته".

لا تهرب من الألم إن اعترض طريقك. والعجيب أنَّ هذا سوف يساعدك على الشفاء أسرع. سوف تصبح أكثر حكمةً، ومن ثم تتصرف بشكلٍ مختلف، وهكذا تتحول حياتك. إنَّ تغيُّراً صغيراً في سلوكك سوف يؤدي إلى تغيُّرٍ آخر، وهذه هي عملية التحوُّل.

هذه التحوُّلات الصغيرة هي ما يؤدي إلى التحوُّل الكبير.

لو شعرت أنَّ كل شيء ينهار، فهذا يعني أنك بحاجة لهذا الانهيار.

ويعني هذا أنَّ الطريقة القديمة لم تكن جيدة، وإذا لم تكن تنوي تغييرها، فالتدخل الإلهي سيفعل هذا نيابةً عنك.

لذا، فلا تحاول معالجة الأمور وتنظيمها كي تفهمها.

دَع القطع تتساقط، اتركها تتساقط، بعد ذلك سوف يكون بإمكانك أن تكنسها وتلقي بها بعيداً، وفي هذا الفراغ سوف تكون هناك احتمالية لحدوث المعجزة التي كنت تنتظرها.

وكما كتبت دافني روز كينغام، الكاتبة وخبيرة العلاقات:

"من قوانين الفيزياء أنَّ الطبيعة لا تقبل الفراغ… تسعى الطبيعة لملء الفراغ بالاكتمال".

لذا، إن كانت هناك أمورٌ تنهار بحياتك، بدلاً من محاولة التحكم فيها ومنعها من الانهيار، دعها تنهار. كن هناك، وشاهد هذا الانهيار، وواصل التنفس.

هذا الانهيار سيساعدك. وعلى الرغم من أنَّ الأمر قد لا يبدو كذلك لحظة الانهيار، والارتباك، والخوف من التغيير، فإنَّ الأمر هو في نهاية المطاف طريقة القدر لمساعدتك على البداية بشكلٍ جديد.

– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لهافينغتون بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد