الأمير هاري ابن الأميرة ديانا الأصغر والخامس في طابور الأمراء لتولّي عرش الملكة أعلن في ديسمبر/كانون الأول الجاري خطبته على ميجان ماركل، الممثلة والناشطة الأميركية الحسناء، على أن تتم مراسم الزفاف قبل الصيف المقبل، الأمر الذي تداولته الصحف بشيء من العجب والاستغراب.
فيما عُرف عن ميركل أنها ممثلة أميركية هجين وُلدت لأب قوقازي أبيض وأُم من أصل إفريقي، حصلت على البكالوريوس في علوم المسرح والدراسات الدولية من جامعة نورث ويسترن يونيفرستي بالولايات المتحدة الأميركية، وشاركت في بعض الأفلام مثل: Remember me, Horrible bosses, Fringe, Suits، وكذلك عملت كمحررة في موقع The Tig.
وفور انتهائها من تصوير مسلسلها الأخير أكدت أنها ستعتزل التمثيل بعد زواجها لتتفرغ للأنشطة المجتمعية التي ستثري شخصها كونها دوقة وزوجة مستقبلية للأمير هاري.
ميجان شاركت كسفيرة لمنظمة World Vision Canada، وكذلك عملت مع الأمم المتحدة لحقوق المرأة ودعم المساواة.
أذكر جيداً حديثها في مؤتمر للأمم المتحدة وهي تقص حكايتها مع دعم المرأة والتي بدأت وهي في الحادية عشرة من عمرها، حين كانت تشاهد في شاشة العرض السينمائي بمسرح المدرسة فيلماً وفي منتصف عرض الفيلم، عُرض إعلان عن شركة للصابون السائل لتنظيف الصحون وعلى الشاشة كُتِب بالخط العريض: "النساء في أميركا يحاربون الدهون على الطاسات والأواني"، فشعرت ميجان بالغضب والإهانة، ومما زاد غيظها تعليق زملائها؛ حيث علق أحدهم قائلاً: "أوافق على هذا بشدة.. هذا هو مكانهن الصحيح.. المطبخ!".
استشاطت غضباً ولما عادت لمنزلها أخبرت والدها بما حدث، فنصحها أن تحاول أن تغير هذا. سألته: " كيف؟". فقال: "فلتقولي لي أنتِ كيف؟". فقامت إلى حجرتها وكتبت العديد من الخطابات للعديد من صناع القرار.. أكثر من ظنت أن باستطاعتهم تغيير ذلك.. وكان أحد خطاباتها للسيدة الأولى والتي كانت وقتها السيدة هيلاري كلينتون وأرسلت خطاباً آخر إلى ليندا أليربي الكاتبة والصحفية بجريدة "إن بي سي" وخطاباً آخر لمصنع الصابون.
وللمفاجأة أتي إليها الرد بعد أسابيع بخطابات من التشجيع، وبعدها تم تغيير العبارة التي أثارت غضبها في الإعلان إلى: "الناس في أميركا يكافحون الدهون على الطاسات والأواني"، في إشارة إلى أن المرأة هي المجتمع ولا تنقص شيئاً عن الرجل.
تزوجت ميجان من الممثل والمنتج تريفور إنجلسون بعد علاقة دامت سنوات، وانفصلا بعد زواجهما بعامين فقط. ورغم طلاقها وكونها هجيناً من أصل أميركي لم يمنع هذا الأمير البريطاني من فكرة الزواج بها ضارباً عرض الحائط بكل ما هو معتاد.
رغم أن صفحة ويكيبيديا تذكر أن والد ميجان من أسلاف الملك إدوارد الثالث ملك إنكلترا، لكن هذا لم يشفع لها أمام أهل الأمير والذي أبدى بعضهم اعتراضه على هذه الزيجة بشكل غير لائق حين ارتدت الأميرة ميشيل، أميرة كِنت، ذاك البروش المثير للجدل في غداء الكريسماس الذي احتفلت به العائلة المالكة منذ أيام.
نقلاً عن جريدة انسايدر، ارتدت الأميرة قطعة الحلي التي كانت على شكل بلاكامور أو خادم شديد السُمرة في إشارة واضحة لامتهان وازدراء خطيبة الأمير الهجين، والتي لها جذور إفريقية.
وأشارت الصحف إلى اعتذار الأميرة عن ارتداء هذا البروش في تلك المناسبة، الأمر الذي يثبت لنا كعرب أن الأمور لم تعد مثل السابق، وامتهان الآخر بسبب لون بشرته أمر ترفضه المجتمعات المتحضرة، وإن كانت لا تزال تعاني من داء التفرقة العنصرية مثلما نعاني نحن من الطبقية وازدراء الآخر فقط لمجرد اختلافه أو فقره أو حالته الاجتماعية.
ضرب لنا الأمير هاري مثلاً يحتذى به في ذلك، فعروسه سمراء من أصول إفريقية وسبق لها الزواج، ومع هذا اختارها الأمير زوجة وشريكة؛ لأنه يريد من تُحدث فارقاً.. من تغير العالم، وليكن هو أول من يبدأ بذاك التغيير لينبهنا إلى أنه ما زال هناك سنوات ضوئية بين الثقافة الشرقية "التي تحث المقبلين على الزواج على معايير معينة لا يجب أن تخرج عن إطار معين.. إطار ظالم وغير منطقي"، والثقافة الغربية التي تحث المقبلين على الزواج على اختيار شريكة ناضجة وواعية أكثر منها جميلة وتشارك بالأثاث… شابوه للأمير هاري!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.