لم تمنعهم برودة الأجواء طوال العام أو وجودهم فقط من أجل الدراسة من أن يكونوا فاعلين في المجتمع ويقدموا المساعدات للمحتاجين.
الدكتور حسين قستي وزوجته الدكتورة سوزان غزالي من المملكة العربية السعودية، أسسا جمعية زبيدة الخيرية بكندا، واستثمرا رحلة الدراسة في ذلك البلد البعيد، لمساعدة المحتاجين وبناء مساجد في المناطق النائية للمسلمين هناك.
يقول الدكتور قيسي وهو المدير المالي والتنفيذي للمؤسسة، إن بناء مسجد بمدينة تومسون التي يقيم بها كان الهدف الأساسي للمؤسسة، إذ كان المسلمون يصلون الجمعة في إحدى الكنائس.
المؤسسة التي أنشئت في العام 2007، كانت صدقة جارية من الدكتورة سوزان لوالدتها بعد أن توفيت جراء المرض.
عام 2008 علم الزوجان من خلال صديق لهما أن المسلمين بمدينة إينوفك ليس لديهم مسجدٌ يصلون فيه، ونظراً لعدم وجود مواد للبناء في تلك المنطقة البعيدة، قرر القائمون على الجمعية بناء المسجد ثم نقله من خلال العبارة إلى المكان المطلوب، رغم الظروف الجوية السيئة.
كما تمكنت الجمعية من إنشاء مسجد ثالث بمدينة إيكالويت بشمال شرقي كندا.
مشروعات أخرى للجمعية
ولمؤسسة زبيدة أنشطة أخرى، إذ أطلقت مشروع "الفرست نيشنز"، وهم السكان الأصليون لكندا، الذين يعيش أغلبهم في ظروف صعبة لا تتوفر فيها متطلبات الحياة الأساسية.
وتقوم الجمعية بإرسال المساعدات لهم مثل الأغذية والمواد الطبية إضافة إلى لحوم الأضاحي.
حفلات للأطفال
وتحت شعار The Mosque is a place to pray and play
"المسجد مكان للصلاة واللعب"، تستضيف الجمعية الأطفال وتقيم لهم حفلات بالمسجد، كما تستأجر قاعات يأتي إليها الأطفال من كافة الديانات للعب.
ويقول دكتور قستي، نحاول أن نعوّد الأطفال على الارتباط بالمسجد، فهم يأتون للعب خاصة وإن الشتاء القارس يمنع الأطفال من التنزه خارجاً، وعندما يحين وقت الأذان يذهبون للصلاة لكي نعلمهم المواظبة عليها في أوقاتها وحب المسجد.
الجمعية أقامت ما يقرب من 99 حفلاً استضافت خلالها 1750 طفلاً من كافة الجنسيات والديانات.
مساعدة اللاجئين
وتهتم المؤسسة بشئون اللاجئين سواء السوريين أو القادمين من أفريقيا.
ومن بين طرق المساعدة، توزيع الأثاث الذي يقدمه الطلاب العرب المبتعثون، قبيل عودتهم إلى بلادهم، إذ تقوم الجمعية بتقديمه كهدايا للاجئين لتأسيس منازلهم.
ويقول الدكتور حسين "خططنا المستقبلية أن نبني مسجداً في يوكون التي لا يوجد فيها مسجدٌ وبذلك نكون أكملنا خطة بناء المساجد في كل البراري الكندية".