اعتقل صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس التي أوقعت 130 قتيلاً في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، خلال مداهمة مسلحة للشرطة أدت إلى إصابته، في حي مولنبيك بعد ظهر الجمعة 18 مارس/ آذار 2016.
وأعلن وزير الهجرة البلجيكي تيو فرانكن اعتقال عبد السلام على تويتر ثم عاد وسحب تغريدته لأنه ليس مخولاً التصريح وفق ما نقلت وكالة الأنباء البلجيكية عن مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه.
وصلاح عبد السلام البالغ من العمر 26 عاماً هو فرنسي من أصل مغربي من أصحاب السوابق وكان يعيش في مولنبيك. ويعتقد أنه قام على الأقل بدور لوجستي مهم خلال اعتداءات باريس وقام أقرباء له بتهريبه من فرنسا.
وقالت الشرطة الفرنسية إنه أُصيب بجروح في ساقه.
أوباما يهنّئ هولاند
واتصل الرئيس باراك أوباما بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس وزراء بلجيكا شارل ميشال لتهنئتهما، وفق الرئاسة الفرنسية.
ويعتقد أن عبد السلام هو آخر عضو بقي على قيد الحياة من الفريق المؤلف من عشرة أشخاص الذي شن أسوأ هجوم إرهابي تشهده فرنسا.
ويعتقد أنه فر إلى بروكسل بعد يوم من الاعتداءات التي استخدمت فيها الرشاشات والمتفجرات، بعد أن رفض تفجير نفسه.
ويأتي اعتقاله بعد يوم من دفن شقيقه إبراهيم الذي فجر نفسه في الاعتداءات، بهدوء الخميس في بروكسل.
وصرح شاهد عيان للوكالة الفرنسية أن العملية بدأت عند نحو الساعة 15,30 تغ عندما داهمت عشرات من عربات الشرطة حي مولنبيك في العاصمة البلجيكية.
وقال كريم الموظف في منظمة أوكسفام الخيرية والذي يعيش في الحي "سمعت إطلاق ثلاث أو اربع عيارات نارية، إلا أنها لم تصدر ضجيجاً مرتفعاً لأنها كانت في الداخل".
العثور على بصمات عبد السلام
وجاء الاعتقال بعد ساعات من كشف الادعاء عن العثور على بصمات عبد السلام في شقة في منطقة أخرى من بروكسل بعد مداهمتها في وقت سابق من هذا الأسبوع قتل خلالها مسلح يشتبه بأنه من تنظيم الدولة الإسلامية.
وعقد رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال اجتماع أزمة بعد الاعتقال مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي يزور بروكسل لحضور قمة للاتحاد الأوروبي.
وأصبحت بلجيكا في قلب التحقيق في اعتداءات باريس منذ اليوم الأول، وتعرضت لانتقادات بسبب أخطاء سمحت لمرتكبي الاعتداءات من الإفلات.
وفرّ عبد السلام إلى بروكسل بعد الهجمات، ويعتقد أنه اختبأ في شقة لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل بعيداً عن أعين الشرطة البلجيكية.
ومر من ثلاثة حواجز شرطة في فرنسا أثناء فراره إلى بلجيكا بعد ساعات من الاعتداءات، بحسب ما ذكر مصدر مقرب من التحقيقات في ديسمبر/ كانون الأول. ويعتقد المحققون أن عبد السلام استأجر إحدى السيارات التي استخدمت في الهجمات وبعد ذلك استخدمها لنقل انتحاريين إلى إستاد فرنسا، على أن يفجر نفسه بعد ذلك.
إلا أنه تراجع عن تفجير نفسه، وتم العثور لاحقاً على سترة ناسفة في باريس في منطقة دلت إشارات هاتف نقّال على أنه كان متواجداً فيها.
وتعتقد الشرطة أنه فر عبر الحدود في صباح اليوم التالي. واعتقل العديد من الأشخاص للاشتباه بأنهم ساعدوه.
زعيم المجموعة أباعود
كما أن زعيم المجموعة التي نفذت الهجمات هو عبد الحميد أباعود العضو في تنظيم الدولة الإسلامية وهو كذلك من بروكسل. وقتل في مداهمة في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر.
ودفن بلال حدفي الذي شارك في تنفيذ اعتداءات باريس الأسبوع الماضي بهدوء في نفس المقبرة التي دفن فيها شقيق عبد السلام.
ويرتبط الاثنان بحي مولنبيك الذي تسكنه غالبية من المهاجرين والذي اعتبر معقلاً للعنف الإسلامي منذ عقود.
وكان عبد السلام وشقيقه يديران حانة في المنطقة، إلا أن السلطات أغلقتها قبل أسابيع قليلة من هجمات باريس.
في وقت سابق من هذا الأسبوع داهمت الشرطة البلجيكية والفرنسية شقة في منطقة فوريست في بروكسل وقتلت جزائرياً قيل أن اسمه محمد بلقايد (35 عاماً) كان يعيش في بلجيكا بشكل غير قانوني.
وعثرت الشرطة على بندقية كلاشنيكوف ومنشورات إسلامية وعلم تنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من بلقايد بعد مقتله.
وقيل أنه على قائمة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية التي سربت الأسبوع الماضي، كمتطوع لتنفيذ تفجير انتحاري.
وأعلنت الشرطة بعد ذلك العثور على بصمات عبد السلام في شقة فوريست.