طوى العام 2016 صفحاته التي تحمل في تفاصيلها الكثير من المعاناة والقليل من الأمل لسكان قطاع غزة.
مع نهاية كل عام يسترجع الأشخاص ما حققوه من أهداف في عامهم المنصرم، ويبحثون عن جديدها، إلا في غزة تقفز اللوحة السوداوية أمام أعين قاطنيها عندما يتحدثون عن عامهم الداكن، الذي طغى عليه ضيق الحال، وغياب الأفق.
أبرز أوجه المعاناة تتشابه مع لون بوابة معبر رفح السوداء، التي أوصدت 327 يوماً خلال 2016، وأبقت خلفها ما يزيد عن عشرين ألفاً يحتاجون إلى السفر.
لم يعد بمقدور ذلك المعبر الذي يعتبر المتنفس الوحيد أمام أهل غزة بعيداً عن سطوة الاحتلال، تلبية احتياجات المرضى والطلاب والزائرين، وتركهم تائهين يبحثون عن قرار أمل ووعود مصرية بإعادة فتحه بشكل يخفف من معاناة الغزيين.
وما زال هناك خلف المعبر المغلق أربعة من الشبان المفقودين في الأراضي المصرية، مر أكثر من عام دون أن ترد أي أخبار عنهم، فيما ذووهم يعيشون على أمل عودتهم.
لم تقف منغصات العام المنصرم عند هذا الحد، فتكتمل اللوحة سواداً عندما نلقي نظرة على منازل الغزيين التي دمرها الاحتلال في عدوان 2014، وتجاوز عددها مائة ألف منزل، وبقي ركامها جاثماً حتى الآن بانتظار إعادة الإعمار الموعود.
في غزة يعيش أصحاب المنازل المدمرة برداً قاسياً، ويشكو الفقراء من المواطنين ضنك العيش، وكل يوم يمر عليهم يعيشون على أمل أن تصلح أحوالهم.
أينما ذهبت في شوارع المدن، أو زقاق المخيمات، تجد الناس يشتكون من حصار أغرقهم في ظلام منذ سنين، وباتت رؤية الكهرباء على مدار الساعة حلماً صعب المنال.
في غزة كل شيء غائب، ورغم ذلك ما زال لديهم متسع لترقب أي فسحة فرح أو أمل، فكثرت رسائل سكانه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالتبريكات والأمنيات بدخول العام الجديد، ودعائهم بأن يكون أفضل من سابقه.
ليس بوسع من يقطن البقعة الضيقة من العالم إلا أن يقول لـ2017 يا مرحباً.. لكن نرجو أن تكون خفيف الظل على المظلومين هنا، وتجبر ما كسرته أخواتك من السنين الماضية.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.