للمرة الأولى منذ قرابة شهر امتلأت أسواق الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب الأربعاء 10 أغسطس/آب 2016، بالخضار والدواجن والسجائر بعد أن حقّقت هذه الفصائل تقدّماً مكنها من فتح الطريق أمام السيارات المحملة بالبضائع والوقود.
ظلت متاجر هذه الأحياء فارغة من البضائع لعدة أسابيع بعد محاصرتها من قبل القوات الحكومية ما أدى إلى ارتفاع الأسعار ونقص في الطعام والمؤن.
وبعد أن تمكنت الفصائل المقاتلة من تحقيق اختراق في جنوب المدينة، فتحت طريقاً لا تزال غير آمنة تماماً.
وما إن سمعوا بالنبأ، حتى هرع الأهالي غير مصدقين إلى الأسواق ليشتروا كل ما يمكنهم خشية أن يعاد فرض الحصار أو أن ترتفع الأسعار مجدداً.
وانخفض سعر علبة السجائر إلى 300 ليرة سورية الأربعاء بعد أن ارتفع إلى 1500 ليرة (3 دولارات) أثناء تطويق المدينة.
وأعاد أصحاب المطاعم كذلك فتح أبوابهم.
وقال أبو عمر (38 عاماً) في حي السكري "منذ الصباح دخلت العديد من السيارات المحملة بالخضار والمواد الغذائية إلى سوق الخضار في الحي" حيث يقيم.
وأضاف وهو أب لأربعة أولاد "البسطات كانت ممتلئة بالعديد من الأصناف التي افقتدناها منذ شهر. اشتريت البطاطا والبندورة والفروج وسأطلب من زوجتي أن تحضر لنا الفروج المشوي مع البطاطا بالفرن".
تمّ إدخال بعض الفاكهة خلال نهاية الأسبوع لكن السكان قالوا إن المتاجر امتلأت تقريباً الأربعاء.
واشتدت حدة المعارك بين الجيش السوري والقوات الموالية له والفصائل المقاتلة واستقدم الطرفان تعزيزات كبيرة استعداداً لمعركة حاسمة يأمل كل منهما أن تمكنه من السيطرة التامة على المدينة التي تشهد معارك منذ 2012.
والأربعاء، أعلن الجيش الروسي فترات تهدئة من 3 ساعات يومياً تبدأ الخميس 11 أغسطس/آب 2016، في حلب للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لكن الأمم المتحدة اعتبرت هذه الهدنة غير كافية وطالبت بهدنة لثمانية وأربعين ساعة على الأقل أسبوعياً لتمكين قوافل المساعدات من الوصول للمحتاجين.
وصرح ستيفن أوبريان نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "لتلبية هذا الحجم من الاحتياجات نحتاج إلى ممرين ونحتاج إلى 48 ساعة تقريباً لإدخال عددٍ كافٍ من الشاحنات".
كانت حلب تعتبر الرئة الاقتصادية لسوريا لكنها باتت الآن شبه مدمّرة.
وقتل أكثر من 290 ألفاً منذ اندلاع النزاع في سوريا العام 2011