ربما كانت بداية عام 2017 ضعيفة قليلاً من الناحية السينمائية، لكن بفضل الشهور الأخيرة الناجحة صارت لدينا قائمة رائعة من الأفلام.
جمعت صحيفة The Independent البريطانية، بعض أفضل 20 فيلماً عام 2017، من الأفلام الرائجة ذات الميزانيات الضخمة إلى الأفلام المستقلة المفاجئة.
ملاحظة: أُعِدَّت هذه القائمة وفقاً لتواريخ الإصدار في المملكة المتحدة؛ لذا فالأفلام التالية تُعدُّ من أفلام عام 2018: "The Shape of Water"، و"Phantom Thread"، و"Lady Bird"، و"The Post"، و"Three Billboards Outside Ebbing"، و"Missouri".
20. Silence
أفضل ما يميز هذا الفيلم، أنَّه أكثر أفلام المخرج مارتن سكورسيزي خصوصيةً حتى وقتنا هذا، ويختلف كثيراً عن أعماله وأسلوبه المعروف. يحكي الفيلم قصة راهبين يسوعيَّين، أدى دوريهما الممثلان أندرو غارفيلد وآدم درايفر، يبحثان عن معلمهما المفقود في القرن السابع عشر باليابان. سيدهشك كيف يمكن لمشاهدة هذا الفيلم، الذي تطلب تنفيذه قدراً ضخماً من المهارة والإتقان، أن تظل ممتعة. الفيلم قصة مقتبسة تدور حول التأمل والبحث عن الذات، وستكسب الكثير بمشاهدته.
19. Raw
في مهرجانات أفلام عام 2016، زعمت بعض التقارير أنَّ المشاهدين كانوا يغادرون دور العرض في أثناء الفيلم؛ لأنَّهم شعروا بأنَّه مقزز.
الفيلم الذي أخرجته جوليا دوكورناو ببراعة، يبدأ بقصة بسيطة نسبياً، ثم يتحول إلى فيلم رعبٍ دموي يصيب مشاهديه بالخوف الشديد.
18. Jackie
سُرِدَت قصة جاكي كينيدي عدة مرات من قبلُ، لكنَّ فيلم Jackie الذي أخرجه بابلو لاراين، يعرض جانباً جديداً من القصة، فهو فيلم ساحر يُسلط الضوء على حياة السيدة الأولى الأميركية السابقة بعد وفاة زوجها.
أداء ناتالي بورتمان التي تلعب دور البطولة، إلى جانب التصوير الرائع والموسيقى التصويرية المتميزة، ساعد في جعل الفيلم مميزاً للغاية.
17. La La Land
صار داميان تشازل، عن استحقاق، أصغر شخص يفوز بجائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلمه La La Land، الذي يظل فيلماً مبهجاً حتى بعد الخطأ الذي حدث في حفل تقديم جوائز الأوسكار، حين أُعلِنَ بالخطأ فوزه بجائزة أفضل فيلم. وعلى الرغم من كل شيء، فلم يقلل من حيوية الفيلم عدم فوزه بالجائزة.
لم يصل الفيلم إلى مستوى إثارة فيلم تشازل السابق Whiplash، لكنَّه فيلم مصنوع ببراعة، وجديرٌ بمقدار الحب نفسه الذي يُظهره للأفلام الشهيرة التي ألهمته.
16. The Big Sick
كانت الدعابة التي ألقاها الممثل كوميل نانجياني بوجهٍ خالٍ من الملامح في فيلم The Big Sick حين قال: "لقد فقدنا 19 من خيرة رجالنا في ذلك اليوم"، هي أجرأ دعابات هذا العام (إشارةً إلى أحداث 11 سبتمبر/أيلول)، وجعلت نانجياني، نجم مسلسل Silicon Valley، أكثر الممثلين الكوميديين إثارةً للانتباه على الساحة.
الفيلم مبنيّ على قصة حقيقية، وإن لم يطابقها تماماً، وهي قصة حب الممثل الكوميدي الباكستاني وإميلي غوردون التي شاركته في كتابة الفيلم. ويعرض الفيلم، الذي يشارك فيه هولي هانتر وراي رومانو، الاختلافات الثقافية التي يواجهها الشاب والفتاة بينما تتعمق علاقتهما. وهو ربما يكون أكثر أفلام 2017 سحراً ولطفاً.
15. Elle
بعدما تُغتصب في بداية الفيلم، تنظف ميشيل التي تعمل في مجال ألعاب الفيديو، زينة المنزل التي حُطِّمت بعد اقتحامه، ثم تُكمل يومها كأنَّ شيئاً لم يكن. يستكشف فيلم الرعب النفسي الجريء والعنيد هذا ما تشعر به الضحية، التي تتعامل بطرقٍ غير اعتيادية مع الأحداث المرعبة.
14. Blade Runner 2049
نمتُ وأنا أشاهد Blade Runner. لكن في فيلم Blade Runner 2049، كنتُ مذهولاً مثل أليكس في المشهد الشهير من فيلم A Clockwork Orange.
إذ صنع المخرج دينيس فيلينوف في هذا الجزء أشد المؤثرات البصرية إدهاشاً هذا العام. فشل الفيلم في شباك التذاكر، لكنَّ الناس سيظلون يتحدثون عنه أعواماً. وموسيقاه التصويرية رائعة.
13. Toni Erdmann
يوازن هذا الفيلم ببراعة شديدة بين الكوميديا والحزن؛ إذ يحكي قصة أبٍ يائس يحاول أن يستعيد علاقته بابنته، التي لا تهتم إلا بعملها. الفيلم به الكثير من المشاهد المضحكة، ويعود الفضل في ذلك بالأساس إلى الممثلين الذين يؤدون أدوارهم بجدية، لكنّ هذا الفيلم الكوميدي الألماني الذي تصل مدته إلى 3 ساعات تقريباً، به مشاهد تحرك المشاعر، وهو ما يجعله مميزاً للغاية.
12. The Handmaiden
لم يكن الجنس هنا ضرورةً سردية فقط، أو شيئاً نحاول أن نتجاوزه بأقل قدرٍ ممكن من الارتباك؛ بل كان أساس هذا الفيلم. The Handmaiden فيلم رعب نفسي جنسي من إخراج الكوري بارك تشان ووك، ويحكي عن خدعة شكسبيرية يلعبها مُحتال ليُغويَ وريثة يابانية ويسرق إرثها، ويُدخلها مصحةً عقلية. يدور معظم الفيلم عن الصحوة الجنسية، ويتطرق إلى مناطق مظلمة في النفس البشرية، ويتميز بتصويرٍ غني التفاصيل.
11. Paddington 2
لو كنت محتاراً من وجود هذا الفيلم في تلك القائمة، فأنت من القليلين سيئي الحظ الذين لم يتذوقوا سحره الذي يحتضن المُشاهد منذ اللقطة الأولى إلى لحظاته الأخيرة التي تُسيل الدموع.
ولو كنت تشاهد الفيلم لأجل فينيكس بيوكانان الخسيس، الممثل النرجسي الذي يؤدي دوره هيو غرانت، فلتشاهد كذلك شخصية ناكلز ماكغينتي التي يؤديها بريندان غليسون، وهي شخصية طباخ السجن الذي يصير صديقاً للدب البيروفي بادينغتون.
هذا الجزء واحدٌ من الأفلام التي يسهل التغاضي عن عيوبها (البسيطة)؛ لأن به إيجابياتٍ كثيرة ستعلق بذاكرتك شهوراً بعد مشاهدته، وهو ممتعٌ مثل شطائر المربى التي يحملها بادينغتون في حقيبته.
10. Song to Song
من أفضل أفلام العام، هذا الفيلم الذي أخرجه تيرينس ماليك وتلقى انتقاداتٍ لاذعة من النقاد، وهو فيلمٌ تجريبي يستكشف كيف يمكن أن يعامل أحدنا الآخر بفظاعة حين نتأثر بالحب والشهوة، وهو إما سيصدمك صدمةً عنيفة ويغير حياتك، وإما سيُغضبك فقط.
لم يكن المخرج ماليك موفَّقاً في فلميه الأخيرين: Tree of Life وKnight of Cups، لكن أسلوب سيطرته على هذا الفيلم الذي يتجول فيه بالكاميرا كصانع أفلام وثائقية تناول بعض حبوب الهلوسة- كان محكماً تماماً، واستطاع ببراعة أن يعرض الرغبة والاغتراب على خلفية المشهد الموسيقي بمدينة أوستن.
9. War for the Planet of the Apes
لولا المشهد الافتتاحي الذي يظهر فيه قردٌ يمتطي حصاناً ويحمل مدفعاً رشاشاً، لأخطأت واعتقدت أنَّ هذا الفيلم -وهو الثالث في سلسلة أفلام Planet of the Apes- فيلم دراما حربي متأثر بفيلم The Thin Red Line للمخرج تيرينس ماليك.
حقاً، المشهد مثالٌ شديد بشكل قاسٍ: بدايةٌ تكاد تخلو من العيوب لفيلم 2017 الرائج، الذي ربما يكون من أفضل أجزاء الأفلام التي صدرت مؤخراً. تحت إشراف المخرج مات ريفز (مخرج فيلم Cloverfield)، يتحرك الفيلم بنسقه الخاص منذ الثانية الأولى، ولا يتبع إلا أسلوبه الخاص، ليقدم في النهاية فيلماً مدته ساعتان و20 دقيقة يحمل أحداثاً مهمة في جميع لحظاته.
8. The Florida Project
بعد النجاح الكبير لفيلمه الأول Tangerine الذي صوّره بكاميرا آيفون، أنفق المخرج شون بيكر المزيد من الوقت والمال على هذا الفيلم؛ ليثبت أنَّه أحد المخرجين الواعدين بالفعل.
يحكي الفيلم قصة أمٍ عزباء وابنتها، تعيشان حياةً فقيرة في بيت خارج عالَم ديزني. وهناك شيءٌ مؤثر
لدرجةٍ لا تُصدق بالفيلم، يظهر في قدرة الأطفال على اللعب والاستمتاع في أشد المواقف عشوائيةً ومأساويةً، وهو ما عرضه الفيلم ببراعة؛ إذ يسلط الكاميرا على بروكلين برينس الممثلة ذات الأعوام السبعة وأصدقائها وهم يستكشفون ويلهون، بينما تبذل الأم هالي (بريا فيانيت) قصارى جهدها كي تحصل على قوت يومها. إنَّه فيلمٌ إنساني للغاية، وهو من أفضل الأعمال التي تُذكرنا بحياة الطفولة.
7. Dunkirk
أثبت كريستوفر نولان ثانيةً أنَّه أفضل من يقود الأفلام الأصلية ذات الميزانية المرتفعة إلى تحقيق النجاح الساحق في شباك التذاكر بفيلم Dunkirk، وهو فيلمٌ مثير يحكي عن إحدى معارك الحرب العالمية الثانية التي استمرت 10 أيام، وأدت في النهاية إلى إجلاء أكثر من 330 ألف جندي من الحلفاء عام 1940.
وبعيداً عن سمات نولان المميزة، كمونتاج النهاية والسردية المتحركة في خطٍ واحد (تُروى هذه القصة من 3 وجهات نظر متزامنة في مقاييس زمنية مختلفة)، ربما يكون Dunkirk نقيض أفلامه السابقة (Inception، وInterstellar، وغيرهما) لكنَّه ليس أقل منها في كونه تجربةً شعورية مدهشة ورشيقة، زرعت داخل الشباب الذين ذهبوا لمشاهدة أداء هاري ستايلز، رغبةً في العمل بعالم الأفلام.
6. Good Time
حظي روبرت باتيسون بعام عظيم؛ إذ شارك في فيلم The Lost City of Z (الذي يستحق ذكراً شرفياً هنا).
ولاحقاً، جاء دوره الكبير في فيلم Good Time، الذي أدى فيه دور كوني نيكاس، وهو محتال ذو قلبٍ من ذهب. صنع المخرجان الأخوان سافدي دوراً فارقاً، جعل باتيسون يقود هذا الفيلم المثير ليأخذ المشاهدين في جولةٍ بنيويورك تحت الأضواء الباهرة.
رأينا من قبلُ بالفعل أفلاماً تصف الجانب المظلم من المدينة، لكن لم يكن أيٌ منها بهذا القدر من الحيوية، حيثُ كل لقطة مفعمة بالطاقة، وكل شخصية مفعمة بالحياة. توجد في الفيلم الكثير من المشاهد المؤثرة؛ إذ تربط بين الأخوين باتيسون وبيني سافدي (أحد مخرجي الفيلم) علاقةٌ مريعة مهمة بشدة في قصة الفيلم.
5. Personal Shopper
من آنٍ إلى آخر، تظل متشككاً طوال الوقت وأنت تشاهد فيلماً ما، ثم يمنحك الفيلم مشهداً ختامياً غامضاً يجعلك بطريقةٍ ما، ترى كل المشاهد السابقة بوضوحٍ يصعب وصفه.
وPersonal Shopper هو أحد تلك الأفلام، فهو قصة ساحرة تدور حول الشخصية التي تؤدي دورها كريستين ستيوارت، ومحاولاتها المستمرة للتواصل مع أخويها الميتين في باريس.
من الصعب أن تحدد بدقةٍ ما يقصده المخرج أوليفييه أساياس بهذا الفيلم العصيّ على التصنيف. والنتيجة فيلمٌ أخَّاذ ترى فيه عيني كريستين وهي تحدق مباشرةً إلى الكاميرا، فيجعلك تريد أن تنصح الآخرين بمشاهدته، دون أن تدري لماذا. ولهذا السبب، يستحق أن نحتفي به.
4. Manchester by the Sea
ربما هو الفيلم الوحيد في تلك القائمة الذي يتحدث عمَّا هو خارج النص أكثر مما بداخله بكثير. الفيلم للمخرج كينيث لونيرغان، وهو أحد أفضل الأفلام التي تناولت شعور الحزن. تدور أحداثه في مدينةٍ صناعية باهتة بولاية ماساتشوستس، ويحكي عن عاملٍ ماهر يتعامل (أو في معظم الوقت يرفض التعامل) مع غلطةٍ مهينة كلّفته كل شيء. كل الأشخاص بالفيلم ينظرون إلى الأرض، ولديهم الكثير ليقولوه، لكن لا يجدون كيفيةً لذلك. كثافة الشخصيات تكاد تسيل من الشاشة. وهو فيلم صعب المشاهدة، لكنَّك ستظل تذكره فترة.
3. Get Out
منذ إصداره في يناير/كانون الثاني، والجميع يتحدثون عن أول فيلمٍ أخرجه جوردان بيل، وهناك سببٌ مقنع وراء ذلك. صُنع هذا الفيلم خصيصاً كي يعرض صورة أميركا المخيفة بعد انتهاء عهد أوباما.
إذ يُظهر المواقف العنصرية غير المبالية التي يتبناها الكثيرون، مما جعل الكثير من المشاهدين يشعرون بعدم الراحة. ربما يكون أهم ما يميز هذا الفيلم، قدرة بيل على الموازنة بين النقد الاجتماعي اللاذع والمشاهد المخيفة؛ إذ تخلق عائلة أرميتاج مناخاً مقلقاً يقود إلى الثلث الأخير من الفيلم، الذي يساوي في شدته أفضل أفلام رعب الدرجة الثانية. إضافةً إلى أنَّ الفيلم به حس فكاهة ضخم؛ إذ تُخفف شخصية ضابط إدارة الأمن والنقل والتي يلعبها ليل ريل هوري من حدة التوتر كلما لزم الأمر.
2. Moonlight
فيلمٌ جدير بالأوسكار، يحكي قصةً رجلٍ مثليٍّ محبوس في عالم تسيطر عليه الذكورية ورهاب المثلية. ففي 3 أجزاء مختلفة، نرى تشيرون وهو يتحول من "الطفل" إلى "الرجل الأسود"، ويتعامل مع الهرمونات ورغباته الجنسية، ويكافح في حياته اليومية.
1. Lion
من أفضل أفلام عام 2017، وتدور أحداثه حول الطفل الهندي الذي يتوه في مكان بعيد عن أمه وأخيه، ثم تتكفل برعايته عائلة أسترالية حتى يصبح شاباً يافعاً.
وخلال الفيلم المأخوذ عن قصه حقيقية، يظهر الصراع النفسي الذي يعيشه الشاب الضائع في محاولة للوصول إلى أهله الحقيقيين.
وفي الختام، إليكم بعض الأفلام الجديرة بالذكر هذا العام (بالترتيب الأبجدي):
A Cure for Wellness, A Ghost Story, Free Fire, God's Own Country, Logan Lucky, Molly's Game, mother!, Okja, Star Wars: The Last Jedi, The Beguiled, The Death of Stalin, The Disaster Artist, The Killing of a Sacred Deer, The Lost City of Z, The Red Turtle.