رسالة إلى كل مَن بدأ ولم يكمل.
ما هو أكثر سبب غالباً ما يمنعك عن المضي قدماً في تحقيق أهدافك؟ دعني أساعدك في الوصول للإجابة التي أقصدها، إذا أردت البدء في تعلم مهارة جديدة من خلال الإنترنت، واكتملت الصورة أمامك واستحضرت الاستعدادات اللازمة وبدأت بالفعل في تعلم تلك المهارة متحمساً للغاية وفرحاً بما تبذله من نشاط لتحقيق هدفك، وفجأة تتوقف عن ممارسة ما كنت بدأت منذ فترة في تحقيقه!
بل أحيانا تكون وصلت إلى تخطي أكثر من نصف المشوار لما ترغب في الوصول له، فماذا أصابك يا صديقي؟
إنه الفتور
ستتعجب من كلامي هذا، ولكن لا داعي للتعجب إن لاحظت أنك غالباً ما تبدأ أي طريق نحو تحقيق أحد أهدافك متحمساً للغاية، ثم تصاب بالفتور أو الملل تدريجياً، فتفقد حماسك شيئاً فشيئاً حتى تترك ما بدأت فيه بالكلية، أصدقك القول إننا كلنا نفس الشخص، وهذا لأننا نبدأ بداية خطأ.
ستسألني كيف أبدأ بداية خطأ وأنا أكون مستعداً تمام الاستعداد لتحقيق ما أريد والدليل على ذلك أنني أصل لتحقيق مرحلة كبيرة مما أرغب في تحقيقه؟
سأجيبك بأنك كل مرة تبدأ في تحقيق هدفك وتنهي ما بدأته قبل خط النهاية، ويتكرر هذا السلوك منك مرات ومرات، وتصل لنفس الخاتمة بأنك لا تنهي ما بدأت، ألا تلاحظ معي أن هناك خطأ.
إنها الحقيقة يا صديقي، وسنحاول معاً أن نتعرف على أسباب هذه المشكلة كي نضع حلاً لها؛ لأنك لن تتمكن من حل المشكلة ما لم تعرف سببها.
ما هي أسباب الفتور؟
تتعدد الأسباب التي قد تصل بنا لتلك المرحلة، وأشهر تلك الأسباب:
1- الحماس الزائد
وهو أن تبدأ في تحقيق خطواتك بحماس زائد عن المطلوب، فلو مثلاً ستتعلم لغة معينة ووضعت في خطتك أنك ستحفظ 10 كلمات كل يوم وبدأت في حفظ الكلمات ستجد نفسك تحاول أن تحفظ 20 كلمة في المرة الواحدة.
2- الأهداف الكبيرة
المقصود هنا أنك لا تقوم بتجزئة الأهداف الكبيرة إلى أهداف صغيرة، ولكن تسعى لتحقيق الهدف الكبير مرة واحدة بالكامل، مما يجعلك تعمل بأقصى طاقة لديك، وبالتالي ستصاب بعد فترة بالفتور.
3- التقليد
بمعنى أنك قد لا تبدي اهتمامك بما تحاول تحقيقه؛ لأنك ربما تسعى في تحقيقه؛ لأنك شاهدت آخرين يسعون لتحقيقه، ولكنك داخلياً لم تسعَ لذلك وفعلت هذا من باب تقليد الآخرين، مثلاً سمعت عن ريادة الأعمال فأحببت دخول هذا المجال للمزايا التي سمعت عنها، ولكنك لا تميل لهذا المجال، وبالتالي فلن تعطيه الاهتمام الملائم.
4- الهدف غير مناسب
قد ترغب في تحقيق هدف ما، وتكون تلك رغبتك الداخلية وليست تقليداً لأحد، ولكن قدراتك الواقعية لا تتناسب مع تحقيق هذا الهدف، مثلاً ترغب في تعلم مهارة معينة وكافة المواد العلمية المتاحة عن تلك المهارة باللغة الإنكليزية وأنت لا تجيد الإنكليزية بشكل مناسب، مما سيجعل عملية التعلم صعبة ويصيبك الفتور بعد فترة.
5- الخطة
وقد تضع خطة ولكنك لا تلتزم بها، أو أنك من الأساس لم تضع خطة لتحقيق هدفك، وتسعى لتحقيق هدفك بشكل عشوائي غير محدد، ولن تتمكن من السير على خارطة واضحة لتحقيق هدفك، وبالتالي ستجد نفسك تائهاً ومشتتاً مما يصيبك في النهاية بالفتور.
6- الوقت
فأنت إما أنك لم تحدد وقت مطلقاً لتحقيق هدفك، أو حددت وقتاً غير مناسب لما ترغب في تحقيقه من خطتك، سواء كان الموعد غير مناسب أو غير كافٍ لتحقيق أهدافك، وبالتالي سيشتد الضغط العصبي عليك حتى تتمكن من سرعة إنجاز هدفك مما يصيبك أيضا بالفتور.
7- التشتت
والمقصود به أن تسلك العديد من الطرق في نفس الوقت كي تحقق هدفك، مثلاً أنت ترغب في تعلم مهارة معينة فتجد نفسك تملأ جهازك بالعديد من الدورات أو الكتب لتعلم تلك المهارة، وتحاول أن تتعلم من كل الدورات في نفس الوقت، ولا تسلك طريقاً واحداً لنهايته مما يصيبك بالفتور.
كيف تحقق أهدافك وتتخلص من الفتور؟
تعرفنا معاً خلال السطور السابقة على أسباب الفتور، ومنها سنضع الاستراتيجية اللازمة للتخلص منها، ويجب العلم أن الفتور أو الملل هو العدو الأول لتحقيق أهدافك، وأقصد بالعدو الأول هنا أنه رقم واحد من حيث قوة تأثيره على عدم تحقيقك لأهدافك، وإذا أردت التخلص منه سأخبرك بتلك الاستراتيجية الهامة من خلال عدة خطوات:
– ابدأ بالتدريج ولا تتحمل فوق طاقتك.
– قسم الأهداف الكبيرة لأهداف صغيرة.
– لا تقلد أحداً وكن أنت نفسك.
– لا تختر هدفاً غير مناسب لك.
– ضع خطة والتزم بها وراجعها كل فترة.
– حدد وقتاً لتنفيذ الخطة واجعله ملائماً لظروفك.
– لا تشتت نفسك واتخذ طريقاً واحداً لتحقيق هدفك.
وعلى وعد بلقاء إن كتب الله لنا البقاء.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.