أكدت السلطات الأميركية، الخميس 3 ديسمبر/كانون الأول 2015، أنها تشتبه في رجل يُدعى سيد رضوان فاروق، وامرأة تدعى تشفين مالك، بقيامهما بإطلاق نار أودى بحياة 14 شخصاً وأدى إلى إصابة 17 آخرين في مؤسسة للخدمات الاجتماعية بسان برناردينو في ولاية كاليفورنيا أمس الأربعاء.
سيد فاروق رضوان البالغ من العمر 28 عاما ولد في إلينوا بأميركا، ووالداه من أصول باكستانية، وتشفين مالك التي تصغره بعام واحد عادا مؤخرا من السعودية مع طفل لهما ويبدو عليهما علامات السعادة.
5 سنوات عمل بالمقاطعة
وأفاد رئيس مركز الشرطة المحلي أن فاروق كان موظفاً عاملاً في قسم الصحة العامة بالمقاطعة لمدة 5 سنوات، وأنه كان من حضور الحفلة التي عقدت في مبنى الاجتماعات ضمن مجمع "مركز إنلاند الإقليمي"، وهو مركز مختص برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي وقت معين أثناء الحفلة خرج فاروق من المبنى غاضباً ثم عاد برفقة السيدة تاشفين مالك (زوجته) ليفتحا النار على الحضور بالاحتفال.
الزوجان كانا مرتديين زياً هجومياً كاملاً كما وضعا عدة قنابل في مواضع عدة قامت الشرطة بتفجيرها.
وأفادت رويترز أن الزوجين تركا طفلهما الذي يبلغ من العمر 6 أشهر مع والدة فاروق في وقت مبكر صباح الأربعاء وقالا لها إنهما في طريقهم لحضور موعد مع الطبيب.
صدمة والده
وكان والده قد تحدث إلى صحيفة دايلي نيوز نيوز قبل أن يذيع اسم ابنه في كل مكان قائلاً: "لم أسمع بشيء. كان متديناً، يذهب إلى عمله ويعود منه، يذهب للصلاة ويعود منها. إنه مسلم."
وأضاف الوالد الذي بدت عليه علامات الصدمة أن ابنه يعمل فنياً في مجال الصحة يفتش المطاعم والفنادق، كما تخرج من ثانوية لا سييرا في بلدة ريفرسايد عام 2003.
صهر فاروق
كما أعرب صهر فاروق، فرهاد كان، عن ذهوله إزاء ما حدث قائلاً: "ليست لدي أي فكرة عن سبب فعلته، لماذا قد يقدم على فعلة كهذه؟" وذلك في مؤتمر صحفي عقده مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) مضيفاً: "ليست لدي أدنى فكرة. أنا نفسي مذهول."
وقالت جارته ماريا غوتييريز متحدثة إلى ديلي نيوز: "كان هادئاً مهذباً دمثاً على الدوام. لعله تدين قليلاً قبل عامين، إذ أطلق لحيته وبدأ بارتداء زي ديني كذلك القميص الطويل الذي يشبه جبة (جلابية) وعمامة (كوفية) على رأسه."
وقال رجال الشرطة الأميركية لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن فاروق عمل في المقاطعة 5 سنوات، وقال جارود برغوان، رئيس قسم شرطة سان بيرناردينو، إن هنالك تقارير عن احتدام مشادة قبل أن يغادر فاروق الحفلة.
زملاء العمل
وقد تحدث زملاؤه في العمل معربين عن صدمتهم لدى سماع اسم فاروق مقترناً بالاعتداء، حيث قال اثنان كانا في دورة المياه عندما انهال وابل الرصاص، إنه لطالما كان هادئاً ومهذباً من دون أي أحقاد أو ضغائن.
وفي أقوال زميله باتريك باكاري للأسوشييتد بريس فقد تغيب فاروق عن عمله شهراً تقريباً في الربيع وذاع خبرٌ أن فاروق كان قد تزوج وأن زوجته الصيدلانية التي التقاها على الإنترنت، أتت لتعيش معه في أميركا، كما عُرِف أن الزوجين أنجبا طفلة حديثة الولادة هذا العام.
وعاد الزوجان مع طفل لهما وبدا كما لو أنهما يعيشان حياة الرغد والترف والسعادة المسماة بـ"الحلم الأميركي"، على حد وصف باتريك، مفتش الصحة زميل فاروق بالعمل.
وأضاف باكاري وآخر اسمه كريستيان نواديكيه أن فاروق الذي عمل معهما طوال سنوات كان نادراً ما يبدأ محادثة مع رفاقه، غير أنه كان على الدوام محبوباً بطوله الفارع وشبابه ولحيته المهذبة وشخصيته المحبة للخروج والنزهات.
ونقلت ذا تايمز عن غريزلدا رايسينغر التي عملت مع فاروق حتى شهر مايو/آيار الماضي قولها: "لم يظهر عليه أبداً أنه متعصب أو مشبوه. كنت ألقي عليه التحية في الذهاب والإياب، لكننا لم نتجاذب أطراف الحديث أبداً إذ لم يكن كثير الكلام."
وأضافت غريزلدا أن فاروق حضر حفلة القسم التي أقامها بمناسبة العطلة العام الماضي والتي عقدت في غرفة الاجتماعات ذاتها التي حصل فيها اعتداء إطلاق النار الأربعاء.
Syed Farook worked for the San Bernadino Health Department? https://t.co/bxjrOddu2W pic.twitter.com/oTZLUEXSHI
— Bandit (@istheguy) ديسمبر 3, 2015
كما أجمع الكل على أن فاروق كان مسلماً متديناً إلا أنه نادراً ما ناقش الأمور الدينية أثناء العمل.
#CaliforniaShooting : Syed Farook named as possible suspect in attack pic.twitter.com/n2ehp6M3CH
— liveIndia (@LIVEINDIA_NEWS) ديسمبر 3, 2015
وقالت المصادر إن المنزل الذي تحيط به الشرطة في منطقة "ريدلاندز" بكاليفورنيا، على صلة بفاروق، وهو نفس البيت الذي بدأت بقربه المطاردة التي أدت إلى تبادل إطلاق النار مع راكبي سيارة الدفع الرباعي السوداء.
عُرف عن سيد ريزوان فاروق أنه كان يحب السيارات القديمة الكلاسيكية، وقراءة الكتب الدينية، وقضاء الوقت في حديقته الخلفية في التصويب على الأهداف وفق حساب على أحد مواقع المواعدة والزواج.
ففي صفحة شخصية له على موقع imilap.com يصف شخص يسمي نفسه farooksyed49 بأنه من مواليد شيكاغو، مسلم يعيش في ريفرسايد بكاليفورنيا، ويقول إن عمره 22 عاماً، ما يدل على أن المتهم بجريمة إطلاق النار، فاروق، كان قد فتح هذا الحساب الشخصي قبل 6 سنوات.
ويبدو أن فاروق الذي قتل بعد مطاردة مع الشرطة الأربعاء كان أيضاً قد فتح صفحة أخرى وحساباً آخر على موقع DubaiMatrimonial.com حيث نرى شخصاً اسمه "سيد ريزوان فاروق" تحت اسم المستخدم نفسهfarooksyed49 يصف نفسه على أنه موظف حكومي من مواليد 6 نوفمبرتشرين الثاني 1987.