تفاجأ طلاب كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، تلك الدولة التي تتزين شوارعها بأفخم أنواع السيارات وأغلاها، بزميلهم عمر الحبيب الذي التحق بالكلية قبل 4 سنوات يتجوّل داخل الحرم الجامعي بدراجة هوائية.
الضجة التي أحدثها هذا الشاب الكويتي دفعت إدارة الكلية لفتح تحقيق معه؛ معتبرةً أن تصرفه مخالف للقوانين الجامعية، لكن هذا التحقيق انتهى إلى السماح للحبيب بالتجول بدراجته شريطة عدم استخدامها في الممرات التي تفصل بين قاعات الدرس، مع السماح له باستخدامها في التجول بين مرافق الكلية وساحات الحرم الجامعي.
التخلص من زحمة المرور
الطالب الكويتي الذي يقضي ساعات بين منزله وجامعته بسبب الازدحام المروري حاول التخلي نهائياً عن سيارته وقيادة الدراجة الهوائية من منزله إلى الجامعة، الأمر الذي لم يستطع تحقيقه.
يقول عمر لـ"عربي بوست" إن "طرقات الكويت ليست مخصصة لقيادة الدراجات الهوائية، وبالتالي من الصعب أن أركب دراجتي لأتجول بين السيارات في ظل معدل الحوادث المرتفع أصلاً في الطرق الكويتية".
ولأن الشاب الكويتي يؤمن بأن الدراجة حل ممتاز لمشكلة الازدحام المروري اختار قيادتها في الحرم الجامعي لإيصال رسالة إلى الحكومة الكويتية، حيث يقود سيارته في الطرقات السريعة ثم يصفّ سيارته جانباً ليقود الدراجة الهوائية إلى الجامعة.
ويوضح الحبيب: "أرغب بما أقوم به في لفت انتباه الحكومة لتخصيص حارات للدرجات في الطرق الرئيسية، خاصة أن هذه الحارات غير مكلفة وستوفر على الحكومة ما يترتب على قيادة السيارات من خسائر وازدحام وتلوث بيئي".
الطقس مناسب!
وعلى الرغم من أن الكثيرين ينتقدون فكرة الدراجة الهوائية كوسيلة للتنقل على شوارع الكويت بسبب الطقس، إلا أنها – بحسب الحبيب – لا علاقة لها بالطقس؛ لأن أشهر الدوام الجامعي يكون فيها الجو معتدلاً، وفصل الصيف غالباً ما يقضيه الكويتيون خارج البلد.
بداية تعرّض الطالب الكويتي لمشاكل مع المسؤولين في الجامعة فهو لا يستطيع ترك دراجته في موقف السيارات المزدحم، بالإضافة إلى خوفه عليها من السرقة.
ويوضح الحبيب: "أنا أقود دراجة هوائية لا دبابة، تفاجأت من ردود فعل الإدارة بداية، ولكن ما إن أوضحتُ وجهة نظري حتى وافقوا على وضعها داخل الحرم الجامعي".
وختم بقوله: "ما أقوم به ليس بهدف الظهور، بل أسعى إلى تشجيع الجميع لاتخاذ خطوات فعلية وقيادة الدراجة مثلي؛ علّ الحكومي تخصص لنا طرقات خاصة لقيادتها، وبالتالي تكون حلاً من حلول أزمة المواصلات الخانقة".