صور الشابة إسراء الطويل وهي تبكي تعيد الأوضاع الصحية في السجون المصرية إلى الواجهة

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/07 الساعة 14:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/07 الساعة 14:04 بتوقيت غرينتش

أثارت الصورة التي نُشرت لإسراء الطويل الإثنين 02 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 أثناء أولى جلسات محاكمتها، والتي ظهرت فيها باكية بلباس السجن الاحتياطي الأبيض، مستندة على عكاز يُساعدها على المشي، الانتباه من جديد إلى ملف الاهمال الطبي في السجون المصرية، حيث يوجد مئات الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية.

ورصدت حملة " الإهمال الطبي فى السجون جريمة" على الشبكات الاجتماعية، والتي يُساندها أطباء وأهالي المعتقلين، 97 حالة وفاة داخل السجون المصرية، وذلك خلال الفترة من أول يناير/ آذار و حتي نهاية سبتمبر/ أيلول 2015، جاء الإهمال الطبي على رأسها بإجمالي 59 حالة، بينما توفي 24 شخصا نتيجة التعذيب.

معتقلة مصابة بانفصام الشخصية

يقول إبراهيم، الموظف بوزارة التربية والتعليم، إن زوجته أسماء عبد العزيز محمد ذات الـ30 سنة، تعاني من مرض مزمن "اعتقلت سنة 2014، من دون أن توجه لها إلى الآن أية تهمة".

وأضاف ابراهيم، في حديثه لـ"عربي بوست" أنه قدم للنيابة العامة كل التقارير الطبية التي تؤكد أن زوجته مريضة، إلا أنها لم تتلقى أي علاج ولا رعاية طبية داخل السجن".

وأشار إبراهيم إلى أن زوجته حصلت على عفو رئاسي بمناسبة عيد الأضحى الماضي، حيث ظهر اسمها حاملا للرقم 97 من لائحة الـ100 معتقل المعفى عنهم، "غير أنه لم يتم الافراج عنها".

وبعد القبض على زوجته بأيام، يقول ابراهيم إنه تمت مداهمة منزله من جديد ليتم اعتقال ولديه، الأول يبلغ من العمر 14 عاما، بينما الثاني يبلغ الـ18، "وحتى الآن لم تعرف التهم الموجهة إليهم أيضا".

وأوضح " الزوج إبراهيم " بأنه عقب القبض على زوجته تمت مداهمة المنزل وقبض على ولديه الأول يبلغ من العمر 14 عاما والثاني يبلغ من العمر 18 عاما وحتى الأن لم يتعرف على التهم المنسوبة إليهم " .

معتقل تبتر رجل وأصابعه

في نفس السياق، يروى صلاح نصر، قصة شقيقه أحمد نصر عبيد ذو الـ28 عاما، المعتقل في سجن طرة منذ شهر مايو/ أيار 2014، والمصاب بعدد من الحروق والكسور.

يحكي صلاح بحرقة ما حدث لشقيقه قائلا إنه "تلقى اتصالا هاتفيا بعد اعتقاله بثلاثة أيام من شخص أخبره أن أحمد قد أصيب ونقل للمستشفى، وبعدما ذهب إليه وجده في حالة صحية جد حرجة".

وعن طبيعة إصابة شقيقة، يفيد صلاح أنه "تم بتر رجله اليمنى وأصابع السبابة والوسطى، كما لديه حروق على وجهه وفي أماكن متفرقة من جسده، وعلى أساس هذه الحروق، لفقت له تهمة تفجير 170 قنبلة"، على حد قوله، متسائلا عن "كيف يمكن لشخص فجر كم المتفجرات المذكورة أن يخرج بحروق متفرقة في جسده فقط".

صلاح أكد أن شقيقه الآن يتواجد بسجن "طره" فى حالة صحية سيئة، إذ يعاني أيضا من فقد جزئي للذاكرة، "وكان من المحدد أن تتم عملية جراحية له فى هذا الشهر، ولكن حتى الآن لم يتم ذلك لأسباب غير واضحة".

تدهور الصحة حتى الوفاة

يقول الدكتور طاهر مختار، عضو حملة "الإهمال الطبي فى السجون جريمة"، إن هناك عدد من الحالات المرضية الشديدة الصعوبة داخل السجون، من دون أن تتلقى علاجا، مما يضاعف تدهور حالتهم الصحية، إلى حد الوفاة في بعض الأحيان".

وأوضح أن الحملة تواصلت مؤخرا مع نقابة الأطباء للضغط على الحكومة، حتى توفير رعاية طبية فى السجون المصرية ، مشيرًا إلى أن دور النقابة "غير موفق على الإطلاق، وكان من المفترض أن يتم الضغط وتصعيد الموضوع منذ فتح ملف الإهمال الطبي فى السجون".

الدكتور طاهر صرح بأن السجون المصرية "تتعامل مع المحتجزين على أساس أن عاقبهم الوحيد هو حرمانهم من حقهم فى الصحة مثلما يحدث الآن، رغم أن الحق فى الصحة بمصر سيء في الأصل".

تحميل المزيد