يبدو أن دُبي ستتأثر بتراجع الإمارات بالترتيب العالمي والسنوي لـ "أكثر الدول سعادة في العالم"، إذ تراجع ترتيب البلاد من المرتبة الـ 20 إلى الـ 28 حسب تقرير السعادة العالمي.
الترتيب يتضمن 156 دولة أُخرى غير الإمارات، ويقوم التقرير بترتيب الدول وفقاً لمستوى سعادة ورخاء عيش مواطني هذه الدول، حيث وُجِد أن مُعدلات السعادة بين مواطني الدول مُختلفة بشكل كبير، ما يُشير إلى مدى اتساع الفارق الطبقي بين مواطني الدولة الواحدة، بحسب تقرير خاص أعدته صحيفة الغارديان البريطانية يوم الأربعاء 16 مارس/ آذار 2016.
مؤشر السعادة
لكن يبدو أن دُبي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تراجع ترتيبها، بل سَعَت مؤخراً إلى مواجهة هذا التدني بالعديد من الفعاليات والإجراءات التي تضمنت إطلاق "مؤشر السعادة"، حيث قامت الدولة بوضع أكثر من 23 شاشة إلكترونية تعمل باللمس تم برمجتها بأحدث التقنيات في الأماكن العامة وتم ربطها بأجهزة الدولة المركزية، وتم تشجيع المواطنين على عمل استبيان من خلال تلك الأجهزة الإلكترونية، عن مدى رضاهم وسعادتهم بالعيش في دُبي.
المُدير التنفيذي لمجموعة من الشركات الاستثمارية بدبي أحمد بِن بيات علّق على الفكرة قائلاً "حتى ترفع من مؤشرات السعادة بين شعبك عليك أن تنظر إلى ما يحتاجونه وتوفره لهم، أن توفر لهم ظروف الحياة والمعيشة المُناسبة ليحيوا حياة كريمة، أما إن لم تستطِع توفير ذلك فلن يشعر شعبك بالسعادة ولا سهولة العيش وسيبحث ببساطة عن الهجرة".
وقام رئيس وزراء الإمارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد المكتوم بالإعلان عبر تويتر عن استحداث وزارة جديدة في مجلس الوزراء تُدعى "وزارة دولة السعادة"، وأعلن في بداية 2016 عن أول وزيرة لتلك الوزارة عهود الرومي، كما أشار إلى أن الوزارة ستتمتع بتأثير قوي وفعّال خاصةً من خلال الخطط والبرامج والمشروعات التي ستُعِدها هذه الوزارة.
من جانبه، قال سكوت كاين الرئيس التنفيذي للأعمال في مُنظمة تمولها الحكومة البريطانية تُدعى "مُدن المُستقبل" والتي تسعى لتحسين المُدن عبر استغلال الأفكار الاقتصادية،: "السعادة هي أحد الأمور التي تأخُذها دولة الإمارات بجدية بالغة، وهذا يتمثل في الإجراءات التي اتخذتها من إطلاق وزارة للسعادة في دُبي وإعلان أن دُبي ستكون من أكثر الدول تحقيقاً لسعادة ورخاء العيش لمواطنيها قبل 2019، مثل هذه الإجراءات الطموحة والدؤوبة هي الأفضل لا شك".
وأضاف، "مؤخراً كُنت مدعواً لتقديم رؤية المؤسسة التي أعمل بها عن السعادة وكيفية بناء المُدن وجعلها أكثر رخاءً ورفاهية للعيش، وعرضت بعضاً من القضايا الهامة التي قد تقف عائقاً بين الحكومة الإماراتية وتحقيق الحياة الكريمة لمواطنيها، وقد فوجئت بأن الحكومة تُكرمني بجائزة في نهاية المؤتمر".
وستواجد كاين في دُبي في 20 مارس/آذار الجاري ليحضر يوم السعادة العالمي وهي مُناسبة تُعقد كُل عام وهذا هو عامها الرابع.
يقول كاين عن هذه المُناسبة، "هذه المُناسبة ستكون حافلة بالمكاسب، أهمها اننا سنُقابل وزيرة السعادة بنفسها، كما أنها ستتيح لعديدٍ من الدول الفُرصةَ لكي تتعلم من الجهود التي بذلتها دُبي لتحقيق الحياة الكريمة لمواطنيه".
وتقول الصحيفة البريطانية إن التحدي الحقيقي الذي يواجه مساعي الإمارات لتنفيذ المشروعات التي تهدف للسعادة وتحقيق حياة كريمة، يكمن في الملفات الحقوقية وتلك المتعلقة بالتعامل مع المعارضين.
وحول هذه النقطة، يقولكاين "إن دُبي هي الأكثر تقُدماً من بين جيرانها من الدول الأُخرى، خاصةً وأن أغلب مُمثلي حكومتها من النساء حتى وزير دولة السعادة هي أُنثى".
بينما تسعى الإمارات العربية المُتحدة إلى مُستويات أفضل من رغد العيش والرفاهية لمواطنيها وتحقيق المستويات العُليا من السعادة، تأتي الدنمارك في المُقدمة، تتبعها سويسرا، آيسلندا، النرويج، وفنلندا بينما أتت الولايات المُتحدة في المرتبة الثالثة عشر.
يقول المُحاضر في جامعة كولومبيا جيفري ساكس إنه "يجب أن يكون تحقيق السعادة ورغد العيش للمواطنين من ضمن الخطة التي تعمل عليها كُل دولة ومن ضمن الأهداف الهامة التي يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع الأهداف التي تسعى لتحقيق التقدم البيئي والحضاري والاقتصادي."
– هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.