سواء إذا كان الهدف من إجراء تحليل شبكات المنظمات هو التعامل والتأثير على المنظمات القائمة بالفعل أو من أجل السعي لإطلاق منظمات جديدة، فيمكن القول بأن هناك ثلاثة مجالات تطبيقية رئيسية:
أولا: النظم
الأسئلة الرئيسية الذي يتم السعي للإجابة عنها هنا هي هل ثقافة وأداء الشبكات الناشئة طبيعياً تحقق الأهداف العامة المرجوة، أو كيف يمكن إنشاء شبكات بالثقافة والأداء اللازمين لتحقيق تلك الأهداف.
فعلى سبيل المثال، عند إجراء التحليل الشبكي المناسب يمكن اكتشاف التكتلات المعزولة عن بعضها أو اكتشاف النقاط المحورية المغمورة أو اكتشاف صلات الوصل الفعالة بين القطاعات المختلفة، أو اكتشاف النقاط المركزية في نشر القيم السلبية أو الإحباط، عند الوعي بأي من تلك الاكتشافات يبدأ البحث المناسب في أسباب حدوثها، ومن ثم التعامل المناسب معها، الذي قد يكون بسيطاً كتعديل إجراء معين أو قد يتطلب تعديلاً في الهيكل التنظيمي، أو قد يصل الأمر إلى ضرورة تغيير ثقافة المنظمة ونظم قيمها.
ثانياً: التنفيذ
الأسئلة الرئيسية التي يتم السعي للإجابة عنها هنا هي مدى فاعلية أداء شبكات العمليات التنظيمية الرئيسية والفرعية المختلفة، أو كيف يمكن إنشاء تلك الشبكات.
فعلى سبيل المثال، عند إجراء التحليل الشبكي المناسب يمكن اكتشاف النقاط التعاون المهمة والتي تتسبب في توفير الوقت والموارد، كما يمكن اكتشاف أو تدعيم أو حتى إنشاء شبكات اتخاذ القرار المناسبة، أو شبكات العمليات الإبداعية القادرة، إما على تحسس واقتناص الفرصة الجديدة أو المطلوبة للتعامل مع المشاكل والتحديات غير التقليدية.
ثالثا: التكيف
الأسئلة الرئيسية الذي يتم السعي للإجابة عنها هنا هي كيف يمكن التأكد من التعافي والاندماج وفاعلية التعلم وتبادل الخبرات عند التعرض للتحديات المختلفة، سواء الروتينية منها أو غير المتوقعة.
فعلى سبيل المثال، عند إجراء التحليل الشبكي المناسب يمكن اكتشاف شبكات الكفاءات الموجودة حالياً وتعزيزها والعمل على انتقال التجارب الإيجابية إلى بقية الأعضاء -وهو ما يمكن أن يسمى "التعلم الاجتماعي- والعمل على استيعاب القادمين الجدد وإدماجهم بشكل صحي.
بعد تحليل عدد كبير من شبكات المنظمات وجد الدارسون من علوم إدارية واجتماعية مختلفة وجود ظواهر تتكرر باستمرار في معظم الشبكات المدروسة، وهي ما يلي:
بشكل عام، فإن وجود المحاور يضمن الاستقرار الهيكلي للشبكات، وبحسب بعض الدراسات، فإن التعطيل الممنهج لـ٥ إلى ١٥٪ من المحاور الموجودة في الشبكة بشكل متزامن بإمكانه إحداث ضرر جسيم جداً في الشبكة، مما يهدد بتعطلها تماماً عن العمل وفشلها في التعافي بدون تدخل خارجي.
وحتى بالنظر إلى التعطيل الممنهج للمحاور بشكل غير متزامن، فقد ظهرت خاصية تعرف بـ"التعطل المتوالي" التي تجعل الجهد المطلوب بذله من المحور المتعطل ينتقل إلى محاور أخرى عبر العلاقات البديلة، ما يمكن الشبكة من العمل ولكن بأداء متدنٍّ، ولكنه بنفس الوقت يهدد محوراً آخر أو عدة محاور بالتعطل؛ لأنها قد لا تحتمل الجهد الإضافي الذي تم تمريره اليها، وهكذا دواليك، فيكون هناك احتمالان، إما أن تتعطل عدة محاور، ولكن تصمد الشبكة لاحتوائها على مسارات بديلة ودوائر تغذية راجعة قوية تجعلها تصمد، وإما أن تتهاوى وتتدمر الشبكة بفعل التعطل المتوالي لضعف قدرتها على التعاطي مع تعطل محور أو عدة محاور.
الظاهرة الثانية:
سمسار المعلومات: ويتم تحديد هذا الشخص عبر مقياس القرب، وتكمن أهمية هؤلاء الأشخاص في أنهم قادرون على الوصول بشكل أسرع من غيرهم إلى باقي أعضاء الشبكة الفرعية التي يوجدون بها، كما أن لهم ميزة قوية وهي أن بإمكانهم الأخذ بيد القادمين الجدد وتعريفهم وتشبيكهم مع الأعضاء بشكل يحقق مستويات أداء عالية للشبكة الفرعية ككل. من المهم أيضاً التنبه إلى أن طبيعة المعلومات التي يقوم بتمريرها هؤلاء الأشخاص تحدد مدى تأثيرهم، فهناك مَن قوام معلوماته الإشاعات، ولذلك دوره مهم مثلاً في حال كانت الشبكة تُدرس بغرض فهم ثقافة المنظمة وتحسينها.
الظاهرة الثالثة:
رابط الحدود: ويتم تحديد هذا الشخص عبر مقياس البينية، وتكمن أهمية هؤلاء الأشخاص في أنهم يتموضعون على حدود شبكاتهم الفرعية، ويصلون بذلك بين شبكتهم والشبكات الفرعية الأخرى، وهو ما يعطيهم دوراً كبيراً في العمليات التنظيمية المختلفة وفي حالات إدارة التغيير كبيرة النطاق على مستوى المنظمة.
الظاهرة الرابعة:
الطرفيون: يتم تحديد هذا الشخص بمعكوس مقياس الدرجة، أي أن هذا يشمل الأشخاص الأقل عدداً للروابط التي تجمعهم مع غيرهم، هؤلاء الأشخاص قد يكونون غير مستغلين بشكل كافٍ، أو أنهم يعانون من صعوبات في الاندماج مع الباقين، وهناك احتمال أن يكون الشخص طرفياً بإرادته لأسباب معينة.
الظاهرة الخامسة:
الأيدي الخفية: يتم تحديدهم عبر مقياس التأثير غير المباشر، وهم الأشخاص الذين يملكون علاقات نوعية جداً مع مواقع مؤثرة في المنظمة، ولكن لا يبدو عليهم التأثير بشكل مباشر.
ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.