"إنها ذكية جداً، تخاطر وجريئة. لقد حرمت من أراضيها التي أصبحت محاطة بأسوار كهربائية، وأطلقوا النار عليهم. ومع ذلك، فإنها لا تستسلم". هذا ما قالته الباحثة آشوكا رانجيوا، وهي تتحدث لموقع "الجزيرة" الإنكليزية عن عدد كبير من الفيلة تم طردها من أراضيها في سريلانكا، منذ أيام.
ليست هذه الحادثة الأولى، فالفيلة حيوانات مضطهدة في إفريقيا، رغم محاولة مجموعة من الباحثين والجمعيات المهتمة بحقوق الحيوان وقف ذلك.
ومن بين القرارات التي اتخذت في هذا الاتجاه، في مؤتمر دولى كبير للحياة البرية، وقف تجارة العاج في بوتسوانا، وهي البلد الذي يتوفر على أكبر عدد من الفيلة البرية (130 ألف فيل) وفقاً لأحدث الإحصاءات، ما يعطي البلاد نفوذاً هائلاً حول هذه القضية.
وقد تضع هذه الخطوة، حسب مجلة National Geographic، بوتسوانا على خلاف مع نظيراتها فى جنوب إفريقيا التى تواصل دعم مبيعات العاج القانونية. ومن المتوقع أيضاً تعزيز الدفع العالمي لحظر تجارة العاج.
الفيلة حيوانات حساسة، تعبر عن حبها وغضبها مثل البشر، تقول صحيفة Daily Mail البريطانية، لهذا تم تطوير برنامج "أهلاً في لغة الفيلة"، بهدف زيادة وعي الأفراد بوضع الفيلة الإفريقية.
ويقوم مستخدمو هذا البرنامج، حسب الصحيفة البريطانية، بترجمة الحركات والمشاعر، على غرار "مرحباً"، "وأنا تعيس"، وتجسيدها من خلال مقطع قصير يعكس الحركات التي يقوم بها الفيل عند التعبير على مشاعره، فضلاً عن الأصوات التي يحدثها بالتزامن مع ذلك.
ومن المثير للاهتمام أن ترجمة هذه المشاعر تعتمد بالأساس على أصوات الفيلة الحقيقية المسجلة في كينيا. ويتيح هذا البرنامج لمستخدميه نشر مقطع فيديو قصير يخلد هذه التجربة على الشبكات الاجتماعية أو مشاركته مع الأصدقاء.
من ناحية أخرى، تكفلت جمعية David Sheldrick Wildlife Trust، بتطوير هذا البرنامج بالتعاون مع Elephant Voices.
يسمح هذا البرنامج لمُستخدمِيه باستخدام ميكروفون أجهزتهم الإلكترونية لترجمة العبارات إلى لغة الفيلة أو ببساطة كتابة العبارة أو وضع الرموز التعبيرية.
وأجرت الدكتورة جويس بول، الخبيرة في سلوك الفيلة والمؤسسة المشاركة والمديرة المشاركة في Elephant Voices، بدراسة طبيعة الفيلة لأكثر من 40 سنة.
وفي الأثناء، عمدت بول صحبة فريقها باستخدام معدات تسجيل الصوت، إلى التقاط وتسجيل الأصوات التي تصدرها الفيلة.
فعلى سبيل المثال، ترجمة عبارة "أهلاً" في لغة الفيلة، تتجسد من خلال قيام الفيل بالوقوف على قائمتيه الخلفيتين ومن ثم يعود إلى وضعيته الطبيعية مصدراً همهمة طويلة متوسطة العلو. في المقابل، يصدر الفيل همهمة طويلة وقوية للغاية للتعبير عن حزنه.
ويهدف هذا البرنامج إلى زيادة وعي الأفراد بالفيلة وذلك من خلال تحفيز الأشخاص على العطاء في سبيل الحفاظ عليها.
وصرح روبرت براندفورد، المدير التنفيذي لجمعية David Sheldrick Wildlife Trust لـDaily Mail، بأن "الفيلة تشبهنا كثيراً، كما أنها تتسم بالكثير من السلوكيات والخصائص مثل البشر تماماً. فضلاً عن ذاك، تطال أوجه التشابه الجانب اللغوي، إذ يمكننا ترجمة لغة الفيلة".
وأضاف قائلاً: "بمشاركة Elephant Voices، قمنا بترجمة لغة الفيلة. في مرحلة موالية، سيتمكن الأشخاص من الولوج إلى الرابط التالي: helloinelephant.com لتسجيل رسائلهم التي ستتجسد من خلال لغة الفيلة، ومن ثم مشاركتها مع العالم أجمع. من خلال هذه الخطوة، نأمل أن يتبرع الأفراد لصالح قضيتنا، وبذلك، يمكننا إنقاذ أكبر عدد ممكن من الفيلة".
وفقاً لبرنامج "أهلاً في لغة الفيلة"، كان هناك حوالي عشرة مليون فيل إفريقي في أوائل القرن العشرين بيد أن العدد انخفض ليصل إلى أقل من 400 ألف فيل. وبحلول سنة 2050، يُتوقع أن يبقى في العالم، 190 ألف فيل فقط.
ووفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، خلف الصيد غير المشروع بهدف الحصول على العاج واللحوم آثاراً كارثية، إذ انخفضت أعداد الفيلة. وفي حين أن الصيد غير القانوني للحصول على العاج، يعد عاملاً مهماً لتقلص عدد الفيلة في بعض المناطق، ولا سيما في وسط إفريقيا، يتمثل الخطر المحتمل الأكبر في اندثار واكتساح مواطن سكن الفيلة بسبب التوسع السكاني البشري والتحول السريع في تركيبة الأراضي.
وقد خلقت هذه العوامل نزاعاً بين البشر والفيلة، ما يُعزز خطر انقراض هذه الفصيلة.
وسيتم تشارك التبرعات المُقدمة عبر الموقع الإلكتروني بين David Sheldrick Wildlife Trust وElephant Voices.
وفي الأثناء، ستوظف جمعية David Sheldrick Wildlife Trust الأموال المتبرع بها من خلال هذا البرنامج لحماية الفيلة ومكافحة الصيد غير المشروع فضلاً عن المراقبة الجوية والدعم البيطري المتنقل وتأمين مواطن عيشه الفيلة.
ستخصص الأموال لإنقاذ وإعادة تأهيل الفيلة التي تعتمد على الحليب والتي يمكن أن تعود إلى البرية.
أما بالنسبة لجمعية Elephant Voices، فستستثمر التبرعات لمواصلة الأبحاث المتعلقة بالفيلة على المدى الطويل بهدف المحافظة عليها ورعايتها.