تلجأ هوليود كثيراً للروايات وعالم الأدب لتضخ في عروق صناعتها أفلاماً مقتبسة منها، وتتميز تلك الأفلام بكونها ذات حبكات قويَّة فهي معتمدة على رواية متكاملة من الأساس، وكذلك لها محبُّون من قبل حتى البدء بتحويلها لفيلم، وهم قرَّاء الرواية الأصليون.
ولكن في بعض الأحيان يتم تغيير أحداث جوهرية في الروايات عند تقديمها كأفلام لأسباب مختلفة مثل جعل الرواية أكثر قبولاً لدى المشاهدين، أو حتى تكون أسهل أو أكثر تشويقاً في المعالجة السينمائية، واخترنا لكم في هذا التقرير 10 أفلام مختلفة تماماً عن الروايات المقتبسة منها.
1- Breakfast at Tiffany's
فيلم من إنتاج عام 1961 مقتبس من رواية بذات الاسم للكاتب ترومان كابوتي، وهو من بطولة أودري هيبورن وجورج بيبارد، وتدور أحداثه حول المرأة الشابة والجميلة هولي جولايتلي التي تعيش حياةً متناقضة بين قمة الترف وقمة الفقر، ويدخل حياتها جارها الكاتب الذي يقع في حبها.
الاختلاف بين الفيلم والرواية كبير للغاية، حيث في الفيلم تمت إضافة علاقة عاطفية بين هولي وجارها بول، بينما خلت الرواية من هذه العلاقة وجمع بينهما الصداقة فقط، بالإضافة لأن شخصية بول كانت مثليَّة الميول الجنسية.
وقد فاز الفيلم بجائزتي أوسكار هما أفضل أغنية أصلية وأفضل موسيقى، وترشح لثلاث جوائز هي أفضل ممثلة في دور رئيسي "أودري هيبورن" وأفضل نصّ مقتبس، وأفضل ديكور لفيلم ملون.
2- How To Train Your Dragon
فيلم رسوم متحركة من إنتاج 2010 مقتبس من سلسلة روائية لكريسدا كويل، وتدور أحداثه حول مراهق يعيش في عصر الفايكنغ ويجب عليه أن يصبح قاتلاً للتنانين كجزءٍ من التقاليد المتبعة باعتباره ابناً للزعيم.
عندما يوشك على أداء مهمته في قتل تنين ليصبح واحداً من رجال مجتمعه يكتشف أنَّه يفضل أن يكون صديقاً للتنانين بدلاً من قتلها.
وهناك بعض الاختلافات الجوهرية بين الفيلم والرواية، حيث قرَّر صناع الفيلم جعله أكثر تشويقاً بإضافة علاقة عاطفية لبطل الرواية، وكذلك لم يكن في العمل الأصلي حربٌ بين التنانين والفايكنغ ولكنّ مهمَّة القتل كانت فقط لإثبات رجولة المراهقين وإدخالهم في مجتمع الكبار، وكذلك التنين صديق البطل مختلف تماماً في الرواية، حيث كان صغيراً بدون أسنان ولونه أخضر، بينما في الفيلم أصبح كبير الحجم وباللون الأسود.
الفيلم في المركز 163 بقائمة أفضل 250 في تاريخ السينما على موقع imdb وترشح لجائزتي أوسكار هما أفضل فيلم رسوم متحركة وأفضل موسيقى.
3- Jurassic Park
فيلم من إنتاج عام 1993 مقتبس من رواية بذات الاسم للكاتب مايكل كريشتون وأخرجه ستيفن سبيلبرغ واشترت الشركة المنتجة الرواية قبل أن يتمّ نشرها، وتدور أحداثه في متنزه تحدث فيه أزمة كهربية كبيرة تؤدي إلى استنساخ للديناصورات التي كانت يتم دراسة الحمض النووي الخاص بها.
وقام سبيلبرغ بالعديد من التغيرات في مسار الرواية، مثل تغيير جنس واحد من الأطفال المشاركين، وجعل د.غرانت كارهاً للأطفال بدلاً من كونه محباً للأطفال، وكذلك مات عدد من الشخصيات في الرواية ولم يحدث ذلك في الفيلم، ولكن ذلك لم يؤثِّر على كل من نجاح الفيلم أو الرواية.
وهو في المرتبة الـ 193 بقائمة أفضل 250 فيلماً بالتاريخ، وفاز بثلاثة جوائز أوسكار هي أفضل موسيقى، وأفضل مؤثرات صوتية، وأفضل مؤثرات بصرية.
4- World War Z
فيلم رعب وإثارة من إنتاج عام 2013، أحداثه مقتبسة من رواية بذات الاسم لماكس بروكس تم نشرها عام 2006 وحصل براد بيت على حقوق تحويلها لفيلم عام 2007، وتدور أحداثها حول عميل سابق للحكومة يقوم بمغامرة ليحمي بلاده والإنسانية من خطر الزومبيز أو الموتى الأحياء.
الكتاب الأصلي كان يتتبع تاريخ الموتى الأحياء وأسلوب حياتهم أي يحكي قصتهم هم، ولكن في الفيلم تم اختيار شخصية رئيسية واحدة من البشر يقوم بإنقاذ الأرض بحيلةٍ ذكية، وليس بالأسلوب الذي وصفته الرواية تماماً، وحتى طبيعة الزومبيز في الرواية كانت مختلفة عن الفيلم.
5- The Hunchback of Notre Dame
فيلم رسوم متحركة من إنتاج شركة ديزني ومقتبسةٌ أحداثه من رواية فيكتور هوغو أحدب نوتردام، ويُعتبر من أكثر أفلام والت ديزني سوداوية على الرغم من التغييرات الكثيرة التي حدثت في النص من أجل أن يصبح ملائماً للأطفال.
تدور الرواية حول كوزمودو الأحدب الذي يعيش وحيداً في البرج بدون عائلة أو أصدقاء ويقع في حب غجرية حسناء وبعد قتلها يظل صائماً عن الطعام والشراب حتى يموت بجوارها، ولكن في نسخة ديزني أنقذ الأحدب حبيبته من الإعدام وأحبه العامة بسبب ذلك ليخرج من برجه ويتوقف عن الاختباء من الناس.
ترشح الفيلم لجائزة أوسكار واحدة هي أفضل موسيقى أصلية، وقامت بالأداء الصوتي لدور أزميرالدا الغجرية الجميلة ديمي مور، وهو من إنتاج عام 1996.
6- My Fair Lady
فيلم كلاسيكي آخر لأودري هيبورن في هذه القائمة، وهو مقتبس من مسرحية موسيقية باسم بيجامليون لجورج برنارد شو، وتدور أحداثه حول فتاة فقيرة تعمل في بيع الزهور تتعترف على أستاذ في اللغة الإنكليزية وعلم اللهجات يراهن على إنه يستطيع التغيير من لهجتها وطبيعتها وإدخالها للطبقة الراقية ولكن تتعقد الأمور عندما تقع في حبه، وشارك هيبورن البطولة ريك هاريسون.
وهذا الفيلم مثال صريح على التغييرات التي تحدث في القصص والروايات حتى تصبح ملائمة أكثر للسينما لتجتذب الحضور والمشاهدين، فقد تحولت المسرحية التي أراد خلالها شو إنصاف المرأة إلى فيلم رومانسي خفيف، ففي نهاية المسرحية الأصلية عاش البطل العصبي والأناني وحيداً بينما أصبحت دوليتل امرأة مستقلة ذات شخصية قوية وناجحة، واختار صناع الفيلم لهما مصيراً مختلفاً ليعيشا قصة عاطفية تنتهي بالزواج.
فاز الفيلم بـ8 جوائز أوسكار هي أفضل فيلم وأفضل ممثل في دور رئيسي وأفضل مخرج، وأفضل تصوير وأفضل ديكور وأفضل تصميم أزياء، وأفضل صوت وأفضل موسيقى، وترشح لجوائز أفضل ممثل في دور مساعد، وأفضل نصّ مقتبس، وأفضل تحرير.
7- Die Hard
فيلم إثارة من إنتاج 1988 بطولة بروس ويلس، وتدور أحداثه حول ضابط شرطة يقوم بمغامرة لإنقاذ زوجته السابقة ومجموعة من المحتجزين في مبنى تم اختطافهم وهو مقتبس من رواية باسم Nothing Lasts Forever التي نُشرت عام1979.
وقد غيَّر الفيلم نقاطاً هامة في الرواية، حيث بطل الأخيرة كان كهلاً كبيراً في السنّ ويسعى لإنقاذ ابنته المخطوفة وليس زوجته، وقد قام بذلك صناع الفيلم لإضافة بعض الرومانسية على الأحداث، وكذلك تم تغير أسماء الشخصيات.
وهو في المرتبة رقم 119 بقائمة أفضل 250 فيلم في التاريخ، وترشح لأربع جوائز أوسكار هي أفضل صوت، وأفضل تحرير، وأفضل مؤثرات صوتية، وأفضل مؤثرات بصرية.
8- Gulliver's Travels
فيلم كوميديا ومغامرات من إنتاج عام 2010 وهو مقتبسٌ من الجزء الأوَّل لسلسلة روايات بذات الاسم لجوناثان سويفت والتي نُشرت القرن التاسع عشر، ولكن أحداث الفيلم تقع في الحاضر، وتدور أحداثه حول صحفي يذهب في رحلة عمل ليجد نفسه محتجزاً في بلاد الأقزام الصغار.
والتغيير بين الرواية والفيلم كانت في الفكرة الأساسية، حيث أن الفكرة التي أراد التعبير عنها سويفت هو سخطه على الجنس البشري ومعاملتهم القاسية لباقي المخلوقات، بينما ركز الفيلم على حقيقة أن الحجم لا يهم طالما كان القلب كبيراً، هذا بالطبع غير أن بطل الرواية الأصلية كان باحثاً ومستكشفاً ذكياً، بينما بطل الفيلم كان شخصاً فوضوياً مضحكاَ.
9- Men In Black
فيلم خيال علمي ومغامرات تم إنتاج الجزء الأول منه عام 1997 وهو مقتبس من مجموعة مجلات مصورة، وبطولة ويل سميث وتوم لي جونز، وتدور أحداثه حول وكالة حكومية للسيطرة ومحاربة الفضائيين الذين ينتشرون على الأرض ولا يعرف بهم البشر العاديون.
وأيضاً هذا الفيلم مثال صارخ على الاختلافات بين الأفلام والروايات، ففي النسخة السينمائية رجال المنظمة هم الأخيار الذين يسيطرون على المخلوقات الفضائية المؤذية، بينما في القصص المصورة الرجال في الملابس السوداء هم الأشرار الذين يسيطرون على البشر الآخرين والمخلوقات الفضائية، والأخيرة مجرد كائنات تعيش بسلام على الأرض.
فاز الفيلم بأوسكار أفضل ماكياج، وترشح لأوسكار أفضل ديكور وأفضل موسيقى.
10- Fever Pitch
فيلم رومانسي من إنتاج عام 2005 وتدور أحداثه حول شخص محب للبيسبول وفريقه المفضل بوسطن ريد سوكس ما يقف عائقاً في علاقته مع حبيبته، وهو مقتبس عن رواية بذات الاسم تم نشرها عام 1992 وتحولت إلى فيلم بريطاني آخر عام 1997.
الفيلمان المقتبسان من الرواية لم يستطيعا تقديم روح الرواية الأصلية التي كانت مذكرات لكاتبها عن تعلقه الكبير بفريق كرة القدم البريطاني الأرسنال وما هي ردود أفعاله ومشاعره تجاه انتصاراته وهزائمه، بل ركزا على الجانب العاطفي في حياة البطل.