ألمح المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، أمس الثلاثاء 9 أغسطس/آب 2016، إلى أن مؤيدي حيازة السلام في الولايات المتحدة يمكنهم وقف تقدم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون أو القضاة الذين يمكن أن تعينهم في المحكمة العليا.
وأثارت تصريحات ترامب هذه جدلاً جديداً في الحملة بعدما فسّرها عدد من وسائل الإعلام والمراقبون على أنها دعوة إلى استخدام العنف لوقف كلينتون أو القضاة.
ووحدها المحكمة العليا قادرة على تغيير التعديل الدستوري الذي يضمن حق حيازة السلاح. وأحد مقاعد المحكمة شاغر منذ وفاة أحد أعضائها التسعة في منتصف فبراير/شباط. وهي مقسومة بالتساوي حالياً بين 4 تقدميين و4 محافظين.
وقال رجل الأعمال الثري في تجمع انتخابي في ولمينتغتون في ولاية كارولاينا الشمالية (جنوب شرق): "باختصار، كلينتون تريد إلغاء التعديل الثاني" للدستور الذي يضمن حق حيازة الأسلحة.
وأضاف: "إذا كانت لديها إمكانية اختيار قضاتها، فلن تكونوا قادرين على فعل أي شيء"، مشيراً إلى أنه "هناك حل مع التعديل الثاني ربما، لست أدري"، دون أن يضيف أي تفاصيل.
السيناتور الأميركي، كرس ميرفي، كتب على حسابه في موقع توتير للتواصل الاجتماعي يجب عدم التعامل مع مثل هذا التصريح على أنه "زلة لسان" بل على أنه تحريض على الاغتيال، وفقاً لما نشره موقع سكاي نيوز.
وفي مواجهة سيل الانتقادات لهذه التصريحات، لم تتأخر حملة الملياردير عن نشر "بيان لحملة دونالد ترامب حول وسائل الإعلام غير النزيهة"، موضحة أن ترامب يريد أن يقول إن مجموعة المدافعين عن حق حيازة السلاح المتماسكة جداً ستمنع انتخاب كلينتون إذا صوتت لمصلحته.
وكتب جيسون ميلر، كبير مستشاري ترامب للإعلام، أن "هذا يسمى القدرة على التوحيد"، مشيراً إلى أن "مؤيدي التعديل الثاني يتمتعون بحيوية كبيرة ومتحدون جداً مما يمنحهم سلطة سياسية كبيرة".
ولقيت هذه التصريحات على الفور تأييد مجموعة الضغط النافذة لحيازة الأسلحة التي دعت في تغريدة على تويتر إلى التصويت لمصلحة التعديل الثاني وبالتالي لدونالد ترامب.
لكن بيان حملة ترامب لم تقنع معارضيه كما تبين من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما روبي موك، مدير حملة كلينتون، فقد رد بسرعة متهماً ترامب باستخدام "لغة خطيرة". وقال إن "شخصاً يسعى لأن يصبح رئيساً للولايات المتحدة عليه ألا يطلق دعوة إلى العنف بأي شكل".
تراجع شعبيته
وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس ونشرت نتائجه أمس الثلاثاء أن المرشحة الديمقراطية بانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون وسعت تقدمها على غريمها الجمهوري دونالد ترامب إلى أكثر من 7 نقاط مئوية مقارنة مع أقل من 3 نقاط يوم الخميس الماضي.
جاء التحول في وقت يكافح ترامب لإعادة تشكيل حملته بعد سلسلة من المسائل المثيرة للجدل.
ووفقا للاستطلاع الذي أجري بين الرابع والثامن من أغسطس آب وشمل 1152 ناخباً محتملاً فقد أيد 42% من الناخبين المحتملين كلينتون بينما اختار 35% ترامب. وللاستطلاع هامش خطأ نسبته 3 درجات مئوية بالزيادة أو النقصان. وقال آخرون إنهم سيختارون مرشحا آخر أو لن يصوتوا أو لا يعرفون.
وعكست النتيجة تراجعاً في التأييد لترامب أكثر منه زيادة في التأييد لكلينتون. ففي استطلاع الخميس الماضي فضل 42% من الناخبين كلينتون بينما اختار 39% ترامب.
ومن بين الناخبين المسجلين في الفترة نفسها تقدمت كلينتون بواقع 13 نقطة ارتفاعاً من حوالي 5 نقاط مئوية يوم الخميس حسبما أفاد الاستطلاع.
وانتهى الاستطلاع الذي استمر 5 أيام في يوم شهد أحداثا متفاوتة بالنسبة لحملة ترامب. فبعد خلافات الأسبوع الماضي مع زعماء الحزب ووالدي جندي مسلم أمريكي قتل في العراق سعى ترامب لطي الصفحة بخطاب حدد فيه خطته الاقتصادية التي تشمل إعفاءات ضريبية وقواعد أخرى.
لكن في أنباء لم تلق ترحيبا بالتأكيد قال 50 من كبار مسؤولي الأمن القومي الجمهوريين في خطاب نشر أمس الاثنين إن ترامب سيكون "الرئيس الأكثر استهتارا في التاريخ الأمريكي".