خلعت ظلّي عند بوابة المغادرين بلا مصافحة
فانضمَّ حينها إلى فيالق الظلال الشاحبة الكاحتة
سمعت تعابير التأهيل وكدت أشتمُّ رائحة القهوة السورية الساخنة
وتراءى لي ظل هنا وظل هناك يبتسمون لي نكاية
عبر انعكاس مرآة عجوز ماكرة
كيف لا؟ وقد زادها ظلي ظلاً فتياً
يملك الأحلام ذات الخدود المتوردة والخيبات الخافتة
****
ومذ ذاك الوقت وأنا أمشي عارياً
أخالط الناس وأرتاد الأسواق دون ظل يواري عاريا
أقتحم الأزقة المظلمة والشوارع الخاوية
فلا ظل أخاف عليه إن غفلت عنه ثوانيا
ولا ظل أشد على يديه ألا يتعثر فأحميا
ولا ظل يتوه عني ويعود عند الليل باكيا
وحيد أنا مذ خلعت عني ظليّا
*****
فلم يرسل لي رسالة شوقٍ واحدة
ولا سلاماً يسأل فيه عني وعن حاليا
ولا بوست أزرق يستذكر فيه الأيام الخالية
ولا أشعر به يتفقد صفحتي الفيسبوكية
خلسةً دون أن أدريا
****
ولا يزور بيتنا وينام في سريريا
ولا يلقي التحية على الجيران وحيطان الدار نيابةً عنيا
ولا يتسكع في الطرقات ويسلم على فناجين القهوة
التي قبّلت يوماً شفاهيا
ولا يبحث في زوايا الأماكن عن صدى صوتيا
ولا يغازل حبال الغسيل التي مرَّت عليها أصابع أُميا
وكأني لم أكن يوماً ولم يكن ظليّا
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.