وطن ديليفري

المكان ليس هو المشكلة، فأينما أنتم بإمكانكم تحقيق أحلامكم، المكان ليس عائقاً، فإن كنت هنا أو كنت موجوداً عند الشيء الذي تريده لن تحصل عليه إلا إذا اجتهدت لذلك، فالمكان ليس هو العائق، بل إرادتنا؛ لذلك لا نلوم المكان ونعتبره العائق؛ لأن العائق الحقيقي هو عدم وجود العزيمة الحقيقية.

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/03 الساعة 05:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/03 الساعة 05:29 بتوقيت غرينتش

نحن فقدنا حس المسؤولية تجاه أوطاننا، فأصبحنا نبحث عن أوطان جاهزة، أوطان ديليفري، دون تعب أو جهد، نريد وطناً جاهزاً يلبّي كل حاجاتنا دون أن نقوم بواجباتنا تجاه أوطاننا، نريد وطناً مثالياً دون بذل أي نقطة عَرَق شخصية، فأصبحنا نبذل جهداً في البحث عن وطن، ولا نبذل جهداً في بناء أوطاننا.

المكان ليس هو المشكلة، فأينما أنتم بإمكانكم تحقيق أحلامكم، المكان ليس عائقاً، فإن كنت هنا أو كنت موجوداً عند الشيء الذي تريده لن تحصل عليه إلا إذا اجتهدت لذلك، فالمكان ليس هو العائق، بل إرادتنا؛ لذلك لا نلوم المكان ونعتبره العائق؛ لأن العائق الحقيقي هو عدم وجود العزيمة الحقيقية.

إذا كان الشيء الذي تريده ليس متوافراً في المكان الذي أنت موجود فيه، فأحضره إليك، لا تبقَ بمكانك وتلوم المكان، فالمكان لا ذنب له، إذا كنت في مكان لا يلبّي طموحك، فاجعله يلبّيها، المكان لا يتحكم بنا، نحن مَن نتحكم به.

أول ما يخطر في بالنا هو الرحيل لمكان يلبّي طموحاتنا، وهذا خاطئ؛ لأننا لو ملكنا الطموح الحقيقي، لعرفنا أن المكان ليس هو السبب.

المكان سيبقى فارغاً لطالما أنه لا أحد أحضر إليه ما يتمناه الجميع، قد يكون الشيء متوافراً في أماكن أخرى، ولكنه ليس متوافراً في المكان الذي نوجد فيه الآن، وفي هذه الحالة مسؤوليتنا أصبحت مضاعفة، فنحن لسنا فقط نريد هذا الشيء، بل علينا إحضاره لهذا المكان؛ لذلك سيبقى المكان فارغاً لو لم يبادر أحد بملئه.

نحن مسؤولون عن المكان الذي نوجد فيه، فلن يأتي أحد غير أنفسنا ويجعل من مكاننا أفضل مما هو عليه، ففي البلدان المتحضرة والمتقدمة السبب هو جهدهم لجعل أماكنهم جيدة؛ لأنهم عرفوا أنهم مسؤولون عن هذا المكان؛ لذلك تقدموا، ولذلك أصبحت بلادهم متقدمة، فالذنب ذنبنا لانتظارنا أحداً يأتي ويجعل من حياتنا وبلادنا ومكاننا أفضل؛ لذلك سننتظر للأبد.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد