هل هذا فن؟!

ففي ظل الصراع المحتدم بين شركات الإنتاج من أجل تسويق أعمالها أصبح اللجوء لأعمال ومشاهد لا تصح شرعاً؛ لتلفت نظر المشاهد ليبقى متابعاً لها طوال الشهر، والتي يتخللها الكثير من الإعلانات التجارية، فيتحقق هدف المنتج والمخرج والممثل، ويحقق العمل ما يهدف له من عائد مادي، فيقع المنتج والمخرج والممثل في هذه الغفلة الجماعية، مع اختيار مشاهد لا تليق بحرمة الشهر الكريم ولا يحل للمسلم أن يشاهدها، وتجعل المشاهد البسيط يتعلق بالمسلسل، فتصبح هذه المشاهد سبباً أساسياً في نجاح العمل!

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/11 الساعة 03:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/11 الساعة 03:29 بتوقيت غرينتش

يأتي شهر رمضان المبارك وينتهي.. وتنتهي معه عشرات المسلسلات والبرامج، التي شغلت الكثير من أوقات من شاهدها عن الخشوع والحضور مع الله خلال الشهر الفضيل، وكأنه شهر للمسلسلات وليس شهراً للعبادة والصيام!

شهر حولته شركات الإنتاج والقنوات الفضائية العربية من 30 يوماً للصيام إلى 30 حلقة من مسلسلات لا تخلو من مخالفات شرعية لا تصح.. ومشاهد خادشة للحياء، لا يصح أن يشاهدها الصائم أو حتى غير الصائم!

ففي ظل الصراع المحتدم بين شركات الإنتاج من أجل تسويق أعمالها أصبح اللجوء لأعمال ومشاهد لا تصح شرعاً؛ لتلفت نظر المشاهد ليبقى متابعاً لها طوال الشهر، والتي يتخللها الكثير من الإعلانات التجارية، فيتحقق هدف المنتج والمخرج والممثل، ويحقق العمل ما يهدف له من عائد مادي، فيقع المنتج والمخرج والممثل في هذه الغفلة الجماعية، مع اختيار مشاهد لا تليق بحرمة الشهر الكريم ولا يحل للمسلم أن يشاهدها، وتجعل المشاهد البسيط يتعلق بالمسلسل، فتصبح هذه المشاهد سبباً أساسياً في نجاح العمل!

هذا العمل الذي تسبب في غفلة الإنسان عن ربه يطلقون عليه "فناً"!

هذا ما جعلني أستوقف عند كلمة فن.. فهل هذا هو الفن؟! أي فن هذا؟!

الفن عند هذا المنتج عبارة عن: شاب بلطجي.. وامرأة متفلتة.. وشجار وقتال، مستغلاً فراغ الشباب وحاجته، فيتحقق بذلك هدف المنتج التجاري للعمل ويحقق أعلى الأرباح!

بغض النظر إن كان هذا العمل هادفاً أم لا! المهم أن تزداد نسبة المشاهدة وتزيد الإعلانات فتزيد الأرباح!!

فهذا المنتج لم يضع في حسبانه أن هذا البلطجي الذي قدمه في عمله أصبح لدى كثير من الشباب، مع الأسف، قدوة!! في زمن افتقد فيه كثير من الشباب للقدوة الحسنة!

وأن ما قام به هذا البلطجي في عمله "بشكل تمثيلي" من قتل وشجار وبلطجة قد يحصل بالفعل على أرض الواقع.. ويقلد الشباب هذا الممثل في المشهد الفلاني الذي قتل فيه فلاناً أو اعتدى فيه على آخر!!

يعتقدون بهذا أنهم ينقلون الواقع للمشاهد؛ ليتغير … ولو أنفقوا هذه الأموال التي أنتجوا بها هذه المسلسلات على الواقع لغيرتـه!!

وبهذا يكون هذا المنتج وهذا الممثل قد اشترك بنجاح في تدمير المجتمع الذي يعيش فيه! وهو لا يبالي.. تحت مسمى فن!!

فهل هذا هو الفن؟!!

الفن هو وسيلة ولغة لإيصال الرسالة بشكل إبداعي، لكن: "في حدود الحلال والحرام"، فهل طبقا لهذا التعريف ما يعرض يعتبر فناً؟!

هل يعلم هذا الممثل والمنتج والمخرج أنهم اشتركوا بعملهم المليء بالمخالفات الشرعية في معصية (معلنة)؟! فهم أثروا بأعمالهم في كل من شاهدها.. إن خيرا فخير .. وإن شرا فشر، وهذا طوال فترة عرض عملهم !

فقد يكون حسنة جارية، أو سيئة جارية!! تخيل.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ".

فأنصح كل من له أعمال مسجلة أو يمكن أن تعرض فى المستقبل أن ينتقي العمل جيدا.. فهو مسؤول أمام الله تعالى عما يقدم؛ لأنه من الممكن أن يكون حسنة جارية أو سيئة جارية!!

يشترك فى هذا "كل من يشارك في صناعة العمل" ليس من يظهر به فقط، ستسأل عن موهبتك.. هل شكرت ربنا عليها واستخدمتها فى الخير؟!

استغل موهبتك صح.. استخدم موهبتك فى خدمة الإسلام.. في أعمال فنية هادفة، اجعل لك بصمة فنية فى الفن الهادف.. وليس الهادم للقيم والأخلاق!!

ممكن تقدم فنا مؤثرا يحمل رسالة هادفة، ويكون سببا فى إصلاح المجتمع وهداية الناس وكسبك للحسنات ورفعة درجتك عند الله طوال سنوات عرضه.

قد يكون لوحة خط عربي جميلة أو صورة وعليها آية قرآنية بشكل مبدع او فيديو مبتكر مثلا.. ويوصل الرسالة أفضل من آلاف الكلمات بشكل جميل وشيق.

قد يكون نشيدا أو بيتا، ويختصر الكثير من الجمل والكلمات!

فلا تضيع أجيالاً وتهدم أمماً ومجتمعات تحت مسمى "فن"!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد