إشكالية متكررة يمكن رصدها في بحث الفتيات عن مساعدة؛ الثقة في غير موضعها، وعدم التحرز والاحتياط عند طلب المساعدة.. والتعامل مع الأشخاص بنظرة التقديس، وكأنهم منزوعون من دسومة شهواتهم، ربما يظن أنهم مخلوقات نورانية قادمة من مجرات أخرى!
فتاة تذهب لمختص كي يرشدها ويساعدها ويقدم لها النصائح فتقع في حبّه، فتاة مراهقة استغلها ممرض جنسياً حينما ذهبت لعيادة طبية تطلب استشارة حول مشكلة العادة السرية، وأخرى حاول الطبيب اغتصابها أثناء فحص كان يقوم به، وفتاة رابعة تصارح شيخاً ومسؤولاً تنظيمياً في جماعة ما عن مشاكلها الخاصة فتقع في علاقة معه، وخامسة مع مختص اجتماعي أو نفسي، والأمثلة أكثر من أن تعدّ أو تحصى.
من الطبيعي أن تحتاج أي فتاة إلى استشارة من وقت لآخر، ولكن ما العمل؟ هذه بعض المقترحات لتلافي الوقوع في هذا النوع من الأزمات المعقدة، ودعوني أكُن صريحاً معكم، رغم درايتي بأن هذه الصراحة مؤذية، وربما تكون صادمة لكل حالمة..
في البداية، عزيزتي الفتاة حينما تعانين من مشكلة ذات طابع عاطفي فابحثي عن فتاة مثلك تخبرينها وتصارحينها بتفاصيل حالتك.
أعلم أنك تفضلين رجلاً في الغالب بشكل غامض ربما يكون غير مدرك من قبلك، ولكن قد تدفعك نفسك للبحث عن رجل كنوع من التعويض عن الفقد العاطفي الذي تعانين منه، أنت في هذه الحالة ضعيفة ويمكن أن تتعلقي مباشرة بهذا الرجل الذي يساعدك.
أما في الحالات ذات الطابع الجنسي، فعليكِ أن تفكري مليّاً وعميقاً ودقيقاً قبل الإقدام والحديث مع رجل، والسبب أنك تكونين قد دخلت في حقل ألغام حقيقي، فالحاجات الجنسية لدى الرجال (كائناً مَن كانوا، ومهما بلغت درجة ورعهم وتقواهم) حاجات أساسية ومتفجرة، ودافعهم الجنسي قوي وضاغط، والشيطان أو نفسهم الأمّارة بالسوء تخبرهم في سريرتهم أنك فرصة وفريسة سهلة يمكن اقتناصها!
في داخل كل رجل ذئب يسمى الشهوة الجنسية، يستطيع الكثيرون ضبطه وتقييده، ولكن هذا الذئب الجامح يقوى حينما يستشعر وجود فريسة في نطاق سطوته.
وأزيد، حينما تلاحظين أن هذا الشخص تصدر منه تصرفات مريبة فعليك أن تقدمي سوء النية على الحسن منها.
إذاً الخلاصة ابحثي عن فتاة أو امرأة للمساعدة، ربما تقول إحداهن وماذا لو لم يكن هذا متوفراً؟ أي لم أجد امرأة يمكن أن تساعد؟ واضطررت للحديث مع رجل؟
في هذه الحالة ابحثي عن ضمانات؛ ضمانات مثل: وجود فتاة أخرى أو امرأة ترافقك وقت الحصول على الاستشارات، وابتعدي عن الخلوة الحقيقية أو الخلوة الافتراضية كما يحصل في مواقع التواصل الاجتماعي، أو اجعلي حسابك متاحاً لوالدتك أو أختك، أو فتاة تثقين بها وبأخلاقها، وأعلِمي السيد الخبير بذلك وأعني هنا (الطبيب، المختص، الشيخ، المسؤول..)، عليه أن يدرك أن أحداً ما يمكن أن يقرأ ما يكتبه ويتابع ما يفعله، هذه مساعدة له قبل أن تكون لكِ.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.