الإصرار على النجاح طريقي

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/14 الساعة 07:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/14 الساعة 07:29 بتوقيت غرينتش

"يمكن خير".. عبارة أبعدت الحزن، وأغلقت منافذ الألم، كلي ثقة بالله تعالى وبمشيئته وحُكمه.

نعم، كانت إحدى أحلامي وطموحي، ونعم كنت أُريدها وبشدة، وتَحديتُ نفسي والآخرين، كان هذا التحدي أكبر تحدٍّ أواجهه، ليس معنوياً بقدر ما كان نفسياً، تعبتُ كثيراً لأجله، سعيتُ كثيراً لأجلهِ، وأهملت الكثير أيضاً لأجله، كان هذا الحلم جزء لا يتجزأ من أحاديثي التي لطالما مل منها البعض؛ ولكن كان هذا الحلم هو حبيبي الذي أستمتع دائماً بالحديث عنه والتغزل به أحياناً، كان هذا الهدف هو أكبر أهدافي والذي لطالما قمتُ بتأجيل بعض أهدافي في تلك الفترة لكي يتفرد عقلي بالتفكير به والسعي بأكبر جهد لأجله.

ولكن مشيئة الله تعالى وقدره لم يختر لي هذا الطريق، ولم يختر لي هذا المسار، ولم يتم قبولي بتلك المدرسة التي تخيلتُ نفسي فيها دائماً، تخيلتُ نفسي وأنا أرتدي الزيّ الرسميّ لها، وتخيلتُ نفسي وأنا أتعلم فيها وأكتسب الخبرات والمهارات من معلميها، ولكن إرادة الله أكبر من كل شيء، نعم حزنتُ كثيراً لعدم قبولي بها وبكيتُ كثيراً.. ومهما بلغتِ درجات من القوة، تمرين بلحظات تشعرين بها بالضعف ولو كان قليلاً، ولكن كنتُ دائماً أؤمن أن لحظة الحزن ستأتي بعدها لحظات من الفرح، ولحظة الضعف ستصفعُك على وجهك لتصبحين أقوى وأقوى، والباب الذي يُقفل في وجهك سيفتح لك أبواباً وآفاقاً كثيرة أنتِ لا تعلمينها، ولكن مؤكد سيأتي يوم وتعلمين أن لحظة الحزن كان لا بد منها لتعيشي لحظات الفرح بلذة وسعادة مختلفة، وأن لحظة الضعف كان لا بد منها لتصبحي أقوى وأقوى، وأن الباب الذي قُفلَ في وجهك كان أفضل لك من فتحه..

مؤمنة جداً بما أقوله، ومؤمنة جداً بقضاء الله تعالى وقدره، أؤمن جيداً بقول الله تعالى: (لاَ تَدرِي لَعَلَّ اْللَّهَ يُحدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمراً).

عدم قبولي في "كينغز أكاديمي" كان خيراً لي، ربما سأعلم الخير الذي كان مخبأً لي، وربما علمتُ بعضه ولكن يبقى هناك شيء أكبر خبأه الله لي في مكان ما، ووقت مناسب بعيداً عن "كينغز"، و"كينغز أكاديمي" كان جزء من طموحي وأحلامي وأهدافي، وطريق من بين آلاف الطرق التي سأعبر بعضها لأصل لما أريد وإلى غايتي، لم تكن ولن تكون أسمى أحلامي وأعلاها.

عدم قبولي في "كينغز أكاديمي" لم يكن النهاية ولن يصبح أبداً، فما زِلتُ في بداية عمري وبداية طريقي، وما زال هناك العديد والكثير من الطموح والأحلام والأهداف في حياتي وأُريد تحقيقها، وما زال لدي الكثير من الأهداف لهذه السنة وأريد تحقيقها، وأحلامي وطموحي ستصبح أكبر وأعلى مما كانت عليه. لم ولن أيأس.

سأكون دائماً كما كنتُ متفائلة رغم كل شيء، ورغم كل الظروف، ومع كل عقبة من عقبات حياتي وصدمة سأصبح أقوى وأقوى.
قال الله تعالى: (وعَسـَى أَن تَكْـرَهُوا شَيْئاً وهُو خَيـرٌ لكُم وَعَسـَى أَن تُحـِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَـرٌّ لَّكُمْ وَاللّه يَعلمُ وأَنتُمْ لَا تَعلَمُونَ).

تبين لنا هذه الآية أن ما يكتبه الله خيرٌ مما نحبه وأعظم مما نطلب وألطف مما نشاء، وما يكتبه الله لنا يختزل فيه الرحمة والحكمة، وما لا تحيط به علماً.
الحمدلله على كل شيء حتى يبلغ الحمد منتهاه <3 <3 🙂

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد