يعشق البشر السرعة ويخاطرون من أجلها كثيراً، لكن هل يجد العلماء يوماً متطوعين على استعداد للسفر بأقصى سرعة معروفة حالياً "أي سرعة الضوء"، السرعة المفضلة لمؤلفي ومخرجي أفلام الخيال العلمي.
يبدو أن الأمر سيكون صعباً أو حتى مستحيلاً، لأنه حسب النظرية النسبية التي وضعها العالم الشهير ألبرت أينشتاين فإن الحركة الفيزيائية للكون تقوم على افتراض أن الكون لا يمكن له تجاوز سرعة الضوء، وبالنظر إلى جسم الإنسان فإنه لن يستطيع البقاء على قيد الحياة بمثل هذه السرعات الهائلة، حسب تقرير لموقع Focus.it الإيطالي.
وحتى لو تجاهلنا النظرية النسبية، فإذا أردنا الانتقال بسرعة الضوء البالغة 299،792،458 متراً في الثانية الواحدة، فببساطة لن نرى أي شيء، ولن نرى سوى "الظلام الدامس".
في سلسلة أعمال Star Trek للخيال العلمي، سافر كل من الكابتن كيرك والقائد سبوك تحت رعاية إحدى الشركات الوهمية في تجربة تدعى "سرعة الاعوجاج" (هي سرعة تفوق سرعة الضوء) لوحظ فيها شدة الاندفاع من خلال جانبي زجاج سفينة الفضاء غير القابل للكسر، إثر الآلاف من النجوم.
لكن لو حدث ذلك في الواقع لما شاهدوا شيئًا.
وعند التحرك ب 10٪ فقط من سرعة الضوء تبدأ في إدراك الألوان بشكل مختلف، بسبب تأثير يدعى دوبلر، فتخترق تلك النسبة الطيف الأصفر حتى البنفسجي، لتصل إلى الأسود تدريجياً، حتى يسيطر تماماً فتصبح عتمة كاحلة.
ماذا إذا حملت سيارتك مصابيح وهي تسير بسرعة الضوء؟
يقول الموقع الإيطالي "دعونا نفترض افتراضاً خطيراً، إذا تحركت سيارة في نفس سرعة الضوء"، ويردف الموقع مازحاً "ولتكن مثلاً فيات باندا، حتى نجعل المثال أكثر واقعية (سيارة إيطالية شعبية صغيرة)، ماذا يمكن أن يحدث إذا تم تشغيل المصابيح الأمامية؟".
في هذه المرة أيضاً لن ترى أي شيء، لأن الضوء المنبعث من المصابيح الأمامية يسير في نفس سرعة السيارة، لذلك لا يضيء أي شيء (أي أن الضوء لن يستطيع أن يسبق السيارة لأنها تسير بسرعته).