رسالتان متضاربتان صدرتا عن الحكومة البريطانية، الأربعاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، حيال مصر، ففيما تصدت حكومة ديفيد كاميرون لسيل من الانتقادات واستضافت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مقدمة دعماً سياسياً هائلاً له، فإن وزارة النقل في حكومته وجهت للحكومة المصرية ضربة اقتصادية مؤثرة بقرارها تعليق رحلاتها إلى مطار شرم الشيخ؛ لتشككها في أسباب سقوط الطائرة الروسية غير مستبعدة لسيناريو "القنبلة".
وزير النقل في حكومة كاميرون باتريك ماكلوغلين قال: "ليس بإمكاننا بعد أن نقول بشكل حاسم لماذا تحطمت الطائرة الروسية. ولكن على ضوء المعلومات الجديدة لدينا مخاوف من أن يكون سقوط الطائرة سببه عبوة ناسفة. بالتالي فقد قررنا في إجراء احترازي تعليق الرحلات بين شرم الشيخ وبريطانيا".
وأضاف "كما قررت الحكومة تأخير الطائرات التي من المتوقع أن تقلع من شرم الشيخ، الأربعاء، للسماح لفريق خبراء الطيران البريطانيين المتوجهين إلى شرم الشيخ بأن يجروا تقييماتهم بشأن التدابير الأمنية المطبقة في المطار".
انتقادات للزيارة
وجاء هذا القرار في وقت حل فيه السيسي ضيفاً على بريطانيا في زيارة تستمر 3 أيام وتثير عواصف من الغضب في بريطانيا مع اتهامات لحكومة كاميرون بدعم النظام المصري سياسيا الذي تتهمة بعض المنظمات الحقوقية الدولية بقمع المعارضة.
وبجانب انتقادات المنظمات الحقوقية للزيارة قال زعيم الحزب المعارض الرئيسي في بريطانيا جيرمي كوربن إن الزيارة تظهر "ازدراء حقوق الإنسان والحقوق الديمقراطية"، وطالب نشطاء كاميرون بالضغط على السيسي بشأن حقوق الإنسان.
وقالت متحدثة باسم كاميرون: "ما من قضية ستستبعد من النقاش" حين يلتقي السيسي مع كاميرون. لكن جيريمي كوربين قال إن مجرد الترحيب بالسيسي "يثير السخرية من ادعاءات الحكومة أنها تنشر السلام والعدل في المنطقة."
ومن المقرر تنظيم احتجاج ضد زيارة السيسي في وقت لاحق اليوم أمام مقر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. ووقع أكثر من 50 عضوا في البرلمان البريطاني التماسا لإلغاء الزيارة.
ومنذ أكثر من عامين تعرض الإسلاميون في مصر لأقسى حملة شهدتها البلاد في تاريخها الحديث تلت انقلاب الجيش على الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان في منتصف 2013 .