ستناقش المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في أبوظبي قمة مجموعة العشرين المقبلة، وستحثُّ القادة على بذل المزيد لاستقبال اللاجئين. لكنَّ أحد المسؤولين الإماراتيين حذَّر قائلاً إنَّ على ألمانيا أن تكون حذرة من المخاطر الأمنية المحتملة داخلياً.
ووصلت ميركل إلى الإمارات، الإثنين الأول من مايو/أيار، لعقد محادثات مع المسؤولين قبل قمة العشرين التي تستضيفها مدينة هامبورغ الألمانية، والمُقرَّر عقدها في يوليو/تموز المقبل، وفقاً لما جاء في تقريرٍ لموقع دويتشه فيله الألماني.
واستقبل ولي العهد، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ميركل في أبوظبي، ومن المُقرَّر أن يناقش الطرفان موضوعات مهمة تشمل تمكين المرأة والتغير المناخي.
ويصحب ميركل في زيارتها وفدٌ من كبار رجال الأعمال الألمان الذين يسعون لتعزيز الروابط مع منطقة الخليج. وتعد الإمارات أهم حليفٍ تجاري لألمانيا في منطقة الخليج، تليها المملكة العربية السعودية.
وتعمل أكثر من 900 شركة ألمانية في الإمارات، التي تتكوَّن من اتحادٍ فيدرالي قوامه 7 إمارات. وتوجد 600 من هذه الشركات في أبوظبي. وقد وصل الفائض التجاري الألماني في الإمارات، العام الماضي 2016، إلى 13.6 مليار يورو.
الإمارات تحذِّر من الدعاة المتشدِّدين في ألمانيا
ومع أنَّ التركيز الأساسي لهذه الاجتماعات مُنصبٌ على التحضير لقمة العشرين المقبلة، فقد حثَّت ميركل أيضاً زعماء منطقة الخليج لاستيعاب المزيد من اللاجئين وتوفير المساعدة الإنسانية لأولئك الفارين من النزاعات في الشرق الأوسط.
وقال مسؤولون ألمان رفيعو المستوى، دون الكشف عن هوياتهم قبل هذه الزيارة التي ستمتد ليومين، إن برلين تعتقد أن دول الخليج بإمكانها استقبال المزيد من اللاجئين وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية عما قدموه حتى الآن، بحسب ما ذكرت صحيفة "دير تليغراف".
وقال السفير الإماراتي في برلين، علي عبدالله الأحمد، لوكالة أخبار DPA قبل زيارة ميركل، إنَّ الإمارات مهتمة بالعمل مع ألمانيا لمساعدة اللاجئين ومحاربة الفقر.
لكنه مع ذلك حذَّر من أنَّ ألمانيا ينبغي لها أن تظل حذرة من الدعاة الإسلاميين المتشدِّدين في المساجد.
وقال الأحمد: "من الأهمية بمكان أن نكون واعين بنوع الرسالة التي يقدمها الدعاة للمهاجرين في مساجد أوروبا".
وقال إنه على الرغم من أنَّ قرار ميركل باستقبال مئات آلاف اللاجئين من دول ذات أغلبية مسلمة كان بادرة إنسانية، لكنها لا تخلو من المخاطر.
وعند سؤال الأحمد عن دعوات سياسيين ألمان للإمارات أن تستقبل المزيد من اللاجئين، قال إنَّ بلاده قد موّلت معسكراً للاجئين في الأردن، وإنها تساعد اليونان على بناء معسكر خاص بها. وقال أيضاً إنَّ بلاده ملتزمة بقبول 15 ألف لاجئ سوري خلال السنوات الثلاثة القادمة.
وكانت ألمانيا قد استقبلت أكثر من مليون طالب لجوء منذ عام 2015، الكثير منهم سوريون وعراقيون وأفغان.
محادثات سعودية بنَّاءة
وكانت ميركل قد عقدت محادثات مع الملك سلمان وقادة آخرين، خلال زيارتها إلى السعودية يوم الأحد، 30 أبريل/نيسان، التي تعد الزيارة الأولى لها منذ 7 سنوات. وشدَّدَت ميركل في هذه المحادثات على حقوق المرأة والحرب في اليمن.
وقالت ميركل أيضاً للمسؤولين السعوديين إنَّ أوروبا لا تزال مهتمة بعقد اتفاقيات تجارة حرة مع دول الخليج. وقالت وكالة الأخبار السعودية الرسمية إنَّ الطرفان قد وقعا عدداً من مذكرات التفاهم لتعميق التعاون في مجالات التكنولوجيا، والطاقة، والتجارة.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاثنين، إنها تأمل أن يتمكن الاتحاد الأوروبى ودول مجلس التعاون الخليجي الست في النهاية من إتمام اتفاق للتجارة الحرة، وفقاً لما ذكرت صحيفة اليوم السابع المصرية، وإنها ستناقش الموضوع مع ولي عهد أبوظبي.
وبحسب وكالة ABC فإنَّ ميركل، خلال زيارتها للخليج، قد حضت قادة المنطقة على فعل المزيد لاستقبال المزيد من اللاجئين وتوفير الإغاثة الإنسانية لأولئك الفارين من النزاعات في البلدان ذات الأغلبية المسلمة. وكانت ألمانيا قد وفرت ملاذاً لمئات الآلاف من اللاجئين من سوريا، والعراق، وأفغانستان في السنوات الأخيرة.