قدمت قطر للوسيط الكويتي الإثنين 3 يوليو/تموز 2017، ردها الرسمي على مطالب الدول المحاصرة لها لإعادة العلاقات معها بعدما قررت هذه الدول تمديد المهلة الممنوحة للإمارة الخليجية ليومين إضافيين بناء على طلب الكويت، محذرة من أن البديل عن الحل "عسير" على كل أطراف الأزمة.
وجاء تسليم الرد خلال زيارة لوزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى الكويت التقى خلالها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي يتوسط منذ أسابيع لإنهاء الأزمة الدبلوماسية المتفاقمة.
ومع انتهاء المهلة السابقة مساء الأحد والتي حددتها السعودية وحليفاتها، أعلنت قطر أنها ستقدم ردها على المطالب وعددها 13 في رسالة خطية يسلمها الوزير إلى أمير الكويت.
وطلبت الكويت إثر ذلك من السعودية والإمارات والبحرين ومصر تمديد المهلة 48 ساعة. وفي وقت لاحق أعلنت الدول الأربع في بيان مشترك موافقتها، مؤكدة أنها ستدرس رد الحكومة القطرية و"تقيم تجاوبها مع قائمة المطالب كاملة".
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 5 حزيران/يونيو علاقاتها بقطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية متهمة الدوحة بدعم مجموعات "إرهابية" وآخذة عليها التقارب مع إيران.
لكن الدوحة التي تضم أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط، نفت الاتهامات بدعم الإرهاب والتي صدرت بعد نحو أسبوعين من نشر تصريحات "مفبركة" لأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جرى بثها على موقع وكالة الأنباء الرسمية "قنا" بعد اختراقها.
المطالب
وتشمل المطالب التي قُدّمت رسمياً إلى الدوحة في 22 حزيران/يونيو، إغلاق قناة "الجزيرة" وخفض العلاقات مع طهران، الخصم اللدود للرياض في الشرق الأوسط، وإغلاق قاعدة تركية في الإمارة.
وأتى تمديد المهلة بعدما رفضت قطر ضمنيّاً مطالبَ جاراتها لإعادة العلاقات معها قبل ساعات قليلة من انتهاء مدة العشرة أيام التي حددت لها للرد على هذه المطالب.
وقال وزير خارجية قطر في روما السبت إن "المطالب تخالف القانون الدولي ولا تستهدف مكافحة الإرهاب بل تتعلق بتقويض سيادتنا وتمثل خرقاً لسيادة دولة قطر وضرباً لحرية الصحافة والإعلام وتفرض حالة من المنع ضدّ دولة قطر"، معتبراً أن "الدول التي قدّمتها ليست لديها رغبة في تنفيذها".
– تواصل أميركي خليجي –
في واشنطن، شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "ضرورة وقف تمويل الإرهاب وتقويض الإيديولوجيات المتطرفة" في اتصالات هاتفية أجراها مع قادة السعودية ودولة الإمارات وقطر بحسب ما ورد في بيان للبيت الأبيض.
وأعرب ترامب في اتصالات هاتفية مع كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد آل نهيان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن "قلقه حيال الأزمة بين قطر وبعض جيرانها الخليجيين والعرب".
كذلك شدد الرئيس الأميركي الذي سبق وأن اتهم قطر بدعم وتمويل الإرهاب على أهمية "الوحدة" في المنطقة من أجل تحقيق أهداف القمة الإسلامية الأميركية التي استضافتها الرياض في أيار/مايو، ولا سيما "القضاء على الإرهاب وإرساء الاستقرار".
من جهته يبدأ وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل الإثنين جولة في عدد من دول الخليج. وقبيل بدء جولته دعا الوزير جميع أطراف الأزمة إلى "حوار جاد".
ومنذ سنوات تعتمد قطر على الدبلوماسية والإعلام والرياضة لترسيخ موقع لها في المنطقة والعالم، الأمر الذي يثير حفيظة جاراتها، خصوصاً السعودية التي تخوض منذ عقود مع إيران معركة نفوذ في الشرق الأوسط.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش في تغريدة إن تمديد مهلة الرد الممنوحة لقطر "فرصة للمراجعة وحسن التدبير عند الشقيق"، داعياً القيادة القطرية إلى اعتماد "الحكمة".
وحذر من أن "البديل عسير علينا جميعاً".