"بعدما طالبنا بتدريس لغة أجدادنا الأمازيغ، فوجئنا بنشرة أخبار، أقل ما نقول عنها إنها دعوة للانحطاط الفكري".
بهذه العبارة عبّرت المحامية "لويزة ح"، التي تسكن ولاية بجاية وتبعد 250 كم عن العاصمة الجزائرية، عن رأيها في نشرة الأخبار باللهجة العامية التي بدأ بثها منذ 3 أيام على إحدى القنوات الخاصة.
وليست المحامية لويزة، التي تنحدر من ولاية ما زال سكانها يحافظون على التحدث ببعض اللغة الأمازيغية الممزوجة بكلمات فرنسية، في حين يجهل أغلبهم -كما يجهل باقي أمازيغ الجزائر- الحروف الأصلية للغة الأمازيغية، التي تُعرف بـ"تيفيناغ"، وحدها مَنْ عبّرت عن استهجانها لفكرة نشرة أخبار بالعامية؛ بل هناك الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين رفضوا الفكرة.
وهناك من انتقد ما حدث واعتبره انحطاطاً فكرياً، معتبراً أن من الواجب على المواطن البسيط غير المثقف أن يلتحق بنخبة المثقفين وليس العكس.
كما سخر البعض من الفكرة؛ لأنها تعجِّل برحيل اللغة العربية الفصحى، في حين انتقدها الكثيرون؛ لأنها نشرة تقدَّم باللهجة العاصمية، في حين أن كل منطقة بالجزائر لها لهجتها؛ ومن ثم يعتبر هذا تمييزاً.
وإذا كانت لويزة التي قد أبدت استياءها من العامية في نشرة أخبار رسمية، وأنها من المفروض -حسب رأيها- أن تقدَّم فقط باللغة العربية الفصحى أو الأمازيغية اللتين تعتبران اللغتين الرسميتين في الجزائر حسب الدستور.
واعتبرت هذه الخطوة تشويشاً على مطلب تعميم تدريس الأمازيغية في المدارس- فإن هناك من يوافق المدير العام للقناة، باعتبار أن الفكرة هدفها التقرب من المشاهدين الجزائريين، سواء داخل الجزائر أو خارجها.
وبيْن منتقدٍ للفكرة باعتبارها تمييزاً للهجة منطقة على حساب مناطق أخرى، وآخر يعتبرها تعجيلاً باندثار اللغة العربية، يبقى رأي المُطالبين بتعميم الأمازيغية أنها أحد أساليب النظام لإلهاء الشعب عن المطالب الشرعية، ومن بينها تعميم الأمازيغية لغة الأجداد، حسب المحامية لويزة.
فهل ستتفوق نشرة الأخبار باللهجة العامية العاصمية، اللهجة التي تحتوي على مزيج من الفرنسية والعربية الركيكة وبعض الأمازيغية، رغم الانتقادات الموجهة لها، ويتم تعميمها مستقبلاً في باقي القنوات التلفزيونية الجزائرية؟