عربي بوست – ترجمة
وصف دونالد ترامب المكسيكيين بالقتلة والمغتصبين. وصف دونالد ترامب النساء "بالبدينات" و"القبيحات"، ولمَّح إلى أن مزاج ميغان كيلي تعكر؛ لأنها كانت في فترة الحيض. أهان دونالد ترامب والدي الجندي الأميركي المسلم الحاصل على النجمة البرونزية الذي قضى نحبه في الحرب.
سخر دونالد ترامب من مراسل ذي إعاقة خلقية من خلال تقليد مظهر أطرافه المعوجة، كذب دونالد ترامب مراراً وذكر إحصاءات غير دقيقة بالمرة، قذف دونالد ترامب بلا خجل اللاجئين الصوماليين والسوريين، وقال إنه سيمنع المسلمين من الهجرة إلى أميركا، لم يكن لدى دونالد ترامب أي خطة، سواء في مجال السياسة الخارجية أو الاقتصاد أو تغير المناخ. في الواقع، لا يعتقد دونالد ترامب أن تغير المناخ هو مشكلة على الإطلاق.
دونالد ترامب سيكون الرئيس المنتخب الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية.
سيكون هناك الكثير من النقاش حول كيفية حدوث هذا، وستظهر نظريات عميقة جداً وثاقبة عن أسباب وصول ترامب للسلطة، كما ستحدث التواءات فكرية كثيرة لإضفاء نوع من الهيبة وقدر من الاحترام على هذه المصيبة.
لا تصدقوا أياً منها، فهذه كارثة سياسية وأخلاقية تامة، لا تصدقوا أياً من الهراء حول كيف أن "مظالم المهمشين من الطبقة العاملة أدت إلى الرغبة في انتخاب شخص من خارجها؛ ليفتح صفحة جديدة".
لأن هذا ليس نتيجة "تجاهل الناخبين البيض من الطبقة العاملة"، فهؤلاء لم يهمشوا أو يهملوا أكثر من أي أقلية أميركية أخرى، هذا ليس رد فعل على الفساد أو الظلم الاقتصادي، إن انتخاب الملياردير، الذي ازدهرت أعماله نتيجة جميع الامتيازات والإعفاءات الضريبية التي تحافظ على الوضع القائم، ليس حرباً على الفساد والظلم، ليس هذا من نتائج المغامرات العسكرية، لقد بدأت كل الحروب تقريباً في السنوات الخمس عشرة الماضية بموافقة شعبية.
هذا هو انتصار الغوغائية، هذه هي النتيجة المنطقية لنشر الخوف والتضليل عبر وسائل الإعلام لمدة 15 عاماً، هذا تتويج لأجندة الحزب الجمهوري الذي يروج للمخاوف والتعصب من قبل ترامب بزمن طويل، ما حدث ليس إرضاء للرغبة في التغيير، بل هو سيطرة لشيطان الكراهية.
الخوف والكراهية وأحلام المجد، على ما يبدو هذا هو المطلوب لإشعال حماس نصف الشعب الأميركي، واختيار قلة من المجموعات الخارجية وتعريفهم على أنهم يمثلون خطراً واضحاً، واستثارة الماضي الأسطوري من الغنى والمجد والنقاء الأخلاقي، والكذب على الفقراء، ووعدهم بأنه سيكون لديهم الكثير من فرص العمل والازدهار كما لم يحدث من قبل، هذا ما فعله ترامب، وهذا فقط ما كان يحتاجه.
درس آخر من التاريخ وعلم النفس البشري سيرفض العالم أن يتعلم منه، الجماهير لن تكون عقلانية أبداً، فنحن نسير وفقاً للمشاعر والعاطفة، والغريزة، والاندفاع؛ لكي يتم لفت انتباهنا وكذلك التأثير على إرادتنا، يجب استحضار العاطفة.
دائماً ما يبقى الثعبان ملتفاً بصبرٍ تحت التمويه القشري، فهو لا يحتاج سوى "فوكس نيوز" و"ترامب" ليُعمِل أنيابه ويطلق السم.
المهمة واضحة: يجب على التقدميين أن يمضوا السنوات الأربع القادمة في توحيد جهودهم وتطوير القيادة السياسية، ويجب على الأقليات الكفاح معاً وإدراك أن الدفاع عن أنفسهم ضد التمييز لم يعد خياراً، بل هو ضرورة؛ فإن محاربة التعصب لن تنجح سوى بالاتحاد.
لقد نجت هذه الأمة من مخاطر كثيرة، وسوف تنجو من ترامب، غير المهذب، المصاب بجنون العظمة.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست"؛ للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.