يقول الآباء والأمهات إن التعرّض لفترات طويلة لأحد منتجات التنظيف يستخدم عادة لصناعة طين "السلايم" الخاص بالأطفال منزلياً، يمكن أن يسبب حروقاً، على الرغم من أن إحدى الجهات في الولايات المتحدة تقول إنها آمنة عموماً.
أثارت صيحة عالمية بُثَّت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لصُنع الطين اللزِج بعضَ المخاوف المتعلقة بالسلامة بشأن استخدام منتج تنظيف بوراكس.
يشتمل منتج بوراكس، وهو معروف أيضاً باسم بورات الصوديوم، على مجموعة من الاستخدامات المنزلية، مثل: المبيدات الحشرية، ومزيل الصبغة، ومزيل الروائح الكريهة. بل هو أيضاً عنصر محوري لصُنع الطين اللزِج في المنزل، وهو عبارة عن فن مستدَام أو مشروع علمي تُخلَط فيه المواد مع الماء والغراء والملوِّن الغذائي.
وشهد الطين اللزِج مؤخراً طفرةً عالميةً، حيث انتشرت الفيديوهات التي تشرح طريقة صناعته والتي حازت على نسب عالية من المشاهدات على يوتيوب، وكذلك كثرت عمليات البحث عنه على موقع جوجل.
ففي فبراير/شباط، قيل إن زيادةً حدثت في مبيعات غراء شركة Elmer في الولايات المتحدة في النصف الثاني من عام 2016 كانت تُعزَى في جزء كبير منها إلى "الهوس بالطين اللزِج"، وفي مارس/آذار أفاد موقع Today بأن المدارس في جميع أنحاء الولايات المتحدة قد حظرت هذا الطين اللزِج لِكَونه "صارفاً جداًّ عن المهمات" ومَدعاةً إلى القذارة.
ومن تعليقات المستخدمين في موقع التواصل "تويتر":
lmao my step sister just got yelled at for using all the borax to make her slime eisidksoixndmdmdmd
— puppy (@jjonganonymous) ٣٠ أبريل، ٢٠١٧
does anyone actually use borax for laundry. or does the company know people only use their product for slime
— lil doggies (@owlbard) ١٥ أبريل، ٢٠١٧
lil doggies
@owlbard
هل استخدم أحدٌ ما منتجات بوراكس لغسيل الملابس؟ أم أن الشركة تعلم أن الناس لا يستخدمون منتجاتهم إلا للطين اللزِج؟
بوراكس، وهو معدن طبيعي، يعتبر أيضاً مُهيجاً خفيفاً؛ وثمة مخاوف بشأن سلامة الأطفال لاسيما بعد تقارير أفادت بأنه يسبب الحروق.
فقد تعرضت فتاة تبلغ من العمر 11 عاماً في روكلاند بولاية ماساتشوستس لحروق من الدرجة الثانية والثالثة في يديها، وتُعزَى تلك الحروق إلى التعرض لفترات طويلة إلى البوراكس بعد صُنع الطين اللزِج كل يوم لعدة أشهر.
قالت الفتاة في حديثها لوسائل الإعلام المحلية في مارس/آذار الماضي عن الطين اللزِج: "أنا أحبه حُباًّ جَماًّ. فلا تصنعوه، ولا تعبثوا معه!".
وفي فبراير/شباط، نشرت امرأة من مانشستر صوراً لحروق كيميائية على يد ابنتها في الفيسبوك ليكون تحذيراً للآباء الآخرين. وقد حصل هذا المنشور على 280 مشاركة.
فكتبَتْ: "كانت صغيرتي تصنع الطين اللزِج على اليوتيوب.. وبعدها بثلاثة أسابيع كنا نبحث عمَّن يجري لها جراحة تجميلية في يديها من قسم الحروق في المستشفى".
وهذا نصُّ منشورها على فيسبوك:
Rebekha D'Stephano
أرجو مشاركة هذا المنشور إن كنتِ أُماًّ!
كانت صغيرتي تصنع الطين اللزِج على اليوتيوب.. حتى إنهم أصبحوا يسمونها يونيكورن الطين اللزِج أو صباغة القماش المربوط بالطين اللزِج، وبعض أسماء أخرى مجنونة؛ وكانت النتائجُ جميلةً والألوانُ زاهيةً. فذهبتُ واشتريتُ لها مضخِّم صوتٍ وجميع المكونات الأخرى لكي تصنع الطين اللزِج بمعرفتها. وبعدها بثلاثة أسابيع كنا نبحث عمَّن يجري لها جراحة تجميلية في يديها من قسم الحروق في المستشفى. بدأ الأمر مع بعض البثور، ثم تقشَّر جلدُها، وهي الآن محترقة من الحروق الكيميائية! فلا تدَعوا الأطفال يفعلون هذا الأمر! فليس ثمة أي تحذيرات على قنوات اليوتيوب البتة!
إنّ ابنتي الآن تعاني من آلام، وستقاوم بشجاعة رغم كل ذلك. اعذروني على كثرة الإشارات والوسم الذي أشرتُ إليكم به في هذا المنشور، لكن الأمر جِدُّ خطير، ولا أحب أن يَرى أحدُكم في عزيز لديه مكروهاً!
ووفقاً لمجموعة العمل البيئية غير الحزبية وغير الربحية، يمكن أن يكون للبوراكس آثار على الصحة قصيرة الأجَل وطويلة الأجل، مع تهيج محتمل بعد تعرضه للجلد أو العين، أو استنشاقه، أو ابتلاعه.
وعلى المدى الطويل، فإنه قد يعطل عملَ بعض الهرمونات ويضر بالجهاز التناسلي للذكور، ومع التعرض المزمن لجرعات عالية من البوراكس يرتبط الأمر بخطر أكبر من انخفاض عدد الحيوانات المنوية وقلة الرغبة الجنسية.
ويتسابق بعض الأطفال في الوطن العربي لصنع هذا الطين اللزج بأنفسهم بعدما تعلموا طريقة صناعته، بل ويتنافسون فيما بينهم من يكون الأفضل.
قالت كيت كوبنغ من ملبورن لموقع الغارديان أستراليا إن ابنتها ديزي البالغة من العمر 10 سنوات بدأت في صنع الطين اللزِج منذ 6 أشهر بعد أن وجدته مصادفةً على موقع يوتيوب.
تقول كوبنغ: "كانت تصنعه دون توقف. وكنا دائماً ما نذهب لشراء الغراء". وأضافت أنه "كان نوعاً من السم"، لكنها قالت إنه لا يوجد أي منتج آخر عالي الجودة من الطين اللزِج.
وأوضحت كوبنغ أن تلك الصيحة وهذا الجنون كان مشهوراً بين الأصدقاء في مدرسة ديزي، لكنها أدركت أنها ظاهرة عالمية، ولم تعرف ذلك إلا بعد أن نفَّست عن نفسها ونشرت إحباطَها من إصلاح هذه الفوضى على موقع فيسبوك.
وقالت: "لديّ صديق من سكوتلاندا من نوع الأصدقاء الذي اعتاد أن يُفصح عما يقلقه ويتعبه، وعدة أصدقاء في الولايات المتحدة، كلهم يقول الشيء نفسَه – لقد أصبح الأمر جنونياًّ في كل مكان. بل إنني سمعت أن الأطفال في بعض المدارس يصنعون الطين اللزِج ويبيعونه في ساحة الملعب".
وعقد متجر كيرنز "ورشة عمل (اصنع بنفسك الطين اللزِج) " مع "نعومي في الممر 38" في أوائل أبريل/نيسان، ووصفتْ خلطَ الغراء والبوراكس بأنها "وسيلة رائعة لإبقاء الأطفال في تسلية دائمة".
وقد سهلت وسائل التواصل الاجتماعي انتشار هذا الجنون، حيث حقق 4.2 مليون نتيجة لـ"البرامج التعليمية لصناعة الطين اللزِج" على موقع يوتيوب. وأحد هذه المقاطع فحسب قد شوهد 10.1 مليون مرة منذ نشره على يوتيوب في 4 مارس/آذار.
وهناك 2.8 مليون منشور يحمل هذا الوسم #slime على إنستغرام، والعديد من الحسابات المخصصة لذلك – ومن بينها: @slimequeeens التي حققت عدداً كبيراً من المقاطع الشارحة لصناعة الطين اللزِج، ويتابعها 864 ألف شخص منذ أول منشور لها في يونيو/حزيران. كمان أن الطين اللزِج يُباع من خلال المتاجر الموجودة على الشبكة.
قالت إحدى صانعات الطين اللزِج البالغة من العمر 15 عاما، ويتابعها 524 ألف شخص، في حوار لها مع مجلة New York Magazine's Select All في أبريل/نيسان إنها أمضت أكثر من 20 ساعة في الأسبوع لصُنع الطين اللزِج، بين المدرسة والواجبات المنزلية، وحسب قولها "إن السبب الوحيد لبَيع الطين اللزِج هو كي أتمكن من صُنع المزيد من الطين اللزِج".
يتمركز عنصر الإبداع في الوصفة الأصلية من البوراكس والغراء، وتحقيق تأثيرات مختلفة، وتطبيع القوام وضبط التماسك – مثل "طين يونيكورن السحري" ذي البريق الأخَّاذ أو "طين كوايي القهوة مع القهوة الحقيقية" – وهي تكثر على الإنترنت.
من منشورات تويتر:
syd
@stumbledthedark
أصنع دفعة كبيرة من كريمة الطين اللزِج بطعم الموز الجديدة
making a huge batch of new banana cream slime
— syd? (@stumbledthedark) ٣٠ أبريل، ٢٠١٧
ولكن معظم التجارِب في مجتمع الطين اللزِج على الإنترنت كانت بهدف إتقان صناعة النسخة المثلى: طين لزِج خالٍ من البوراكس.
انتشرت على صفحات الإنترنت وصفات بديلة لا تحتوي على البوراكس، وذلك باستخدام محلول العدسات اللاصقة، ومُعقِّم اليدين، والنشا السائل، ورغوة الحلاقة، وحتى الزبدة.
لكن الدكتور كيران كوينلان، رئيس مجلس الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، مجلس الإصابات والعنف والوقاية من السموم، قال لموقع "Good Housekeeping" إن البوراكس "آمن بشكل عام".
يبدو أن الجنون قد أصبح له عائلة، فيقول: "أنا أحب الأطفال الذين يلهون بالطين اللزِج.. حتى إننا صنعنا مؤخراً بعض الطين اللزِج في المنزل، بفضل أحد الأبناء".
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن موقع "The Guardian". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.