بنتي..

لو مش هتعرفوا تكونوا السبب في ابتسامة وضحكة ولادكو، على الأقل ما تكونوش السبب في دموعهم.. لو مش عارف تقنع ابنك بكلامك معاه إوعى تسيب دموعه هي اللي تقنعه.

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/10 الساعة 03:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/10 الساعة 03:09 بتوقيت غرينتش

ملاحظة: التدوينة بالعامية المصرية.

ناس كتير قالت لي إني لازم أخرج أنا وجوزي لوحدنا من غير بنتنا يعني.. ولازم برضه كل كام شهر كده نطلع سفرية في حتة لوحدنا عشان حياتنا ما تقلبش روتين.

قالوا لي برضه إنه لازم أول ما بنتي تبتدي تتكلم أنزّلها "النيرسيري" عشان أشوف حالي يعني وأستمتع بيومي.

قالوا لي لما تيجي تشتكي لك من إنه زميلتها ضربتها أو مدرستها زعقت لها جامد، قالوا لي إنها لو جت اشتكت لك، ما تتدخليش وسيبيها هي تحل مشكلتها بنفسها.

قالوا لي إنه أول ما تكمل سنة تروح أوضتها ويوم واتنين هتبكي سيبيها ولو جَت على باب أوضتك تترجاكي تنام جنبك ارفضي وبشدة، قولي لها "روحي أوضتك حالاً!"، قالوا لي إنها بعد كده هتتعود تكون لوحدها.

قالوا لي لما تعيَّط في أول يوم مدرسة برضه ما يهمّكيش.. امشي وسيبيها عشان تتعود.. ولو تاني يوم جت بكت وقالت لك مش عايزة أروح برضه توديها غصب عنها عشان تتعود..

قالوا لي لو رفضت تكمل طبق الخضار أو ما رضيتش تاكل الفراخ بتاعتها تزعقي وتقولي لها إنها لو ما خلصتش أكلها هتحرميها من خروجة الويك إند.

قالوا لي أعمل كل اللي فوق ده عشان أطلع بنتي كويسة.. قوية.. متربية تمام!

بس لأ.. ما قدرتش ولا هقدر أعمل أي حاجة من اللي فوق.. ما قدرتش أعمل أي حاجة من اللي فوق.. لما حاولت وخرجت مع جوزي لوحدي بقيت ماشية ببص هي كل الأطفال اللي حواليا وشايفة وش بنتي فيهم.. حسّيت إني لا مش مبسوطة.

المفروض إني أسيبها وأخرج عشان أتبسط بس لا الحقيقة هي إني مش مبسوطة وعايزة أخلص الخروجة بسرعة عشان أرجع لها!

لا ما عرفتش أوديها تنام في أوضتها لوحدها.. وبقيت كل يوم أتسحّب عشان أروح أنام جنبها أو أجيبها جنبي..

ما عرفتش أنزلها للمدرسة لو في يوم كانت بتبكي.. ما عرفتش لما وصلتها أول يوم مدرسة وعيَّطت ما عرفتش أمشي وأسيبها.. أخدتها معايا روّحتها.

ما عرفتش أعمل الحاجات الكتير اللي نازلة في "كتالوج" الأمومة يمكن ده مش حاجة حلوة فيا بس ما عرفتش أكون سبب في دموعها.

أصل لأ مش هسيبها تعيط عشان تتعود.. ولا يوم في عمري هسيب دموعها هي اللي تقنعها إنها ترضى وتقبل.

هفهّمها.. هتكلم معاها.. ولو رفضت.. هقبل برفضها..
عمري ما هسيبها تعيط عشان تقبل لأني ما جبتهاش الدنيا عشان أبكيها.. كل حاجة وليها حلها بس ليه أغصبها! هتقولوا عشان مصلحتها؟ مصلحتها عمرها ما هتكون في البكا..

لو مش هتعرفوا تكونوا السبب في ابتسامة وضحكة ولادكو، على الأقل ما تكونوش السبب في دموعهم.. لو مش عارف تقنع ابنك بكلامك معاه إوعى تسيب دموعه هي اللي تقنعه.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد