توصلت دراسة شملت أكثر من 15 ألف شخص بريطاني إلى أن أولئك الذين يولدون قبل أوانهم يضطرون إلى الكفاح أكثر ممن حصلوا على فترة حمل كاملة قبل مولدهم.
وبحسب ما نشرت النسخة البريطانية لـ"هافينغتون بوست"، فإن البحث الذي قاده البروفيسور ديتر وولك، بجامعة "وارويك" البريطانية، انتهى إلى أن الأطفال المولودين مُبكراً هم أكثر عرضة لأن يُصبحوا عاطلين عن العمل، وأكثر عرضة لعدم امتلاك منزل في الكِبَر، مقارنة بغيرهم.
ويرجّح أولئك أن هذا ينبع من حقيقة أن الأطفال المولودين مُبكراً لديهم مستوى أدنى من التحصيل بالمدرسة، خاصة في الرياضيات، مقارنة بغيرهم.
وعلّق وولك قائلاً: "تقترح نتائجنا أن التكاليف الاقتصادية للولادة قبل الأوان لا تقتصر فقط على الرعاية الصحية والدعم التعليمي في مرحلة الطفولة، بل تمتد أيضاً إلى مرحلة البلوغ".
وأضاف: "تلك النتائج سوياً تشير إلى أن آثار الولادة المبكرة على المسار الأكاديمي وعلى الثراء تستمر على المدى الطويل، وتدوم حتى العقد الخامس من العمر".
وقد فحص وولك وزملاؤه بيانات لنحو 15 ألفاً من البالغين الذين وُلدوا إما في عام 1958 أو 1970، وإما في عُمر 28 أو 42 أسبوعاً من الحمل للوصول إلى نتائج الدراسة.
نتائج الدراسة
ووجد الباحثون أن 32.5٪ من البالغين الذين وُلدوا قبل الأوان صاروا من العمال اليدويين، مقابل 25٪ من الذين وُلِدوا بعد فترة حمل كاملة، كما أن 3.3٪ من الأطفال المولودين مبكراً كانوا عاطلين عن العمل في بعض المراحل من حياتهم بعد البلوغ، في مقابل 2.5٪ من أولئك الذين ولدوا في الموعد الطبيعي.
المؤلفة المشاركة بالدراسة مارتيغ باستين قالت: "إن أكثر ما يُعد مُثيراً للدهشة بشأن الأطفال الذين شملتهم الدراسة هو أنهم لم يولدوا قبل موعدهم بوقت طويل للغاية، ففي المتوسط وُلِدوا قبل 5 أسابيع من موعدهم الطبيعي، ومازلنا نجد تلك الآثار طويلة الأمد موجودة في حياتهم".
كارولين ديفي، الرئيس التنفيذي لمركز رعاية الأطفال المرضى والمولودين قبل أوانهم Bliss، قالت إن الأطفال الذين يولدون مُبكراً يجب أن يتلقوا دعماً إضافياً في المدرسة لمنعهم من التأخر في حياتهم.
وأضافت في حديثها لـ"هافينغتون بوست" قائلة: "إننا نعتقد أن من الضروري للغاية – ووفقاً لما يقترح البحث – أن يجد الأطفال المولودون مبكراً المزيد من الدعم عند بدء المدرسة، وينبغي تدريب المُدرسين بالقدر الكافي للتعامل مع احتياجات هؤلاء الأطفال".
وتابعت: "على الرغم من ذلك، فإننا مازلنا نعتقد أن الأمر متروك للوالدين ليقررا ما إذا كان من الصواب لطفلهما تأخير موعد بدء الالتحاق بالمدرسة؛ فإن كل طفل يولد قبل الأوان لديه احتياجات مختلفة استناداً إلى مجموعة من العوامل، ففي الوقت الذي يكون أحد الأطفال فيه مستعداً لبدء المدرسة مع أقرانه، قد لا يكون طفل آخر على استعداد".
وأكدت "أدلّتنا تدعم ذلك، ونحن على ثقة بالحق في تلقيهم الرعاية عند الولادة والدعم لتنميتهم، فالأطفال المولودون قبل أوانهم بإمكانهم الوصول إلى كامل إمكاناتهم".
هذه المادة مترجمة عن النسخة البريطانية لـ"هافينغتون بوست".