أحياناً تكون الحياة غريبة جداً بالنسبة إلى المشاهير، فبين من يفني حياته في العمل ليخسر كل ثروته بسبب خطأ غير محسوب، ومن يجد نفسه غارقاً في إدمان المخدرات، أو القمار بشكل يجعله غير قادر على السيطرة على ملايين الدولارات التي يتلقاها من أعماله، نجد على الجانب الآخر أشخاصاً محظوظين لدرجة تجعل الأموال تتدفق عليهم دون أن يفعلوا أي شيء يُذكر.
و سنتعرف في هذا التقرير على مجموعة من المشاهير، الذين لم يتوقفوا عن كسب الأموال الطائلة حتى بعد وفاتهم، من خلال استعراض قائمة بأكثر المشاهير الأموات دخلاً خلال سنة 2016.
ثيودور غيزل
عُرف الكاتب الأميركي ثيودور غيزل الشهير باسم "الدكتور سوس"، وحقق نجاحاً هائلاً خلال حياته التي أمضاها في كتابة قصص الأطفال، وكانت أعماله تعتبر الأفضل في هذا المجال على الإطلاق؛ بسبب الأسلوب السلس، والمخيّلة الغنية التي تمتع بها، وقد حققت كتبه مبيعات تجاوزت الستمائة مليون نسخة حول العالم، حتى وفاته عام 1991.
وبعد 16 سنة من وفاته، وتحديداً في الثامن والعشرين من يوليو/تمّوز سنة 2015، أصدر كتاب What
?Pet Should I Get ، والذي كتبه "ثيودور" قبل وفاته، ولكنه لم يطرحه في الأسواق، وقد شكل الكتاب مفاجأة رائعة لمحبي هذا الكاتب، فتهافتوا عليه من كل حدب وصوب، ليحقق الكتاب مبيعات تجاوزت العشرين مليون دولار إلى جانب مبيعات الكتب الأخرى لـ "ثيودور"، والتي لا يزال الطلب عليها قائماً إلى يومنا هذا.
بوب مارلي
تمكّن المغني الجامايكي الراحل بوب مارلي، والذي فارق الحياة سنة 1981، من حصد إيرادات تجاوزت 21 مليون دولار خلال سنة 2016، ولكن هذا لا يرجع بالأساس إلى أغانيه العظيمة، فمصدر هذه الملايين جاءت من شركتي "Marely Beverage Company"، المتخصصة في بيع المشروبات المهدئة، وشركة The House Of Marley، التي تسوق منتجات تكنولوجية صوتية بالأساس، وهما الشركتان اللتان مكنتّا عائلة الراحل من الحصول على المبلغ المذكور، لاستخدامهما اسمه في التسويق لمنتجاتهما.
برنس
فارق المغني الأميركي Prince ، الحياة في شهر أبريل/نيسان من سنة 2016، بعد أربعين سنة من العطاء في موسيقى البوب، والروك، والفانك، وتصنيفات كثيرة أخرى أبدع فيها محققاً بذلك مبيعات فاقت المائة مليون ألبوم حول العالم، إلا أنه قبل وفاته في بداية هذه السنة كان قد تمكن من جمع مبلغ تجاوز المليوني دولار من جولاته الموسيقية.
ولكن المثير للغرابة هو ازدياد دخل برنس، بعد مفارقته الحياة فقد وصل عدد مبيعات ألبوماته إلى 2.5 مليون ألبوم خلال سنة 2016، بالإضافة إلى تحويل مسكنه إلى متحف تُكلف زيارته ما يتراوح بين 38.5 دولاراً، و100 دولار للشخص الواحد، ليكون بذلك الدخل الإجمالي للنجم الراحل خلال هذه السنة هو 25 مليون دولار.
إلفيس بريسلي
رغم وفاة "ملك الروك" إلفيس بريسلي قبل ما يقارب 40 سنة، إلا أن حب الجماهير له لم يتوقف، ولم يتوقف معه الإقبال على اقتناء أعماله، فعدد الألبومات المباعة لهذا النجم الراحل تتجاوز المليون نسخة سنوياً، وبالإضافة إلى هذا، فإن حجم دخله يزداد بفضل "Graceland"، وهي البناية التي كان يقطنها "إلفيس" قبل وفاته، فقد تحولت إلى متحف عام يقصده كل عشاق المغني مقابل مبلغ مالي، لترفع بذلك حجم دخل "إلفيس بريسلي" خلال هذه السنة إلى27 مليون دولار.
أرنولد بالمر
توفى أسطورة الغولف العالمي "أرنولد بالمر"، في سبتمبر/أيلول 2016، عن عمر يناهز الرابعة والثمانين، بعد حياة مليئة بالنجاح الهائل، فقد وصل عدد المرات التي فاز فيها "أرنولد" في النزالات الاحترافية إلى 95 مرة، خلال مسيرته، والتي استمرت لأكثر من ستين سنة، بينما وصل عدد الجوائز العالمية التي فاز بها إلى 18 جائزة من الطراز الرفيع.
وعند متابعتنا لدخل "أرنولد" في عام 2016، سنجده قد وصل إلى 40 مليون دولار، وذلك بفضل مجموعة شركات "أرنولد بالمر"، والتي تنقسم إلى اختصاصات متعددة، ومن أهمها بيع الشاي والليمونادة، ومحلات أرنولد بالمر، والتي تقدم منتجات مختلفة تناسب كل أفراد الأسرة، بالإضافة إلى بيعها للأدوات الخاصة برياضة الغولف.
شارلز شولز
بعد مرور 16 سنة على وفاة الكاتب الأميركي شارلز شولز، والذي أبدع في مجال القصص المصورة الخاصة بالأطفال، لازالت الأموال تتدفق من أعماله، إذ وصلت هذه السنة إلى 48 مليون دولار، وذلك بفضل الأرباح التي تعود للكاتب من حقوق النشر الخاصة بسلسلة الرسوم المتحركة Peanuts، والتي أبدعها من وحي مخيلته.
مايكل جاكسون
يعتبر مايكل جاكسون، من أكثر المشاهير الأموات دخلاً لهذه السنة، فقد تجاوز دخل ملك البوب الراحل جميع الدخول التي ذكرناها في هذا التقرير مجتمعة، إذ وصل حجمها خلال سنة 2016 إلى 825 مليون دولار.
ولا يعود هذا الرقم الهائل إلى مبيعات ألبومات النجم الراحل فقط، ولا إلى بيته الذي تحول إلى متحف كالأسماء التي ذكرنا سابقاً، ولكنه يعود بالأساس إلى قرار مالي صائب جداً كان قد اتخذه "مايكل جاكسون"، في سنة 1985 عندما قام بشراء شركة "ATV"، والتي كانت تمتلك حقوق نشر أعمال فرقة "البيتلز" البريطانية، وهو الأمر الذي كان حينها مغرياً جداً، وقد انتهت الصفقة حينها بمقابل 47.5 مليون دولار، وبعد ذلك قام "جاكسون" ببيع نصف الشركة إلى شركة SONY مقابل 115 مليون دولار في سنة 1995 لتصبح الشركة حاملة لاسم Sony/Atv، وهي الشركة التي أصبحت حالياً أول شركة نشر في مجال الموسيقى عالمياً.
ولكن شركة Sony قررت في سنة 2016، الاستحواذ على الشركة بشكل تام لتضمن الحرية الكاملة للتصرف فيها وإدارتها، وبذلك فقد تمت الصفقة بشراء النصف المتبقي من الشركة مقابل 750 مليون دولار، تلقاها بالطبع ورثة مايكل جاكسون.