مدافع وطائرات وآلاف الجنود لاستعادة مدينة فلبينية احتلها “داعش”.. وفزع من نقل التنظيم إمارته إلى جنوب شرق آسيا

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/02 الساعة 06:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/02 الساعة 06:22 بتوقيت غرينتش

تمدد القناص بالجيش الفلبيني على أرضية الشرفة المقفلة في بيت من طابقين ودفع بماسورة بندقيته من فتحة في الجدار الخشبي وطلب التزام الهدوء قبل أن يطلق رصاصته.

"سأطلق النار" قالها الجندي بنبرة خالية من أي تعبير قبل أن تنطلق رصاصة عيار 0.50 اهتز معها البيت. كان يصوب سلاحه باتجاه بيت يبعد أقل من كيلومتر واحد ومن المعتقد أنه معقل متشددين إسلاميين متحصنين في مدينة ماراوي منذ أكثر من خمسة أسابيع.

وكان يجلس بجواره جندي للرصد يدفع بمنظاره من فتحة أخرى في الجدار. تبادل الاثنان الحديث بهدوء وأطلق القناص ثلاث طلقات أخرى عبر نهر أوجوس على الحي التجاري الخاضع لسيطرة المتشددين في ماراوي والذي أصبح ساحة قتال تنتشر فيها أنقاض المباني المهدمة وعشرات الجثث المتعفنة وتختلط فيها روائحها الكريهة برائحة البارود.

آلاف الجنود يقاتلون

ويقاتل ألوف الجنود لاستعادة المدينة الجنوبية في الفلبين التي شن عليها مسلحون موالون لتنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) هجوماً خاطفاً في 23 مايو/أيار.

ويواجه جنوب الفلبين منذ عشرات السنين بحركات تمرد وانتشار عصابات قطاع الطرق. غير أن شدة المعركة الدائرة في ماراوي ووجود مقاتلين أجانب من اندونيسيا وماليزيا واليمن والشيشان يحاربون في صفوف مسلحين محليين أثار مخاوف من أن تتحول المنطقة إلى مركز في جنوب شرق آسيا للدولة الإسلامية في وقت يفقد فيه التنظيم أرضه في العراق وسوريا.

ومع تدفق القوات لاحتواء الوضع لم يكن أحد تقريباً يتوقع حرب مدن بطيئة وصعبة وغير معتادة.

قال اللفتنانت كولونيل كريستوفر تامبوس أحد الضباط الذين يقودون العمليات البرية في ماراوي "نحن معتادون على حركات التمرد.. لكن انتشاراً بهذه الضخامة وهذا النوع من الصراع يمثل تحدياً لقواتنا".

وقال إن نيران المسلحين والشراك الخداعية مثل أنابيب الغاز المفخخة تعرقل سير أعمال تطهير المدينة.

كومة من الركام

بعد أسابيع من الضربات الجوية والقصف تحولت مدينة ماراوي الواقعة على شاطئ بحيرة ويبلغ عدد سكانها حوالي 200 ألف نسمة إلى مدينة أشباح تهدمت المباني في وسطها وأصبحت هياكل محترقة. ولا تزال المباني في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش سليمة غير أن أصحابها هجروها.

وتقدر السلطات أن ما يتراوح بين 100 و120 مقاتلاً بعضهم في سن السادسة عشرة مازالوا متحصنين في الحي التجاري انخفاضاً من نحو 500 في بداية الحصار.

ويقول الجيش إن المقاتلين يحتجزون حوالي 100 رهينة كدروع بشرية أو أجبروا على حمل السلاح أو نسوة اتخذهن المسلحون إماء.

وتسقط الطائرات الحربية القنابل على منطقة المتشددين كل يوم تقريباً. ومن أطراف المدينة تصوب فرق مدافع المورتر نيرانها على قلب ساحة القتال.

قال السارجنت جيفري بايبايان المتخصص في مدافع المورتر وهو يدون الإحداثيات التي أملاها عبر اللاسلكي مراقب يكمن قرب منطقة القتال "مدافع المورتر مصممة لاستهداف أشخاص ومناطق أصغر من أهداف الضربات الجوية".

وأضاف بينما كانت قذيفة المورتر تنفجر في المدينة لتتصاعد بعدها أعمدة من الدخان الأسود الكثيف "إصابة الأهداف بدقة قد تكون صعبة ونحن نطلق قذائف دون إصابة أهداف. نحن نشعر بالقلق على قواتنا القريبة جداً من منطقة العدو".

"الاستسلام الآن أو الموت"

خلال المعركة تلقى تامبوس تقارير أن ثلاثة مدنيين محاصرين منذ أسابيع قرب ساحة القتال يحاولون الهرب. وسارعت مجموعة من الجنود للمساعدة في إنقاذهم وتحركوا في صفين على جانبي الشوارع لتفادي نيران القناصة.

وخرج رجلان وامرأة تتكئ على عصا وجلسوا على جانب الشارع بمجرد أن وصلوا إلى منطقة الجيش.

قال خوسيه لوكاناس (53 عاماً) وهو مسيحي كان محاصراً مع زوجته وصديق في بيته "القنابل كانت تتساقط بكثرة من كل الجوانب. وفوجئنا بأننا في المنتصف".

وقد تأكد مقتل أكثر من 400 شخص، من بينهم أكثر من 300 مسلح، و82 من قوات الأمن و44 مدنياً في ماراوي.

وعثر على بعض جثث المدنيين بلا رؤوس وحذر الجيش من أن عدد سكان المدينة الذين قتلوا على أيدي المتمردين قد يرتفع بشدة مع استرداد القوات المزيد من الأرض.

وتقول السلطات أنها تعتقد أن إمدادات المتشددين وذخيرتهم بدأت تنفد لكنها تؤكد أنه ليس هناك موعد محدد لاسترداد المدينة.

علامات:
تحميل المزيد