أثارت ناشطة كويتية موجة من الغضب بعد تغريدات كتبتها على حسابها الشخصي شبهت فيها زواج الرسول (ص) من السيدة صفية بنت أخطب بسلوك جماعة "داعش" داعية إلى إعادة النظر في كثير من التراث الذي نقلته كتب الحديث.
الناشطة واسمها سارة الدريس قالت في نقاش مع بعض المغردين على تويتر إن الرسول محمد (ص) تزوج من السيدة صفية في يوم مقتل أبيها وأخيها وزوجها معتبرة أن ذلك هو ما ورد في أشهر كتب الحديث، وهو ما يتنافى -حسب رأيها- مع الشريعة الإسلامية ويطرح أهمية مراجعة كتب الحديث والبحث في صحة الروايات حتى تنسجم مع الواقع ولا تستغلها الجماعات المتطرفة التي تتخذ من مثل هذه الروايات مرجعا "للدعشنة".
واعتبرت أن التأكد من المعلومات يعد ضرورة "في ظل كل وسائل التوثيق الموجودة الآن من كتابة وتصوير، فكيف بالتاريخ المعتمد على النقل و الأقاويل".
وعلى الفور انطلقت حملة للهجوم على الدريسي في هاشتاج يقول #سارة_الدريس_تسيء_إلى_النبي حيث اعتبروا تغريداتها إساءة للسيرة النبوية، واتهموها بالجهل والزندقة.
لم أتوقع احد من بني جلدتنا وبني قومنا يفتري على نبينا صلى الله عليه وسلم
عقابها في الدنيا قريب باْذن الله
#سارة_الدريس_تسيء_إلى_النبي
— مالك الاحمد (@malahmad11) November 3, 2015
#سارة_الدريس_تسيء_إلى_النبي هي ضحية خطاب تضليلي مُدلس أوحى لها أن التمدن والنهوض لا ينال إلا بجسر من التطاول على الثوابت والأصول!
— عبداللطيف التويجري (@abuomar_twijri) November 3, 2015
الدريس ترد
وردت الدريس على حملة الهجوم ضدها قائلة "حين أنقد رواية تاريخية قد تستخدمها داعش كما تستخدم كثيرا من النصوص، لا يعني هذا أني أسيء لمقام النبي، فهذا نقل يخضع للبحث و الأخذ و الرد" وأضافت "هذا الجيش الهائج الذي تفرغ للتحريض ضدي يكفي لتحرير سوريا والعراق ورغم أني فسرت مقاصدي، إلا أنه واضح جدا أنهم يريدون اصطيادي بالماء العكر".
ومضت ترد على بعض تغريدات اتهمتها بالردة: "بربكم هل أنتم دعاة رحمة و تسامح و سلام؟! قلت قصة منقوله بالصحيحين ما كانت من اختراعي .. كيف تحكم علي بالرده؟!".
وشددت على أنها ليست الأولى التي تعتبر أن كتب التراث تحتاج إلى تنقية فـ"كثير من المشايخ كان لهم آراء في بعض الروايات المنقولة.. و كثير منها يعترضون على صحتها.. هذا ليس بقران حتى لا يخضع للبحث و النقد"، وقالت تغريدة أخرى "داعش تستخدم النصوص الشرعية بسبب التوظيف السيء للنص.. وبعض الروايات التي استخدمت في سياق تاريخي مختلف له هنا ننقد السياق.. وننزه الأشخاص".
اكرر لم اقصد الاساءة لأحد
و اي كلمة أقولها الان لا تنفع للتبرير
لكن نصيحة احترموا الله و رسوله بالدفاع عنه بشكل يليق بهم
لا بالسباب و الشتم
— سارة الدريس (@saraaldrees) November 3, 2015
رائع أن تفضح المواقف مستوى إيمان البعض بالحرية
و الأروع أن دفاعهم عن معتقداتهم بالسب يبين مدى رداءة أفكارهم
شكرا للمواقف التي تغربلهم دائما
— سارة الدريس (@saraaldrees) November 3, 2015
وتعد واقعة زواج النبي محمد (ص) من صفية بن حيي واحدة من أكثر القصص التي أثارت الجدل بين المؤرخين المسلمين وغير المسلمين حيث أثيرت شبهات تتعلق بمخالفتها لمبادئ الزواج الإسلامية التي تنص على قضاء الأرمل فترة عدة قبل أن تتزوج ثانيةً.
ولكن الرافضين لهذه الشبهة، يؤكدون أن الروايات الواردة في صحيح البخاري تؤكد قضاؤها عدة "المسبية" (أسيرة الحرب) قبل زواجها من النبي (ص).
يشار إلى أن سارة الدريس معلمة وناشطة سياسية كويتية ترتدي الحجاب، وتعد أو سجينة رأي في تاريخ الكويت، حيث صدر بحقها حكم بالسجن 20 شهراً مع الشغل والنفاذ في عام 2013 وخرجت من السجن بعفو أميري بعد صدور بيانات تضامنية من جهات معارضة.