أي شخص يملك ضميراً أو قدراً من الحكمة سيدعم، كما أفعل، النساء اللواتي استجمعن شجاعتهن لكشف حقيقة هارفي وينشتاين.
ولكن نية تقديم الدعم للضحايا ليست كافية.
لماذا نعيش في مجتمع لا يتدخل فيه الرجال عندما يشاهدون النساء يعاملن بطريقة سيئة؟
لقد تدخلت في أكثر من مناسبة، شتمت الرجال الذين يتحرشون بالنساء. من حسن حظ هارفي وينشتاين أنه لم يتصرف بشكل غير لائق تجاه امرأة أثناء وجودي. أنا أخمن أن الناجحين المريضين اجتماعياً مثله الذين أفلتوا لسنوات طويلة بفعلتهم حذرون ليمنعوا الرجال الذين يستطيعون إيقافهم من معرفة حقيقتهم.
أنا لا أعيش في عالم وينشتاين الهوليودي، أنا أصنع أفلاماً وثائقية؛ لذلك لا أستطيع التحدث عن الثقافة التي يصنعها، ويبدو أنه ناجح فيها.
أنا المخرج الوحيد الذي أعرف من الذي أخذ وينشتاين فعلاً إلى المحكمة (كونه لصاً، أمر يتطلب مجموعة مختلفة من المهارات الاجتماعية، ولكن التحرش الجنسي، يمكنك العثور عليه ربما في عدد قليل من استوديوهات هوليوود).
ويجب علينا جميعاً (الرجال) أن نتقاسم مسؤولية السماح لمجتمع لا تشعر فيه المرأة بالأمان بالتواجد، مجتمع حيث يعاملن فيه بطريقة سيئة، لا يستطعن قول قصصهن خوفاً من العقاب والعار.
المجتمع الذي يضيق أو يلقي اللوم على النساء عندما يحكين قصصهن، أو كيف يحكين قصصهن. أو "كم من الوقت" استغرق الأمر، إنهن يحملن عبئاً لا يمكن لمعظمنا (رجال) تجربته.
إذا كنت لا تستطيع التعاطف مع هذا أو فهم ما يعانينه، قد تكون ربما جزءاً من المشكلة.
إن التحقيق الذي أجرته صحيفة نيويورك تايمز حول السلوك البغيض والمزعج لهارفي وينشتاين (وشركة وينشتاين) كان لحظة ثقافية / اجتماعية / سياسية عميقة أعتقد أنها يمكن أن تشكل تغييراً تاريخياً في مجتمعنا.
ماذا لو فهمنا هذه اللحظة فهماً تاماً، وأحطنا بها، مرة واحدة وإلى الأبد التسلسل الهرمي للذكور البيض الذي حكم أسلوب حياتنا في أميركا منذ وصول أول قارب من المتدينين إلى صخرة بليموث؟
وماذا لو تلتزم هوليوود، في الوقت الحالي، بتعرية ظاهرة التفرقة بين الجنسين وعدم المساواة، بدءاً بتعيين عدد أكبر من المديرات التنفيذيات، وتخصيص أكثر من 4 في المائة – نعم، إنها في الواقع 4 في المائة فقط – من جميع أفلامها لتخرجها نساء؟
دعونا نستخدم هذه اللحظة لإنهاء إساءة معاملة النساء في صناعتنا، دعونا نجعلها دعوة للرجال لاتخاذ موقف ضد الرجال الذين يرتكبون هذا السلوك الإجرامي، واستدعائهم وتوقيفهم، نستطيع فعل ذلك.
كل ما يتطلبه الأمر هو الإرادة وأخذ القرار لقول: "يكفي تعني يكفي!".
لدي أربعة اقتراحات يجب على هوليوود (ومجتمعنا الأكبر) القيام بها على الفور:
1- ضع ملاحظة لكل المسيئين الآن: أنت تعرف من تكون وعشرات من موظفيك، في الماضي والحاضر يعلمون حقيقتك، أنت بحاجة للتنحي قبل أن يجبروك على ذلك، لا مكان للاختباء، سنوات ترهيبك ومهاجمتك للنساء قد انتهت.
لديك خياران فقط: 1- الإستقالة الآن. 2- مواجهة جيش من الرجال والنساء الذين سينزعون عنك سلطتك.
رأيت هذا الأسبوع ما حدث لأكثر المديرين نفوذاً وشهرة في هوليوود، أنت التالي، سلم نفسك أو اذهب بعيداً بعيداً إلى مكان لا تستطيع فيه أذية نساء أخريات.
2- إلى كل أولئك المسيئين الذين يختارون تجاهل التحذير أعلاه والبقاء في السلطة؛ لأنهم يظنون أن الأمر مجرد فقاعة ما تلبث أن تنفجر، وأنهم سيستمرون بالإفلات بتصرفاتهم، دعني أشرح لك بلغة أوضح كيف سينتهي الأمر بالنسبة لك:
كل واحد من موظفيك الآن هو صانع أفلام وثائقية، بفضل اختراع الهواتف الذكية التي تحمل كاميرا مدمجة وجهاز تسجيل صوت، أصبح كل واحد من موظفيك يحمل في جيبه القدرة على تسجيل وتصوير تحرشك سراً، وسيفعلون، سينشرون جرائمك، ستنكشف ويتم إذلالك على الملأ وستنزع عنك سلطتك، تجنب النهاية القاسية بالاستقالة الآن.
3- إلى الرجال الذين يعاملون النساء كأكفاء ويعاملونهن باحترام ويحفظون كرامتهن: حانت ساعتك المنتظرة، واجه الرجال المسيئين في العمل. عندما ترى شيئاً يجب عليك أن تقول شيئاً، لا مزيد من التجاهل أو إدارة ظهرك عندما ترى امرأة تتعرض للتحرش والترهيب في مكان العمل.
هذا الأمر يقع علينا، يا رجال تقدموا الآن.
4- مجالس المديرين في استوديوهات هوليوود وفي كل الشركات الأميركية يجب أن تعلنوا المساواة بين الجنسين كأولوية جديدة.
50% من كل المجالس يجب أن تكون من النساء، توظيف العديد من المديرين التنفيذيين النساء يجب أن يكون إجبارياً.
اثنان فقط من أكثر 100 فيلم ربحاً كل عام تخرجهما نساء.
على جميع الاستديوهات الالتزام بإعطاء الضوء الأخضر لمزيد من الأفلام التي تخرجها النساء (ناهيك عن الأميركيين الأفارقة والأقليات المهمشة الأخرى).
هذه بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها على المدى القصير.
لكني أريد أن أشير أيضاً إلى أننا بحاجة لإصلاح جذري على المدى البعيد إذا أردنا أي تغيير على الإطلاق.
يجب أن نعيد إصلاح نظامنا الاقتصادي المعطوب، ونحوله إلى نظام أكثر مساواة وديمقراطية، نظام تختفي فيه الهوة بين الفقراء والأغنياء، نظام لا يسيطر فيه عدد قليل من الرجال الأغنياء على السلطة.
نحن في حاجة لخلق اقتصاد جديد يحظى فيه الرجال والنساء بنفس الفرص ويتقاضون نفس الأجور، اقتصاد لا يحكم على أجيال بالفقر ولا يكون فيه خيارهم الوحيد خدمة رغبات الأغنياء.
نحن في حاجة لشركات وأماكن عمل يديرها العاملون بها في بلد لا تكون فيه الديمقراطية مجرد كلمة، بل طريقة حياة حقيقية، في العمل والمدارس والأحياء السكنية وفي حياتنا اليومية.
الاقتصاد الديمقراطي أمر ضروري إذا كنا سننزع يوماً الأسلحة الأبرز التي يستخدمها الرجال البيض للإساءة والاستغلال، وهي الخوف على الأمان الاقتصادي، الذي استخدموه ضد النساء لدهور.
هذه هي مهمتنا على المدى البعيد، الصورة الكبيرة التي يجب أن نواجهها ونغيرها.
يجب أن نلتزم جميعاً بفعل ذلك. أؤمن أن ضميرنا الجمعي لن يستقر في النهاية على ما هو أقل من ذلك، والنتيجة ستكون عالماً أفضل.
هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأمريكية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.