بعدما شهدت كندا موجة هجرة ولجوء كبيرة في الفترة الأخيرة، انتشرت برامج ومؤسسات تعنى بمساعدة القادمين وضمان سرعة اندماجهم في المجتمع الجديد.
ويعتبر برنامج Women of the World أو "نساء العالم" في مدينة لندن باونتاريو أحد تلك البرامج والفعاليات المخصصة لمساعدة النساء المهاجرات، على وجه التحديد، وذلك بتمويل من مركز لندن للصحة المجتمعية.
ويحرص مشرفو البرنامج على تذليل الصعوبات ومساعدة النساء للاندماج في المجتمع الكندي، وهناك فريق الشرق الاوسط، الذي يعنى بالنساء القادمات من الدول العربية المختلفة.
بدورها قالت مديرة البرنامج ادرينا ديز لـ "عربي بوست" إن البرنامج "بدأ في العام 1989 عندما لوحظ أن القادمات الجدد يعانين من العزلة ولا يتواصلن مع المجتمع، ومن هنا كانت الانطلاقة لهذا البرنامج حيث ضم نساء من دول مختلفة مثل فيتنام والعراق وايران وكرواتيا والبوسنة وروسيا وكوريا وأيضاً من أميركا اللاتينية".
وبيّنت أن رؤية البرنامج تقوم على مساعدة النساء للاندماج هن وأسرهن في المجتمع الكندي لمكافحة الشعور بالعزلة، مشيرةً أنه يتم توفير قيادات نسوية للفرق يتكلمن نفس لغة القادمات لمساعدتهن على التأقلم وحل مشاكلهن.
5 فرق نسائية
ويضم "نساء العالم" 5 فرق نسائية؛ المجموعة الأفغانية، والأفريقية، ومجموعة الشرق الأوسط للعربيات، إلى جانب مجموعتين أخريين لمختلف دول العالم.
كما تم تخصيص برامج لدعم القادمات من بلاد الحروب كسوريا والعراق، وذلك عبر تسريع إجراءات إيجاد منازل لهن لتستقر عائلاتهن ويلتحق الأطفال بالمدارس.
ويساعد البرنامج النساء على الانضمام لمدارس مخصصة لتعليم اللغة ثم إيجاد فرص عمل مناسبة.
الفائدة متبادلة
د. داليا مشالي كندية من أصل مصري، انضمت لقيادة فريق الشرق الأوسط منذ سنتين تقريباً. تقول مشالي "قدمنا الكثير من المعلومات والخدمات للنساء العربيات، وكانت الفائدة متبادلة فنحن ساعدنا النساء وفي المقابل تعلمنا أيضاً الكثير منهن كالصبر وتحمل الأسى ومحاولة بدء حياة جديدة".
ولفتت إلى أن العامل المشترك الذي يجمع كل النساء العربيات هو إحساسهن بأنهن غريبات في مجتمع جديد، "ومن هنا لا بد من التكاتف ومساعدة بعضنا البعض".
ولفتت إلى إجماعهن على عدم التطرق للدين والسياسية، وهما السببان الذين شكلا بداية خلافات بين نساء البلد الواحد بسبب الاختلافات الطائفية بينهن.
تبادل الخبرات
أما زمردة حسن (كندية من أصل عراقي)، فأوضحت أنها انضمت إلى قيادة فريق نساء الشرق الأوسط عندما عرفت بما يقدمه من مساعدات للقادمات الجدد، "ولأني أعيش في كندا منذ 20 سنة، أحببت أن أنقل خبرتي إلى القادمات الجدد".
كانت البداية مع فريق للعراقيات، ثم توسع ليشمل نساء الشرق الأوسط، وصار الفريق يضم نساء من العراق ومصر وسورية والأردن وليبيا وفلسطين.
وتختم زمرده "لا يمكننا أن نبدأ حياةً جديدة إذا كنا أسرى الماضي، فأغلب نساء الفريق لديهن مشاكل نفسية واجتماعية نظراً لما خلفته الحروب، لنبني جسور الثقة بينهن وبين المجتمع الجديد كان لا بد من استعادة الثقة بالنفس والإصرار على البدء من جديد".