إعصار “تشابالا” يقتل 3 في سقطرى اليمنية ويتجه صوب مدينة يسيطر عليها “القاعدة”

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/02 الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/02 الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي تعتبر الحياة في اليمن شبه متوقفة بسبب الحرب، اقتحمها منذ أمس الأحد الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2015، إعصار تشابالا ليوقف آخر علامات الحياة وبشكل خاص في كل من سقطرى وحضرموت والمهرة وشبوة.

هجوم مباغت

علمياً، توقعت مراكز الأرصاد الجوية العالمية أن يبدأ الإعصار، الاثنين 2 نوفمبر، في 4 محافظات يمنية، لكن "تشابالا" باغت سكان جزيرة سقطرى منذ صباح الأحد، وخلف 3 قتلى وعشرات المصابين، فيما اضطرت مئات الأسر إلى الرحيل عن منازلها في المناطق الساحلية واتجهت صوب الجبال.

الإعصار كان أقوى على اليمنيين من الحرب التي يعيشونها، يوضح محمد العرقبي، باحث بيئي، لـ"عربي بوست"، ويضيف أن "المياه غمرت المنازل كما اقتربت الأمواج من الأحياء السكنية، آلاف الناس تم إجلاؤهم إلى مدارس، ولا نعرف كيف قضوا ساعات الإعصار الأولى".

بدأت العاصفة بسقوط خفيف للأمطار وارتفاع الأمواج إلى 8 أمتار صباحاً، ثم ازدادت سرعة الريح في المساء متجاوزة 70 عقدة مقتلعة معها الأشجار.

أضرار كبيرة

الأضرار التي خلّفها الإعصار في اليوم الأول كانت كبيرة، مسؤول محلي في محافظة سقطرى أكد أن 3 قتلى سقطوا جراء الإعصار، فيما أصيب المئات، مشيراً إلى أن عدد المنازل المدمرة لم يُعرف بعد بشكل دقيق.

رمزي محروس، وكيل محافظة سقطرى، قال أيضاً في تصريحات عبر الهاتف لـ"عربي بوست" إن "تساقط الأمطار الغزير بلغ 200 مل، مع هبوب شديد للرياح أجبر السكان على المكوث في منازلهم المؤمنة، فيما تم إجلاء الآلاف إلى مدارس الجزيرة".

وأضاف أن "التيار الكهربائي أيضاً انقطع منذ عصر أمس الأحد، حيث فضّلت السلطات عدم تشغيل المولد الكهربائي الذي يمدّ مديريات الجزيرة بالتيار؛ خشية حدوث حرائق أو ماس كهربائي تنقله مياه الأمطار، نتيجة تردي خطوط الشبكة التي لم يتم صيانتها منذ عام 1983".

انقطاع للاتصالات والإنترنت

تسبب الإعصار في تعطل خدمة الاتصالات الهاتفية والإنترنت في سقطرى مساء الأحد، لساعات طويلة، الأمر الذي خلق صعوبة كبيرة في التواصل والاطمئنان على سكان الجزيرة.

ويخشى باحثون في البيئة أن يكون الإعصار قد أدى الى اقتلاع شجرة دم الأخوين، التي تشتهر بها سقطرى، والتي يطلق عليها حديقة اليمن الساحرة لتنوعها البيئي الفريد واحتوائها على أندر أنواع النباتات والطيور والأشجار في العالم.

إلى المكلا؟

ويتجه الإعصار في هذه الاثناء إلى سواحل محافظة المكلا المضطربة التي يديرها مجلس قبلي وتنظيم القاعدة منذ انسحاب الجيش ومؤسسات الحكومة في أبريل/نيسان الماضي.

ويشعر السكان هناك بالقلق من أن يؤدي الفراغ في السلطة إلى عدم وجود سلطات في وضع يسمح لها بالتعامل مع أضرار العاصفة.

وقال محمد بوزهير، أحد السكان، إن "مستوى سطح البحر ارتفع 9 أمتار ودمر واجهة المكلا البحرية".

وتابع بقوله: "الكثير من الناس رحلوا عن منازلهم ولجأوا للاحتماء بالمدارس. لا توجد مساعي إغاثة من المجلس القبلي أو القاعدة والوضع سيئ للغاية".

فيضانات وانهيارات أرضية

وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قالت إن الإعصار "تشابالا" الذي يتكون في بحر العرب يتجه إلى اليمن وسلطنة عُمان، وقد يتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية وضرر بالبنية التحتية في الدول غير المستعدة لمثل هذا النوع من الطقس.

وكان المركز المشترك للتحذير من الأعاصير ومقره بيرل هاربور بأميركا قال إن الإعصار تشابالا وصل لسرعة رياح قصوى بلغت 240 كيلومتراً في الساعة، أي ما يعادل إعصاراً من الفئة الرابعة.

وقال مسؤولون يمنيون إن هذا أقوى إعصار منذ عقود يشهده البلد الذي يتسم طقسه بالجفاف والحرارة معظم الوقت.

تحميل المزيد