“يا رايحين للنبي الغالي”.. هل تعلم القصص وراء أشهر أغاني الحج في مصر؟ تعرّف على 4

لعل أهم ما يميز الاحتفالات والمناسبات هو وجود أغنيات تعبر عنها، مثل أغاني الاحتفال بالعيد "يا ليلة العيد آنستينا"، أو الاحتفال باستقبال شهر رمضان وأغنية "أهو جه يا ولاد"، أو توديعه "والله لسه بدري والله يا شهر الصيام"، وهكذا في كل المناسبات سواء كانت دينية أو وطنية، يكون الغناء هو العامل الأساسي فيها.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/01 الساعة 01:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/01 الساعة 01:48 بتوقيت غرينتش

لعل أهم ما يميز الاحتفالات والمناسبات هو وجود أغنيات تعبر عنها، مثل أغاني الاحتفال بالعيد "يا ليلة العيد آنستينا"، أو الاحتفال باستقبال شهر رمضان وأغنية "أهو جه يا ولاد"، أو توديعه "والله لسه بدري والله يا شهر الصيام"، وهكذا في كل المناسبات سواء كانت دينية أو وطنية، يكون الغناء هو العامل الأساسي فيها.

في هذا التقرير سنتحدث عن موسم الحج، وأبرز الأغاني التي تناولت هذه المناسبة، وسنتعرف على قصة كل أغنية، والسبب وراء غنائها.

"إلى عرفات الله.. يا خير زائر" اعتذار شوقي للخديوي




الاعتذار كان السبب في وجود قصيدة "إلى عرفات الله.. يا خير زائر"، تعود القصة إلى عام 1909، عندما طلب الخديوي عباس حلمي الثاني من الشاعر أحمد شوقي الذهاب معه لأداء فريضة الحج، ورحَّب شوقي بذلك، وذهب معه.

ويحكي نجل شوقي عن هذا فيقول: "ما إن بلغ ركب الخديوي (بنها) حتى اختفى أبي من الخديوي، واختبأ في منزل صديق له، وعلم الخديوي بذلك، فغضب من تصرفه، لكن أبي برَّر هذا بقوله: إلا ركوب ظهر الجمال يا أفندينا‏!، إذ كان يخاف من ركوب الجمال، وقبل الخديوي اعتذاره، وفي إثر ذلك كتب شوقي قصيدة "إلى عرفات الله.. يا خير زائر"، يعتذر فيها للخديوي، واحتفالاً بقدومه من الحج.

أغنية "إلى عرفات" عن طريق الفيديو كليب


في عام 1951 غنت "أم كلثوم" القصيدة، وعلى الرغم من أنها تتكون من 42 بيتاً، اختارت منها 22 بيتاً فقط، بالإضافة إلى تغييرها في بعض أبيات القصيدة.

فعلى سبيل المثال: البيت الذي يبدأ "إذا زُرت يا مولاي قبر محمد"، أصبح "إذا زُرت بعد البيت قبر محمد"، وقام الملحن رياض السنباطي بتلحين الأغنية، الجدير بالذكر أنه في عام 1963 أخرج أحمد بدرخان الأغنية عن طريق "الفيديو كليب" للتلفزيون، على الرغم من أن تصوير الأغاني عن طريق الفيديو كليب لم يكن موجوداً في ذلك الوقت، وظهرت أم كلثوم في الأغنية وهي ترتدي غطاء للرأس حسب موقع "الأهرام".

"يا رايحين للنبي الغالي" أمنية ليلى مراد لأداء فريضة الحج







كانت أمنية المطربة "ليلى مراد" الذهاب لأداء فريضة الحج، السبب الرئيسي لوجود أغنية يا رايحين للنبي الغالي، لتظل هذه الأغنية، رغم مرور سنوات طويلة على غنائها، هي أجمل أغاني توديع الحجاج.

تعود قصة الأغنية إلى عام 1953، فأثناء تصوير ليلى مراد فيلم "ليلى بنت الأكابر"، رغبت ليلى في أخذ إجازة، والذهاب لأداء فريضة الحج، لكن المسؤولين عن الفيلم رفضوا هذا الأمر؛ لأنه سيسبب خسائر مالية كبيرة، ربما تصل إلى إلغاء الفيلم نهائياً، وطلبوا منها الانتظار في القاهرة، والبحث عن طريقة أخرى تعوضها عن أداء فريضة الحج.

طلبت ليلى من الكاتب والشاعر أبو السعود الإبياري، وهو أيضاً مؤلف الفيلم، كتابة أغنية تودع فيها المسافرين لأداء فريضة الحج، لتكون هذه الأغنية هي "يا رايحين للنبي الغالي"، وطلبت من رياض السنباطي تلحين الأغنية، ليدخل بعدها السنباطي في صومعته الفنية، لأكثر من أسبوعين، لتغنيها ليلى بعد ذلك، وتكون البديل عن أداء فريضة الحج.

"القلب يعشق كل جميل" سعودي وراء غناء أم كلثوم للأغنية




كان السبب وراء قصة أغنية "القلب يعشق كل جميل"، سؤال طرحه أحد سفراء السعودية في لقاء جمعه مع أم كلثوم عن السبب وراء عدم تقديمها أغنية عن الحج، ليكون هذا السؤال سبباً في وجود الأغنية.

فبعد فترة اتصلت أم كلثوم بالملحن رياض السنباطي، وطلبت منه الذهاب إلى منزلها بالزمالك، وعرضت عليه أغنية "القلب يعشق كل جميل" من كلمات الشاعر بيرم التونسي، وطلبت منه تلحينها.

انبهر السنباطي بالأغنية، وذهب إلى بيته، وأخذ يُدندن بمقطع من هذه الأغنية وهو "واحد ما فيش غيره.. ملأ الوجود نوره.. دعاني لبيته.. لحد باب بيته.. ولما تجلى لي.. بالدمع ناجيته".

ليقول لزوجته، وهو في قمة تأثُره بكلمات هذه الأغنية: "إذ كان الله لم يكتب لي حتى الآن أن أحج، وأزور مكة والمدينة، فسوف أحج بسبب هذه الأغنية"، اعتكف السنباطي كعادته في صومعته الفنية لمدة شهرين، ليعود بعدها بهذا اللحن البديع، ليكون آخر ألحان السنباطي لأم كلثوم، وغنت أم كلثوم الأغنية عام 1972.

الجدير بالذكر أن الموسيقار زكريا أحمد، سبق أن لحن وغنى هذه الأغنية في الأربعينات، من القرن الماضي، لكنه لم ينل نفس الشهرة، التي حققتها أم كلثوم عندما غنتها.

"من نورك يارب اهديني".. نهاية رحلة فايزة أحمد الغنائية




"من نورك يا رب اهديني.. ثبت لي إيماني وقويني.. وانصرني على من يعاديني.. واكفيني شر الأيام".

بهذه الكلمات ختمت فايزة أحمد حياتها الغنائية، وتعود قصة الأغنية إلى عام 1983، وقبل فترة بسيطة من وفاتها، عندما اتصلت فايزة أحمد بالشاعر عبدالوهاب محمد، وطلبت منه أن يكتب لها أغنية دينية تغنيها للحجاج، ورحب عبد الوهاب محمد بهذا الأمر.

نظراً لظروف المرض التي كانت تعاني منه فايزة خلال تلك الفترة، أسرع عبد الوهاب بكتابة الأغنية، وقام بتلحينها الملحن جمال سلامة، وخلال أيام قليلة وقفت فايزة أحمد في مسجد الرفاعي لأول مرة في حياتها، بالإضافة إلى ارتدائها غطاء للرأس أيضاً لأول مرة، لتصوير الأغنية للتلفزيون، وبعدها بفترة، وبالتحديد يوم 21 سبتمبر/أيلول عام 1983، رحلت فايزة أحمد، لتكون هذه الأغنية هي ختام حياتها الغنائية.

علامات:
تحميل المزيد