وفقاً لمعظم علماء الفيزياء الفلكية، بمجرد أن يدخل الإنسان إلى الثقوب السوداء، تصبح نهايته محتومة؛ إذ إن الجاذبية سوف تجذبه بسرعة الضوء إلى التفرد، وهو حيز متناهي الصغر أحادي البُعد يحوي كتلة هائلة. بعدها، يتحوَّل الإنسان إلى "معكرونة" بفعل قوة جاذبية الثقب الأسود.
مع ذلك، هناك دراسةٌ جديدة صادرة عن جامعة بيركلي الأميركية، أتت بنظريةٍ تفيد بأن البشر قادرون على البقاء على قيد الحياة بعد دخول الثقوب السوداء.
ليس هذا فحسب؛ بل إن الثقوب سوف تمحي ماضيهم أيضاً، وتُدخلهم في "مستقبل لا متناهٍ"، وفقاً لما جاء بموقع Indy100 البريطاني.
ويزعم عالم الفيزياء بيتر هينتز أنه في حال دخل مسافرٌ عبر الفضاء إلى ثقب أسود "حميد نسبياً"، فلربما يتمكَّن من البقاء على قيد الحياة؛ مسقطاً بذلك جميع قوانين الفيزياء الطبيعية.
كيف هذا؟!
بحسب قوانين الفيزياء، فإن النجوم بعد انهيارها تنضغط كتلتها في نقطة متناهية الصغر تُعرف باسم "التفرد".
ولمحاولة فهم التعارض بين القوانين الكونية والثقوب السوداء التي لا تتبع أي قوانين، استحدث علماء الفيزياء مصطلحاً نظرياً أطلقوا عليه اسم "الرقابة الكونية".
تقترح هذه النظرية وجود حد فاصل داخل الثقوب السوداء، أطلق عليه العلماء اسم "أفق كوتشي". بمجرد اجتياز ذلك الحد الفاصل، تسقط جميع القوانين الكونية.
هذا الحد الفاصل أعمق من أفق الحدث، الذي هو عبارة عن الحد المحيط بالثقب الأسود، والذي لا يمكن للضوء ولا الأشعة الكونية الإفلات منه.
بعد الحد الفاصل، يتحول الزمان والمكان إلى لحظة زمنية واحدة لا نهاية لها.
عدد لا متناهٍ من المستقبل
درس هينتز وفريق الباحثين التابعين له الأجسام الافتراضية المشحونة، المعروفة باسم ثقوب رايسنر-نوردستروم دي سيتر السوداء، وطبّقوا عليها نظرية الرقابة الكونية.
ويؤكد هينتز أن هذين الأفقين؛ أفق الحدث وأفق كوتشي، والتفرد، من الممكن أن تتصاحب في الوجود.
إذ إنه نتيجةً لاتساع الكون الذي نعرفه، تكتسب الثقوب السوداء قوة دفع داخلية تقاوم قوة الجذب الناتجة عن الجاذبية إلى حد ما.
لذا، فإن وجود هذين التأثيرين في آن واحد، من الممكن أن يخلق منطقةً بعد أفق الحدث، "تنفصل فيها الأجسام عن ماضيها ولا يعود لها مستقبل محدد"، وفقاً لما جاء بموقع Beyondrealitynews المعنيِّ بالأخبار الغريبة.
وهذا يعني أنه حتى ولو ظل الإنسان على قيد الحياة داخل الثقوب السوداء، فإن ماضيه سوف يُمحى وسوف يعيش عدداً لا متناهياً من أزمنة المستقبل.
أما كيف سيبدو ذلك، فهذا أمر لا ندرك كُنهه بالطبع.. حتى لحظة كتابة هذه السطور.