الحركة التجارية تدفع إثيوبيا إلى الأمام

إثيوبيا، التي كانت في يوم من الأيام محل أسف العالم كله، تحولت الآن إلى مركز استثماري كبير، وهو بلا شك أمر رائع، فهناك العديد من المستثمرين الأجانب الذين غامروا بدخول البلاد بحثاً عن الفرص الاستثمارية، ما يشكل إضافة جيدة للسكان المحليين، والمغتربين الذين يستفيدون من تحسن البيئة الاستثمارية في البلاد.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/01 الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/01 الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش

ثمة حكمة قديمة تقول إن المساعدات الأجنبية كانت استراتيجية عظيمة لمساعدة إفريقيا للتقدم إلى الأمام، يبدو أن ذلك قد تغير الآن؛ إذ صارت التجارة هي الصورة الجديدة للمساعدات الأجنبية الجديدة للقارة الإفريقية، التي تتميز بتركيبتها السكانية الشابة، ومواردها الغنية، وبيئتها الاستثمارية الجيدة.

إثيوبيا، التي كانت في يوم من الأيام محل أسف العالم كله، تحولت الآن إلى مركز استثماري كبير، وهو بلا شك أمر رائع، فهناك العديد من المستثمرين الأجانب الذين غامروا بدخول البلاد بحثاً عن الفرص الاستثمارية، ما يشكل إضافة جيدة للسكان المحليين، والمغتربين الذين يستفيدون من تحسن البيئة الاستثمارية في البلاد.

فقد استثمر الأجانب في مجالات شتى، فعلى سبيل المثال، استثمر الهنود في صناعة المنسوجات، واستثمر اليابانيون في مد الطرق، واستثمر الأوروبيون في زراعة الزهور، بينما استثمر الصينيون في مجال تشييد المباني العملاقة، بما في ذلك من مطارات، وتكنولوجيا الهواء، أما الأتراك فقد استثمروا في شبكات السكك الحديدية في شتى أنحاء البلاد.

إن أفريقيا تتحرك بكل تأكيد في الاتجاه الصحيح.

برزت مؤخراً إسهامات الصناعة التركية في إثيوبيا، لا سيما شركة يابي ميركزي، التي احتفلت بها جمعية المصدرين الأتراك في أديس أبابا في وقت سابق من هذا الشهر؛ إذ تُنشئ الشركة مشاريع غاية في الأهمية في إثيوبيا.

توزعت تلك الاستثمارات في مدينة أوناش، وعلى الأخص السكك الحديدية لمدينتي كومبولشا وهارا جيبايا، التي استخدمت أيادي عاملة تجاوزت 4500 عامل إثيوبي، وقد اُحتُفل ببدء تشغيل نظام السكك الحديدية قبل عامين بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديساليجن.

كانت تلك هي المرة الأولى التي تنفذ فيها شركة يابي ميركزي مثل هذا المشروع العملاق في إفريقيا، على الرغم من تنفيذها مشروعات مشابهة في دبي، وإسطنبول، وأنقرة، والدار البيضاء.

وقد صرح إياليو جوبيزي، السفير الإثيوبي في تركيا، في لقاء عام، كيف أصبحت تركيا عاملاً مؤثراً في تغير وتقدم القارة الإفريقية.

أشارت الجمعية في حفل تكريم الشركة التي بلغ عمرها 52 عاماً إلى "الإسهامات الكبيرة في نقل المعرفة والتكنولوجيا إلى إثيوبيا"، وقد قُدر ذلك المشروع بما قيمته 1.7 مليار دولار، ويبلغ طوله 400 كيلومتر، وهو مشروع يسهم في تحقيق رغبة إثيوبيا في إنجاز خطتها للنمو والتحول وفق رؤيتها الاستراتيجية.

جدير بالذكر أن مشروع هيئة السكك الحديدية الإثيوبية مشروع مشترك، شارك في تمويله بنك EX-IM التركي، وبنك كريدي سويس، والحكومة الإثيوبية، وتقتضي الرؤية طويلة الأجل للمشروع مساعدة القطاع الزراعي في إثيوبيا على التطور، وربط المنتجين الزراعيين في جنوب ووسط البلاد بالموانئ البحرية.

وقعت الشركة أيضاً في وقت لاحق من هذا الأسبوع عقداً كبيراً لتطوير الخط الحديدي الواصل بين دار السلام وموروجورو، يقضي بإنشاء أسرع خط للقطارات في المنطقة، وتتخطى تكلفته المليار دولار، ويُقال إن طول هذا الخط يبلغ تقريباً 1300 كيلومتر؛ إذ يفترض أن يربط بين أوغندا، ورواندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وتنزانيا، ما يسهل الوصول إلى سواحل شرق إفريقيا المطلة على المحيط الهندي، ومن المتوقع أن يعزز ذلك الخط الحديدي من سرعة حركة البضائع وتبادل السلع، ويسهل الأعمال التجارية بين تلك الدول.

تُعد هذه بعض التطورات الجيدة في قارة تتطلع لرؤية أيام أكثر إشراقاً، على الرغم من التحديات والصعوبات المعروفة.

هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الكندية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد