خسر نائب المستشار النمساوي المنتمي لليمين المتطرف، هاينز كريستيان شتراخه، دعوته القضائية التي اتهم فيها نشطاء يساريين بارتكاب "إهانات عامة"، بعدما أشارت مجموعة منهم بالإصبع الوسطى رداً على سياساته في أحد مقاطع الفيديو.
ونشرت الحركة اليسارية، لينكسفينده يتست (اليسار الآن)، مقطع فيديو عبَّرت فيه عن معارضتها لشتراخه وحزبه اليميني (حزب الحرية)، وذلك بحسب وكالة فرانس برس.
ويُظهِر الفيديو عدداً واسعاً من الرسومات للصورة الشهيرة للإصبع الوسطى لجوني كاش، وينتهي كل مقطع بمؤيدين يساريين يقولون: "اللعنة على شتراخه"، بينما يشيرون بإصبعهم الوسطى.
وقال عددٌ كبير من مؤيدي حركة "اليسار الآن" في هذا الفيديو: "لأننا نتضامن مع اللاجئين والمسلمين، فنحن نقول: اللعنة على شتراخه. لأن السياسات المعادية للمرأة لحزب الحرية تذكرنا بصليب الشرف النازي الخاص بتكريم للأم الألمانية (موتركرويتس)، فنحن نقول: اللعنة على شتراخه"، وفقاً لما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأميركية، الخميس 1 مارس/آذار 2018.
وقضت محكمة استئناف في فيينا يوم أمس الخميس، بأنَّ الفيديوهات المنتشرة للمجموعة على الشبكات الاجتماعية، التي تستهزئ فيها بشتراخه، تدخل ضمن قوانين حرية التعبير في البلاد.
ورفضت المحكمة محاولة شتراخه إدخال الفيديو تحت طائلة قوانين التشهير والإهانة، والتي تتضمن "الإهانة الخبيثة أو الحط من قدر جمهورية النمسا أو إحدى ولاياتها، بطريقة تجعل قطاع واسع من الجمهور يشعر بها على هذا النحو"، وذلك بحسب مؤسسة الصحافية الدولية.
وأكدت محكمة الاستئناف حكم محكمة أدنى بأنَّ نشطاء اليسار لديهم الحق في التعبير عن آراء سياسية "مستفزة وصادمة لأنَّ ذلك جزء أساسي من حرية التعبير".
وتأتي معركة حرية التعبير هذه في الوقت الذي يواجه فيه شتراخه دعوى قضائية من الإذاعة النمساوية (ORF) بعد أن وصفها نائب المستشار بأنَّها "دعاية" و"أكاذيب"، وذلك بحسب موقع دويتش فيله الألماني.
ويُتهم زعيم حزب الحرية بالقيام بهجمات تشهيرية و"كاذبة على الإذاعة النمساوية"، وذلك بعد أن نشر تعليقاتٍ على فيسبوك وصف فيها عدداً من الصحافيين والإذاعة بأنَّهم "كاذبون".
ووصف شتراخه تقرير أعدَّه كبير مراسلي محطة إيه آر دي (ARD) مايكل ماندليك بأنَّها "هجاء" وأرفق ذلك التعليق بصورة مُقتَطعة لشخصية الرسوم المتحركة الشهيرة بينوكيو.
ونشر شتراخه أيضاً عدداً آخر من تعليقات فيسبوك وصف فيها الإذاعة النمساوية بأنَّها "أخبار زائفة"، مُستخدِماً أحد التعبيرات المفضلة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكتب شتراخه على صفحته، ساخراً من إعلاناتٍ تبثها الإذاعة: "هناك مكان تتحول فيه الأكاذيب إلى أخبار. هذا المكان هو الإذاعة النمساوية. أفضل الأخبار المزيفة، والأكاذيب والدعاية، والثقافة الزائفة، ورسوم التراخيص الإجبارية. إقليمياً ودولياً. على التلفاز والراديو وصفحة فيسبوك الخاصة بأرمين فولف (يعمل لدى الإذاعة النمساوية)".
وقد حذف شتراخه هذه المنشورات منذ ذلك الوقت، واعتذر عن هذه التعليقات قائلاً إنَّها كانت مجرد "سخرية".
وكان شتراخه وسياسيون آخرون من حزب الحرية اليميني المتطرف قد هاجموا قضية التشهير هذه التي رفعتها الإذاعة النمساوية، وقالوا إنَّ ثمة حاجة إلى "إصلاح للإذاعة النمساوية" حتى تصبح محايدة تماماً.