أمرٌ واحد يفسد الحياة الزوجية أو يُصلحها.. ما يجب أن يعلمه كل المتزوجين حديثاً

ما زلتما تتهجآن مفردات الزواج والعيش المشترك، لا بد ستتعثران ببعضكما البعض وأنتما في أول الطريق.. لا يهم.. لا بأس.. اصطدما قليلا.. وتصالحا كثيراً.. لكن فلتختبئ كل هذه المشاهد في ذاكرتكما المشتركة وحدها.. في القصر.. لا تطلعا أحداً عليها.. ولا تدخلاه الباب!

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/02 الساعة 05:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/02 الساعة 05:34 بتوقيت غرينتش

– تزوجت حديثاً.. بماذا تنصحني؟
= لا أعلم أثمن من هذه لك.. "احفظا السر!"
– أي سر؟
= كل شيء.. كل شيء يحدث بينكما سر، وعليكما حفظه..

من اللحظة الأولى التي تعقب عقد القران، هناك باب قصر كبير وشاهق للغاية ينغلق عليكما وحدكما، هو قصركما أنتما.. حياتكما.. كلماتكما.. عاداتكما.. هفواتكما.. نواقصكما.. أحلامكما.. كل ذلك يأخذ مكانه مع الأيام في جنبات القصر الناشئ..
مكتوب أعلى باب القصر:
"كل كبيرة تبقى داخلاً صغيرة مهما كبرت
وكل صغيرة تخرج خارجاً كبيرة مهما صغرت".
ما زلتما تتهجآن مفردات الزواج والعيش المشترك، لا بد ستتعثران ببعضكما البعض وأنتما في أول الطريق.. لا يهم.. لا بأس.. اصطدما قليلا.. وتصالحا كثيراً.. لكن فلتختبئ كل هذه المشاهد في ذاكرتكما المشتركة وحدها.. في القصر.. لا تطلعا أحداً عليها.. ولا تدخلاه الباب!

ستكتشفان الكثير والجديد عن نفسيكما:

رغباتها، نزواتها، حقيقتها، ما خفي من محاسنها ومساوئها، آمالها وتطلعاتها، بذور الخير فيها، وندوب الماضي على سطحها.. لا يهم.. لا بأس.. تحسسا شخوص بعضكما بتأن.. تلامسا.. تهامسا.. وتعانقا.. اضحكا وابكيا معاً.. لكن ابقيا في كل هذه التجارب داخل القصر.. ولا تخرجا أبداً.. ولا ترفعا الستائر!

عشتما عقدين أو ثلاثة من عمركما فرادى، الآن أصبحتما زوجاً.. وأصدقك القول، هذا ليس سهلاً!.. هل تعلم كيف تفكر عن اثنين بدلاً عن واحد؟ هل تعلم كيف تتماشى مع هذا الآخر الذي يكملك ولا يشبهك؟ كيف تنحني مع انحناءته، وتعتدل مع اعتداله؟ كيف تقف إلى جانبه وتفسح له المجال لأن يقف إلى جانبك؟.. هل تعلم أنكما في زواجكما تقومان برقصة عظيمة طويلة ممتدة لا تتعب من أجلها الأجساد فقط، بل الأرواح والعادات والطبائع؟.. تتقدم خطوة إذا هي تراجعت، وتتراجع خطوة لتتقدم هي.. تقود أنت الرقصة، وتوهمك هي بأنك أنت حقاً الذي تقودها!.. سترقصان بفظاظة أول الأمر ثم ستصبحان بارعين للغاية.. اللحن المسموع ما هو إلا أصواتكما.. نداءاتكما.. مفرداتكما ولهجاتكما.. تحدثا معاً.. اصرخا معاً.. اهمسا معاً.. لا يهم.. لا بأس.. لكن لا يسمعكما أحد خارج القصر.. ولا تفتحا النوافذ!

– ومن في الخارج حتى نحذر منه؟.. الأعداء؟
= بل الأصدقاء أيضاً!.. والأقرباء والأهل والدائرة الصغيرة المغلقة عليكما فيما سبق..
إن من أكثر معاول الهدم الأسري -مطلقاً- تدخلات الأهل الأقربين في حياة الزوجين.. دخولهما إلى القصر الناشئ.. إلى أرضيته المبعثرة، وجدرانه الفارغة.. إنك إن أدخلت فلاناً من الناس بينكما لم تستطع أن تخرجه أبداً!

أهلك يعرفونك لكن لا يعرفون بنت الناس.. سيلقون باللائمة عليها وإن كنت أنت المخطئ..
أنت بضاعة أهلك.. ولا أحد يبخس بضاعته وإن فسدت (إلا من رحم ربي).. قول أحدهم لك: "1000 بنت بتتمناك" كذب ولغو ككذب التجار إذ يبالغون بتشبيه بضاعتهم الرديئة بالعسل والماس ولمعان النجوم!

لو سرقت فاطمة بنت محمد، لقطع محمد يدها.. لكن لو سرقت فلانة بنت فلان، لقطع فلان أيدي وألسن الناس جميعاً لو تحدثوا عن بنته فلانة.. أنت لا تعيش وسط أنبياء وقديسين.. احذر ما قد تهدمه نوايا الطيبين السذج أكثر من مكائد الأشرار العقلاء..
– إذاً ننعزل؟
= عندما يتعلق الأمر بكما.. في خصوصيتكما.. نعم.. فارقا الدنيا وانعزلا..
وعندما يتعلق الأمر بالآخرين.. اخرجا إلى الدنيا كزوجين.. وكزوجين فقط

تبغي النجاة؟
"فليسعك بيتك!"
"فليسعك بيتك!"
"فليسعك بيتك!"

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد