أسفرت النتائج الأولية لفرز صناديق انتخابات المرحلة الثانية والأخيرة لمجلس النواب المصري عن تقدم قائمة في "حب مصر" التي تدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي قال رئيسها اللواء سامح سيف اليزل أنهم سيغيرون الدستور لتقليص المواد التي تقيد سلطة الرئيس.
سعر الصوت 100 إلى 300 جنيه!
انتشرت في الساعات الأخيرة من غلق الصناديق ظاهرة المال السياسي ودفع أموال للمصريين بهدف دفعهم إلى التصويت أو للدعاية لمرشح أو قائمة محددة أمام اللجان وجلب مرشحين.
مصدر رفض ذكر اسمه قال لـ"عربي بوست إن "سعر الصوت تراوح بين 100 و300 جنيه في الساعات الأخيرة للتصويت".
مرصد الانتخابات بمنظمة "ماعت" أشار إلى أن "توجيه الناخبين والدعاية أمام اللجان والنقل الجماعي هي أبرز المخالفات".
وكان مرصد الانتخابات البرلمانية التابع لمؤسسة "ماعت" للسلام والتنمية وحقوق الإنسان فد أشار أنه "تم رصد قيام بعض المرشحين بتوزيع رشاوى انتخابية على بعض الناخبين في عدد من المحافظات"، منها حالة دفع مندوبي مرشح حزب "مستقبل وطن" ببورسعيد مبالغ مادية قدرها 300 جنيه للصوت الانتخابي.
وقد أكد محمد الشنتناوي، مدير مرصد الانتخابات بالمؤسسة، في تصريحات لصحيفة "اليوم السابع"، أن الرشاوى الانتخابية تزايدت في المرحلة الثانية من الانتخابات، حيث وصلت في بعض الدوائر إلى 1000 جنيه للصوت، وكان منها دائرة مدينة نصر، وفى المطلق تدرجت الرشاوى الانتخابية من 50 جنيهاً إلى 1000، ولكن كان المبلغ السائد من 200 إلى 500 جنيه للصوت.
أيضاً قال مراسلي موقع "مصر العربية" في القاهرة، أن سعر الصوت الانتخابي شهد ارتفاعاً حتى وصل إلى 400 جنيه وفي دوائر أخرى 500 جنيه.
وقال تقرير لـ "ماعت" أن مرشح وشقيقته بالشرقية وزعا "ملابس داخلية" و"فياجرا" على الناخبين، في إحدى دوائر الشرقية بفاقوس، مشيرة لأن هذا رفع نسب التصويت في القاهرة إلى 26% مقارنة بالمرحلة الأولى التي بلغ إجماليها 22% فقط، وكان أقلها في بورسعيد (23%) وأعلاها في الدقهلية (45%).
3% نسبة التصويت
كذلك أشار بيان لـ "المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام تكامل مصر"، لظهور "الرشى الانتخابية بشكل مكثف طوال يومي الاقتراع بجميع المحافظات"، و"حشد الحكومة لموظفي الدولة باستخدام سيارات حكومية"، و"حشد انتخابي ديني كنسي في المناطق ذات الكثافة المسيحية العالية".
وبالمقابل قدر المركز حجم المشاركة في انتخابات المرحلة الثانية بيومي الاقتراع بـ 795 ألف ناخب ما يجعل نسبة المشاركة في انتخابات المرحلة تقدر بأقل من 3٪ مقارنةً بحجم المقيدين بالجداول الانتخابية (27 مليونًا و503 آلاف ناخب).
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات، برئاسة المستشار أيمن عباس، رئيس محكمة استئناف القاهرة، إغلاق صناديق الاقتراع بنهاية اليوم الثاني والأخير للمرحلة الثانية للانتخابات، وبدء فرز أصوات الناخبين في اللجان الفرعية، وكان من المقرر إعلان النتائج الأربعاء، وأن يعلن اليوم نتائج تصويت المصريين في الخارج، بحسب اللجنة العليا، ولكنه تأجل حداداً على القضاة القتلى في تفجير العريش الثلاثاء
وأظهرت نتائج فرز أولية في عدد من اللجان عن تقدم قائمة "في حب مصر" يليها حزب النور السلفي ثم قائمة "التحالف الجمهوري"، وأخيراً قائمة "تيار الاستقلال".
تأكيدات على حضور المال السياسي
وقد ألقت قوات الأمن، القبض على مندوب أحد المرشحين في لجنة مدرسة القائد بمنشية الصدر بدائرة الوايلي والظاهر، بحسب شهود عيان، أثناء توزيعه لمبالغ مادية رشاوى انتخابية للناخبين أمام اللجنة من أجل التصويت لمرشحه.
كما حرر شخص آخر في محافظة المنوفية شمال القاهرة، محضراً في قسم الشرطة، بعدما ذهب للإدلاء بصوته، فوجد من قام بالتصويت بدلاً منه، ما يعني تزوير صوته.
لم تصلنا شكاوى
المستشار عمر مروان المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، قال إن اللجنة لم تتلق بلاغاً واحداً عن ظاهرة شراء الأصوات، وطالب مروان، خلال مؤتمر صحفي بالهيئة العامة للاستعلامات مساء الاثنين، "كل من لديه أي فيديوهات أو أدلة على قيام مرشحين بشراء أصوات الناخبين، بتقديمها للجنة العليا للانتخابات للتحقيق فيها".