بعد مرور ربع قرن على انتهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي، كُشف أخيراً عن السلاح الذي أرسلته روسيا إلى الفضاء!
موقع Popular Mechanics المهتم بتكنولوجيا الفضاء، زعم أنه تم تركيب مدفع R-23M Kartech على محطة Almaz (ألماس) الفضائية في العام 1970، إذ استُمدت فكرة المدفع من أحد الأسلحة القوية المستخدمة في الطائرات الحربية.
المدفع الأصلي عيار 23 صمم في الأصل للقاذفة الجوية Tupolev Tu-22 Blinder، قبل أن يتم تعديله ليناسب مع الاستخدامات الفضائية الجديدة.
وعلى ذمة الموقع، فإن قصة المدفع ظلت طي الكتمان طيلة هذه السنوات، حتى قامت قناة Zvezda TV الروسية بعرض مقطعٍ له، فقام Popular Mechanics بدوره بصناعة نموذج لمدفع R-23M.
وبحسب الموقع، فإن الاتحاد السوفيتي عاش طويلاً تحت هاجس تنصت أميركا على أقماره الصناعية واستهدافها، ما دفعه لتطوير أسلحة مضادة.
وكانت قاعدة "ألماس" الفضائية المرشح الأول لاحتضان الأسلحة الفضائية، نظراً لطبيعة مهامها التي تتمحور حول الاستطلاع، بالإضافة إلى امتلاكها عدداً من الكاميرات والرادارات.
وتم تكليف مكتب KB Tochmash للتصميمات بموسكو برئاسة الكساندر نودلمان بمهمة تطوير السلاح، إذ عرف عن المكتب إنجازاته في مجال تطوير أسلحة الطيران منذ الحرب العالمية الثانية، ومن أجل تحقيق هذه المهمة، قام فريق نودلمان بتطوير مدفع رشاش عيار 14،5 يستطيع إصابة أهداف على بعد 2 ميل.
لكن بسبب فيزياء الفضاء، واجه المدفع مشاكل قلصت من قدراته، فبالرغم من أن رواد الفضاء كان بإمكانهم إطلاق النار من مقصوراتهم باستخدام المناظير، فإنه توجب عليهم توجيه المدفع البالغ وزنه 20 طن نحو الهدف.
Popular Mechanics زعم أن الكرملين تقدم في مشروع "ألماس"، لكنه أراد تمويهه خلف ستارٍ مدني، لهذا دمج المشروع ضمن 7 محطات فضائية مدنية تحمل اسم "ساليوت"، لكن في الحقيقة 3 من المشاريع الـ 7 كانت عبارة عن محطات تجسس فضائية، لكن سرعان ما اكتشفت مخابرات الدول الغربية تلك الحقيقة، رغم أن برنامج "ألماس" ظل يعمل رسمياً حتى نهاية الحرب الباردة.
وتم تجريب إطلاق النار من المدفع يوم 24 يناير/كانون الثاني 1975، فقامت المركبة بإطلاق 20 قذيفة من المدفع والتي احترقت جميعاً عقب إطلاقها.
تم الكشف لاحقاً عن امتلاك "ألماس" لصواريخ اعتراضية بجانب المدفع، لكنها لم تستخدم لأن المشروع تم إلغاؤه في العام 1978